السياسية // كتب: المحرر السياسي

أمريكا لم تعد الآن أمريكا؛ هذه الدولة التي تسيّدت العالم في غفلة من الزمن بدأ نجمها في الأفول بعد أن جرعته سنوات طويلة الويلات والدمار من سلسلة حروب وغزوات..

دولة ليس في قاموسها مصطلح السلام، قامت وعاشت بالحروب والقتل والدمار وعدوها الحقيقي هو السلام الذي سيجبرها على إيقاف مصانعها الحربية عن العمل لانتهاء الحاجة إليها بعد أن يعم السلام دول العالم.

إن واقع اليوم يشير إلى أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل في فقدان مصداقيتها والعديد من مواقعها حول العالم، واهتزت صورتها على المستوى الدولي، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى، وتصدي البحرية اليمنية لها في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وإلحاق هزيمة منكرة بها، في مواجهة يشهدها العالم بشكل يومي.

محددات واقعية وضعتها القيادة اليمنية لإيقاف الضربات على البحرية الأمريكية والبريطانية وبقية الدول الاستعمارية، وكذا الضربات لميناء أم الرشراش (إيلات) وبقية المواقع العسكرية الصهيونية في فلسطين المحتلة، تتمثل في إيقاف الحرب الهمجية الصهيونية على غزة، وآلتها التي تدمر كل شيء في فلسطين المحتلة، مالم فإن الضربات العسكرية اليمنية عبر المسيرات والصواريخ البالستية ستتواصل وبصورة أكبر على الكيان الصهيوني وكل القطع البحرية للدول الداعمة له، وتقييد حركة الملاحة من وإلى الموانئ المحتلة.

لقد صنعت آلة الحرب الإعلامية الأمريكية والغربية من أمريكا بعبعا تخيف به دول العالم، لكنها الآن ليست في حالة تسمح لها بالإملاءات وإصدار الأوامر، وهذا مؤشر على الانحدار الكبير الذي بدأت أمريكا تهوي فيه، وكما يقول منطق التاريخ إن للامبراطوريات والدول أعمار كأعمار البشر، وها هي أمريكا تعيش الآن مرحلة الشيخوخة وصولاً إلى تفككها وتجزئتها إلى دويلات بعد أن كانت ولايات متحدة، فلا شيء يبقى على حاله.

إن الأمر المؤلم الآن، أن أشد الضربات على القضية الفلسطينية تأتي من أنظمة تدّعي الانتماء للعرب والمسلمين، خاصة دول الخليج التي اندفعت نحو التطبيع المذل دون كوابح، ومن دون حساب مآلات ذلك التطبيع على أمنها الوطني والأمن القومي العربي وقضاياها المصيرية والرئيسية.