السياسية:

عبدالرزاق علي*


جاءت المبادرة التي أطلقتها حكومة صنعاء لفتح عدد من الطرقات المغلقة منذ سنين جراء الحرب التي شنتها السعودية على اليمن، مفاجئة بكل المقاييس. اعتاد الطرف الآخر على توجيه التهم لصنعاء بالعرقلة، من أجل تحميلها مسئولية معاناة المواطنين طول سنين الحرب، لكنَّ ما حدث أعطى صورة واضحة عمن يقف وراء هذه المعاناة.

من هنا، جاءت ردود فعل الطرف الآخر على مبادرات حكومة صنعاء مرتبكة ومتناقضة.

ففي البداية، قللت سلطات تعز الموالية للتحالف من أهمية الخطوة، وأكدت أن الطرق مفتوحة من جهتها، قبل أن يجبرها الضغط الشعبي على التجاوب معها. يمكن القول إن تجاوبها لم يكن بهدف التخفيف على المواطنين بقدر ما كان بهدف الخشية من الانكشاف أمامهم.

بالمثل، ترددت سلطات مأرب في فتح الطريق الرابطة للمحافظة بالبيضاء، قبل أن تعود وتوافق في وقت لاحق، لكن ليس على الفتح المطلق للطريق. يتم فتح الطريق حاليا من السابعة صباحا حتى الخامسة عصر. ولا يوجد سبب واضح لهذا الإجراء، مع العلم أن سلطات مأرب كانت أول من تجاوبت مع الحملة الإلكترونية التي ناشدت أطراف الصراع في اليمن بفتح الطرق، ظنا منها أنها ستحرج حكومة صنعاء.

بالنسبة إلى حكومة صنعاء، لم تربط أمر فتح الطرق بموافقة الطرف الآخر، وإن كان ذلك ضروريا لضمان نجاح المبادرة، لكنها، وبراءة للذمة، اتخذت قرارات بفتح بعض الطرق من طرف واحد، كطريق البيضاء ـ أبين.

يمكن القول إنه وفي حين جاءت مبادرة حكومة صنعاء حول فتح الطرقات صريحة وواضحة، في حين اتسمت ردود أفعال الطرف الآخر بالمراوغة أحيانا، وأحيانا بالموافقة تحت ضغط الاستياء الشعبي.

* المصدر: موقع عرب جورنال

* المادة نقلت حرفيا من المصدر