العدوان الصهيوني على اليمن يُنذر بتوسع الصراع وردعه المزعوم يتآكل وبات على المحك
السياسية : تقرير || عبدالعزيز الحزي ||
في الوقت الذي يترقب فيه الصهاينة على المستويين السياسي والعسكري الرد اليمني على الهجمات التي شنتها طائرات العدو الصهيوني على منشآت مدنية في ميناء مدينة الحديدة، أجمعت التحليلات العسكرية والسياسية بأن قوة الردع الصهيونية تآكلت وباتت على المحك.
وأكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن قوة الردع الصهيونية تآكلت وفشلت كل التشكيلات التي كان الأمريكي يحيط الكيان بها لحمايته.. مضيفاً "العدوان على اليمن لن يفيد العدو شيئا أو يوفر له الردع ولن يمنعنا من الاستمرار في المرحلة الخامسة من التصعيد لمساندة غزة".
وأوضح قائد الثورة في كلمة له عصر الأحد، أن استهداف "يافا" المحتلة يمثل بداية المرحلة الخامسة من التصعيد.. مؤكدا أنها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده.
واعتبر أن عملية "يافا" ضربة معنوية كبيرة للعدو وشكلت حالة من الهلع والقلق عمّت أوساط كيان العدو في المدينة والحي المستهدف والقنصلية الأمريكية.. مؤكداً أن حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحاً ويفوق أي محاولات للتقليل من أهميتها وشأنها.
كما أكد قائد الثورة أن الأمريكي والبريطاني وحلفاء الأمريكي من الأوروبيين وعملائهم العرب فشلوا في منع وصول التهديد إلى كيان العدو الصهيوني، الذي وجد نفسه في مأزق حقيقي ومشكلة خطيرة، وأمام معادلة جديدة ذات تأثير كبير عليه.
وشدد على أن "استمرار العدوان على غزة وإبادته الجماعية للشعب الفلسطيني سيرتد عليه بمخاطر إضافية ومشاكل غير مسبوقة، والعدوان على اليمن ليس من واقع مريح للعدو الصهيوني ما اضطره لتجاوز استراتيجية التفرد بغزة ومقاومتها، وضمان الحماية من الأمريكي والعملاء".
وجددّ التأكيد على أن التعاون بين اليمن وبقية جبهات الإسناد وثيق وقوي وهناك تنسيق يتطور أكثر فأكثر، وله ثمرته وأهميته في إفشال العدو والضغط عليه.. مبيناً أن التنسيق مع محور الجهاد مفيد في خدمة القضية الفلسطينية وتعزيز الموقف العام ضد العدو الصهيوني.
وبعد عشرة أشهر من العدوان الصهيو-أمريكي على غزة، انتقلت الحرب خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى مرحلة جديدة وربما أكثر خطورة، حيث ضربت مُسيرة يمنية مدينة يافا المحتلة "تل أبيب" وقتلت جندياً صهيونياً، بينما هاجمت أكثر من 20 طائرة تابعة لسلاح الجو الصهيوني مدينة الحديدة.
وتُعد هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها العدو الصهيوني اليمن، متجاوزاً بإرهابه الخطوط الحمراء من خلال استهدافه منشآت مدنية وهي عبارة عن صهاريج لتخزين الوقود وخزانات للمازوت في محطة توليد الكهرباء في منطقة الكثيب في مدينة الحديدة وعلى إثر هذه العدوان استشهد وأصيب 90 شخصاً من المدنيين.
ويهدف العدو الصهيوني من خلال عدوانه السافر على اليمن الى جرّ منطقة الشرق الأوسط برمتها إلى مواجهة شاملة لن تُحمد عقباها، وتوسيع الصراع في المنطقة بعد فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة، نتيجة المعارك الشرسة التي تقودها فصائل المقاومة الفلسطينية، ودكها للعدو وآلياته العسكرية، وفشله في تحقيق أهدافه، وفقدان العدو الصهيوني قوة الردع التي كان يتفاخر بها على مدى عقود فصارت في طي النسيان بسبب المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد التي كشف الغطاء عن هشاشة وضعف جيش العدو.
ويرى خبراء عسكريون واستراتيجيون أن الضربة الصهيونية الأخيرة على اليمن استهدفت أهدافا اقتصادية "رخوة" في محاولة لترميم إستراتيجية الردع الصهيونية التي بدأت في التآكل وإرسال رسائل إقليمية، مع توقعات بردود فعل يمنية.
وتوقع الخبراء أن يتمثل الرد اليمني في التصعيد باستهداف السفن، وزيادة أعداد الطائرات المسيرة التي يمكن أن تنجح في الوصول إلى عُمق الكيان الغاصب.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي أعتاد العدو الصهيوني على ارتكاب المجازر والإبادة في قطاع غزة خصوصاً وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما في ظل دعم أمريكي وصمت دولي وتخاذل عربي وإسلامي متجاوزاً الخطوط الحمراء للضمير الإنساني بكثير.
وقد آثار العدوان الصهيوني السافر على اليمن غضباً شعبياً واسعاً، ولاقى تنديداً عربياً ودولياً ومن قبل محور المقاومة وأحرار العالم.
وعلقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على الهجوم الصهيوني على مدينة الحديدة اليمنية.. قائلة: إن ذلك ينذر بتوسيع نطاق الحرب في قطاع غزة.. مشيرة إلى أنه يضيف ديناميكية جديدة متقلبة لما أصبح صراعاً إقليمياً متزايداً.
ورجحت الصحيفة بناءً على توقعات المحللين بأن هذا الهجوم لن يردع اليمنيين، وقد يكون له تأثير عكسي، مما يسمح بتعزيز القوة في الداخل بحشد اليمنيين للتعبئة ضد تهديد أجنبي آخر، ما يوسع نطاق الحرب مع انضمام المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق أيضاً.
الجدير ذكره أن موقف الشعب اليمني الداعم لفلسطين كبير جداً وعلى الشعوب أن تستمر في التظاهرات ومقاطعة الشركات الأجنبية الداعمة للكيان الغاصب، وقصف اليمن لهذا الكيان اللقيط موقف تاريخي ويغّير من معادلات الردع في المنطقة، وما التحركات الأمريكية في المنطقة إلا دليل على حجم مخاوفها لأن قواعدها العسكرية أبرز نقاط ضعفها.