المفرطات ورقة رابحة بيد اليهود
السياسية || محمد علي القانص*
يتصور الكثير من الناس أن هناك أموراً غير مهمة ولا يجوز النقاش حولها، ويرون أنها بسيطة ولا تستحق الاهتمام رغم أن الصحيح هو التحلي بالجدية والموضوعية في جميع شؤون الحياة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فقد يترتب على إهمال الأمور البسيطة أفعال كارثية وغير منطقية، بل قد تكون منافيةً للدين والعادات الأصيلة والتقاليد المتعارف عليها بين قبائل العرب.
وللعلم، فإن أعداء الأمة العربية والإسلامية من اليهود والنصارى قد ركّزوا ويركّزون باستمرار على إبعاد العرب والمسلمين عن دينهم وثقافتهم بكافة الطرق والوسائل الخبيثة، ولعل من أبرز أهدافهم الرئيسية إفساد المرأة المسلمة، ويستخدمون لتحقيق هذا الهدف عناوين جذابة ومُستساغة مثل حرية المرأة ومساواتها بالرجل، وضرورة الاختلاط في الجامعات والمؤسسات والشركات، وغيرها من العناوين العريضة.
أتذكر في أحد الأيام القليلة الماضية، كنت على متن إحدى باصات الأجرة التي تسلك طريق (التحرير - حدة)، وكان الركاب يتحدثون بحسرة وتأسف عما أسموهن بنساء آخر زمن، مشيرين إلى أن نساء اليوم يمارسن عادات كثيرة دخيلة على مجتمعنا، كالاختلاط في الجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وارتداء العبايات الضيقة بدلاً من الستارة الصنعانية التي كانت تغطي جسد المرأة. كما تحدثوا عن معاناتهم مع الأطفال نتيجة تأخر النساء في صالات الأفراح إلى بعد منتصف الليل، حيث تخرج البعض منهن من منازلهن إلى مكان المناسبة قبل المغرب بنصف ساعة، مع أن هذا التوقيت كان في السابق موعد عودتهن إلى المنزل.
وأبدوا استيائهم من النسوة اللواتي يخرجن بملابسهن التي تنبعث منها رائحة العطور المزعجة، والتي من خلالهن يلفتن أنظار المارة في الشارع والسوق، وغيرها من التصرفات غير اللائقة بالمرأة المسلمة واليمنية الأصيلة.
أما نساء البلدان العربية الأخرى، مثل القاهرة والرياض ودبي والمغرب وبيروت... فحدث ولا حرج. فقد أصبحن كالغربيات تماماً، ولا فرق بينهن إلا بالأسماء فقط، فالنساء إذا ما فسدن، يصبحن ورقة رابحة بيد اليهود والنصارى، يستخدمونها لتدمير المجتمعات وهدم جسور وأعمدة المبادئ والقيم الدينية والعرفية.
لذلك يجب على أبناء الإسلام والعروبة العودة إلى الدين والعادات والتقاليد التي تحفظ المرأة وتصونها وتجلها، فهي نصف المجتمع ما دامت ملتزمة بتعاليم القرآن الذي حفظ لها كل الحقوق وكرمها تكريماً لا مثيل له.
فيا أيتها المسلمة العربية، لا تفرطي بنفسك ولا تنصاعي لمخططات الغرب، فأنت أكبر وأعظم من تلك المؤامرات، وأنت من تصنعين الأجيال وتنشئين القادة والعظماء، فكوني المثل الأعلى والقدوة الحسنة لأبنائك وإخوانك وأمتك.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب