حملة التفتيش على الزبيب المهرب .. حماية للمنتج المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني
السياسية // تقرير:
في ظل ما يتميز به الزبيب اليمني من جودة عالية ومذاق فريد، يغزو الزبيب الخارجي المهرب بمختلف أنواعه السوق المحلي، منافسا للزبيب اليمني الأصيل الذي يحتل الصدارة من بين أنواع الزبيب على مستوى العالم.
وضمن الإجراءات المتخذة لحماية المنتجات المحلية وتعزيز الاقتصاد الوطني، تهتم اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري والأجهزة الأمنية والنيابة العامة، بالمنتجات اليمنية وتشجيع التنافس على دعم المنتج الوطني ليكون منافسا وبديلا عن المنتج الخارجي.
وأطلقت اللجنة الزراعية العليا بالتعاون مع وزارة الزراعة، حملة ميدانية مكثفة للتفتيش على محلات بيع الزبيب الخارجي المهرب في عدد من المناطق بأمانة العاصمة.
الحملة التي تأتي بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والنيابة العامة هدفها حماية المنتج المحلي من الزبيب الذي يُعد من أجود الأنواع على مستوى العالم، وجاءت في وقت يشهد فيه الوطن تحديات اقتصادية وزراعية كبيرة، حيث تسعى الدولة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم المزارعين المحليين في مواجهة المنافسة غير العادلة، بالتزامن مع الجهود الكبيرة التي يبذلها المزارعون للحفاظ على جودة منتجاتهم وزيادة إنتاجهم رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت آراء عدد من تجار وبائعي الزبيب وأصحاب الوكالات ومزارعي العنب، بالإضافة إلى مسؤولين في عدد من الجهات المختصة، حول الحملة، وتأثيرها المتوقع في دعم المنتجات وتشجيع الإنتاج المحلي، وأهمية حماية السوق من المنتجات المهربة.
جودة عالمية
الزبيب اليمني المعروف بجودته العالية ونكهته الفريدة، يُعتبر من أهم المحاصيل التي يعول عليها المزارعون، ومع تفاقم مشكلة تهريب الزبيب الخارجي، باتت حماية هذا المنتج ضرورة ملحة لضمان استدامة الزراعة المحلية والحفاظ على سمعتها في الأسواق المحلية والعالمية.
إجراءات حكيمة
عدنان الربوعي صاحب وكالة الربوعي للزبيب، أكد تأييده لحملة ضبط مهربي ومستوردي الزبيب الخارجي المنفذة من قبل وزارة الزراعة والجهات المعنية.
وقال: "نطالب الجهات المختصة بعدم التساهل في هذا الجانب، وبما يضمن حماية المزارع اليمني، ودعم المنتج المحلي، إذ أن المزارع قبل هذه الإجراءات الحكيمة، كان قد وصل إلى مرحلة إحباط دفعته للتوسع في زراعة القات على حساب مزارع العنب، بحثاً عن العائد الاقتصادي المجدي".
وبين أن الإقبال على شراء الزبيب اليمني تحسن نسبياً خلال العامين الأخيرين، لافتاً إلى أن وجود الزبيب الخارجي قبل قرار حظر الاستيراد، كبد المزارع خسائر كبيرة في ظل إقبال الناس على شراء المنتج الخارجي رغم أن الزبيب اليمني أكثر جودة.
فيما يتعلق باتباع الأساليب الحديثة لتجفيف العنب والتسويق، أشار الربوعي إلى أن ذلك يتطلب إمكانيات كثيرة، ولكنها أصبحت ضرورية ويجب أن يعمل عليها المزارع برعاية وإشراف الجهات المعنية.
إلى ذلك أشار يحيى حميد القطاع، وهو صاحب وكالة القطاع التي تعمل في بيع الزبيب منذ أكثر من تسعين عاماً، إلى أن الزبيب اليمني لا يقارن مع غيره من الزبيب الخارجي والأمر كذلك بالنسبة لكثير من المنتجات والمحاصيل.
وأكد دعمه الكامل للحملة الميدانية لضبط مهربي ومستوردي الزبيب الخارجي، والرفض التام لوصوله الذي يتسبب في تكدس الزبيب المحلي، مبيناً أن حظر استيراد الزبيب الخارجي ساهم في أن يكون المنتج المحلي مرغوباً، وزاد من إدراك المواطن لجودة الزبيب اليمني وأصبح الاهتمام بتشجيع المزارعين توجهاً رسمياً ومجتمعياً.
عبدالله الخولاني، صاحب وكالة بني حشيش لبيع الزبيب واللوز البلدي، نوه إلى أن خيرات الوطن جديرة بالاهتمام، لما تمتاز به من جودة وتنوع ومذاق خاص.. معتبراً أن أسعار الزبيب اليمني التي تختلف من نوع إلى آخر تتيح للمستهلك فرصة الاختيار وشراء النوع الذي يرغب به، وتجعله في متناول الجميع وفقاً للقدرة الشرائية، مؤكداً في الوقت ذاته أن كل أنواع الزبيب اليمني تمتاز بالجودة التي تفوق المنتج الخارجي.
إنتاج طبيعي
بدوره وجه زيد أحمد وثاب، من وكالة الثقة، نصيحة للمواطنين بالإقبال على شراء الزبيب المحلي باعتبار أفضليته التي تؤكدها المقاييس والمواصفات الدولية المعتمدة لخلوه من المواد الحافظة وجودة كافة أنواعه.
وتطرق إلى ما أثبتته الدراسات العلمية فيما يتعلق بتميز الزبيب اليمني عن منافسه الخارجي الذي يشمل نسب عالية من الفسفور، البوتاسيوم، الحديد والنحاس، وغيرها من المعادن، مؤكداً أن المزارعين يحرصون على استمرار الإنتاج بصورة طبيعية بعيداً عن استخدام مواد حافظة أو مواد كيماوية في عملية الإنتاج.. داعياً إلى تشجيع المزارع ودعم المنتج المحلي وبما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الاقتصاد الوطني.
واستعرض الفارق بين الزبيب الخارجي والمحلي من حيث الجودة والمنافسة، مؤكداً أن الزبيب اليمني هو المفضل عالمياً، محذراً من اندفاع بعض المواطنين لشراء الزبيب الخارجي خصوصاً بعد عملية حظر الاستيراد والذي قد يكون دخل البلاد بطرق غير قانونية، ترافقها إجراءات لا تضمن سلامة المستهلك، كونه يتعرض لمناخات متعددة وأوضاع غير صحية، قد يترتب عليها أضرار كبيرة على المستهلك.
وحول الوعي لدى المزارع، أشار إلى القصور في هذا الجانب، خصوصاً وأن بعض المزارعين يعملون على الجني قبل نضوج العنب بشكل تام، ولذلك عند تجفيفه قد لا يكون بذات جودة ما يتم جنيه في الوقت المناسب، الأمر أيضاً ذاته يتعلق بمن يقوم بتأخير الجني.. مشيراً إلى أهمية تكثيف الإرشاد الزراعي في كافة مراحل الإنتاج.
من جهته أشار يحيى محمد دويس مزارع عنب في بني حشيش، إلى أن جودة الزبيب اليمني تحظى بشهرة عالمية، وهذا الأمر ليس جديداً وإنما منذ القدم.. لافتاً إلى أن القيمة الغذائية للزبيب اليمني تعكس جودة محصول العنب المتنوع بمذاقه الراقي والمميز.
وحث المجتمع على المساهمة في إنجاح حملة ضبط مهربي ومستوردي الزبيب الخارجي، دعماً وتشجيعاً للمزارع والمنتج الوطني.. مؤكداً أن الوطن يمتلك خيرات وفيرة تغطي الاحتياج المحلي وتنافس السوق الدولي، بل وتتصدر عليه في الجودة، إذ يحرص المزارعون على أن يكون منتجهم خالياً من المواد الحافظة والكيماوية، وهو ما يضيف قيمة أخرى لهذا المنتج.
نقص إرشادات
من جهته قال المزارع نجيب السقاء، صاحب مزرعة سعوان الأوسط للعنب، إن "قرار حظر استيراد الزبيب وغيره من المنتجات، مثل دعماً كبيراً للمزارع انتظرناه كثيراً، والحملة الجارية تأتي في هذا الإطار الذي يعيد المعنويات العالية للمزارع بالتوسع في زراعة المحاصيل الوطنية، والاهتمام بجودتها".
وأضاف: "هذه الإجراءات المهمة نأمل أن يتبعها تكثيف جهود وزارة الزراعة في متابعة المزارعين في مراحل الإنتاج المختلفة، وحل أي معضلة تواجههم خصوصاً إذا ما تعرضت المنتجات لأي أمراض تضرب المنتج وتؤثر عليه".
ونوه إلى أن استخدام المزارعين بعض المبيدات أو العلاجات في إطار اجتهادات ذاتية، بدون الالتزام بالضوابط العلمية الدقيقة، حتى وإن كان ذلك في إطار التجربة التي قد تنجح أحياناً، أمر خاطئ يستوجب من الجهات المعنية تكثيف جهودها لبناء وعي منضبط لدى المزارع بالالتزام بالمعايير العلمية في الإنتاج بإشراف مباشر من وزارة الزراعة، وبما يعود بالنفع والجدوى الاقتصادية الكبيرة للمزارع ولجودة الإنتاج ولاستمرار الزبيب اليمني في صدارة المنافسة والتميز على المستوى الدولي.
المزارع يحيى عباد مزارع من أبناء منطقة نهم، أشار إلى أن الحملة تستحق الدعم والتأييد من قبل جميع أبناء الوطن لأنها تخدم اقتصاد البلاد، معتبراً أنها مبادرة طيبة تخدم المزارعين وتدفعهم إلى التوسع في زراعة العنب، مشدداً على أهمية الرقابة في عدم دخول الزبيب الخارجي عن طريق التهريب، وعدم التساهل في هذا الجانب.
ودعا إلى الاهتمام بالتصدير إلى الخارج لما يمتاز به الزبيب اليمني من جودة استثنائية، وكذا ضرورة الاهتمام بتوعية المزارعين لرفع مستويات أدائهم في تجويد الإنتاج.. وحث المواطنين على شراء الزبيب المحلي خصوصاً ونحن في الأيام التي تسبق عيد الأضحى وقد اعتاد المجتمع على أن تكون المكسرات ومنها الزبيب ضمن أولويات الأسر في الأعياد.
نماذج ناجحة
يشكو الكثير من المزارعين من تجفيف العنب بالطريقة التقليدية، وعدم استخدام وسائل حديثة في التغليف والتسويق، وعلى النقيض من هذا الواقع المتدني، فقد بدى الأمر مختلفا عند زيارتنا لوكالة وديان السعيدة لتجارة وتسويق الزبيب التي استثمرت بشكل كبير في أحدث التقنيات والوسائل الحديثة لتجفيف العنب وتغليفه.
فقد قام مالكها زهير قائد زهير، باستخدام طرق حديثة تضمن الحفاظ على جودة الزبيب وطعمه الأصيل، واستثمر في أنظمة تغليف حديثة تحافظ على نضارة المنتج وتطيل عمره الافتراضي.
يقول مدير التسويق مجد الدين اليوسفي: "نحرص على استخدام أحدث الوسائل والتقنيات في تجفيف العنب للحفاظ على جودة الزبيب ونقوم بتخزينه في هناجر مكيفة ونستخدم آلات تغليف حديثة لعرض المنتج بشكل مميز للمستهلك".
وأشاد بالحملة الرسمية التي تستهدف مصادرة الزبيب الخارجي، داعياً إلى توسيع نطاق الحملة لتشمل المولات ومحلات البهارات لضمان نجاحها.
وأضاف: "الزبيب اليمني أحد أنواع الزبيب المشهورة في العالم، تتميز جودته نتيجة عوامل عدة منها المناخ حيث يحصل الزبيب اليمني على القدر المناسب من أشعة الشمس ودرجة الحرارة الصحيحة، مما يؤدي إلى نمو فاكهة العنب وجفافها بشكل متساوٍ ومتكامل، والتربة التي توفر الخصائص المثلى لنمو العنب وإنتاج الزبيب، وكذا طريقة الجفاف المتميزة والفريدة التي تضمن الحفاظ على المواد الغذائية والنكهة الطبيعية للزبيب".
وتابع اليوسفي: "يتميز الزبيب اليمني بطعمه الحلو الطبيعي الذي ينفرد بنكهة مركزة ومميزة، فضلا عن غناه بالعناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن والألياف، مما يجعله غذاءً مفيدًا للجسم، كما يعتبر من الوجبات السريعة والمغذية، حيث يمكن تناوله كوجبة خفيفة أو تضمينه في العديد من الأطباق المختلفة، كما يُعزز الزبيب صحة القلب والحفاظ على مستويات السكر في الدم المستقرة، ويحتوي على مضادات الأكسدة التي تقوي جهاز المناعة وتساهم في الوقاية من العديد من الأمراض".
وأكد أن هذه المواصفات تجعل الزبيب اليمني منتجًا ذا جودة عالية وذوق رائع، ويستحق الاهتمام والتقدير.
ومن وكالة العولي للزبيب واللوز في عمران تحدث أنور العولي قائلاً:" نعمل في مجال الزبيب منذ سبعين عاماً، وهي مهنة نحبها كثيراً، وكلما وجدنا اهتماماً بها نشعر بسعادة كبيرة لانتشار الوعي في المجتمع، وزادت سعادتنا حين بدأ الاهتمام بشكل رسمي أيضا وبقرارات صائبة وحكيمة تخدم الاقتصاد الوطني"..لافتاً إلى أن مناسبات الأعياد فرصة مهمة للترويج للمنتجات المحلية مثل الزبيب واللوز وغيرها.
خطورة تهريب الزبيب
مدير الإنتاج الزراعي في وزارة الزراعة والري المهندس وجيه المتوكل أشار إلى أهمية استمرار تنفيذ حملات مكافحة تهريب المنتجات الزراعية الممنوع استيرادها حماية للمنتج المحلي، وتشجيعها خاصة خلال هذه الفترة التي بدأت فيها المنتجات المحلية الزراعية تنشط وتزدهر.
ولفت إلى أن مزارعي العنب بحاجة إلى دعمهم بتقنيات منظومات الري الحديث ودعم المساحات المزروعة بأصناف ممتازة جداً في صعدة وعمران وصنعاء وبني حشيش والتي تنتج 80 بالمائة من إجمالي الإنتاج.
ونوه إلى وجود بعض الإشكاليات، مثل ندرة المياه وارتفاع كلفتها، والحاجة إلى نظم ري وإدخال وسائل وتقنيات عالية في مجال تسويق العنب، لأن المزارع يتكبد خسائر كبيرة في هذا المجال.
وأكد المهندس المتوكل أهمية تكثيف حملات التوعية والإرشاد في الممارسات الزراعية لأشجار العنب، ودعم حملات مكافحة الآفات النباتية والأمراض الوبائية التي تواجه زراعة العنب خاصة في مواسم الأمطار.
وحث على إدخال نظم تربية مختلف لأشجار العنب بالتركيز على دعم المزارعين من خلال الجمعيات التعاونية الزراعية لأن نظم التربية مختلفة ومكلفة.
تجفيف العنب
يحتاج تجفيف العنب إلى تقنيات وآلات على الطاقة الشمسية، وهي مشكلة كبيرة تواجه المزارعين كونهم يعانون من الطريقة التقليدية التي غالبا ما تحتاج إلى فترة تزيد عن شهر أو شهرين، مع تعرض المنتج للأتربة والهواء والمتغيرات الأخرى، بعكس العنب الخارجي الذي يتم تجفيفه بالآت ومعدات في ظروف سريعة ونظيفة ومعقمة وصحية، وفقاً للمتوكل.
ويشير إلى أن هناك معدات تجفيف على الطاقة الشمسية محلية وتم ابتكارها يمكن الاستفادة منها في تجفيف العنب خلال أسابيع فقط وبأسلوب تقني يمكن الحصول على زبيب مجفف عالي الجودة خال من الأتربة والرطوبة وغيرها من العوامل المؤثرة على تجهيز ثمار العنب وتحويلها إلى زبيب، وبالتالي سيرفع من القيمة الاقتصادية للمنتج.
وقال: "هناك مواسم يزداد الطلب على الزبيب المحلي، مثل عيدي الفطر والأضحى، ما يزيد من قوة الطلب في السوق على المعروض فبالتالي يرتفع سعر المعروض من الزبيب المحلي وهنا تزداد عملية التهريب لتوفير كميات من الزبيب الخارجي للاستفادة من أسعاره المنخفضة".
تصنيع معدات محلية
وأوصى مدير الإنتاج الزراعي في وزارة الزراعة بالتنسيق مع الهيئة العليا للعلوم والابتكار لعمل ورش للتصنيع المحلي وإنتاجها وتوزيعها من خلال الشراكة والتنسيق مع الجمعيات الزراعية، مؤكداً أن هذه الخطوات ستعمل على إحداث تحول كبير جدا في القطاع الزراعي، كون الكثير من المعدات والابتكارات في الهيئة هي في الجانب الزراعي.
واعتبر أن العنب من أفضل المحاصيل الزراعية التي يمكن أن ينافس بها اليمن عالميا كونه ينفرد بجودة عالية مقارنة مع عنب الدول الأخرى رغم الرعاية والاهتمام الذي تحظى به زراعة العنب في تلك الدول.
الارتقاء بجودة الزبيب
من جهتها ذكرت المعيدة بكلية الزراعة في جامعة صنعاء المهندسة تيسير السنحاني، أن المعروض من الزبيب المحلي خلال موسم العيد لا يغطي الاحتياج، وإن تم تغطية الاحتياج فإن أسعار الزبيب المحلي تختلف باختلاف أنواعه.
وقالت: "القدرة الشرائية للمواطن ضعيفة ولعدم تمكنه من شراء احتياجاته من الزبيب المحلي، يلجأ إلى الزبيب الخارجي الذي غالباً يكون سعره أقل من المحلي رغم أن جودة المنتجات الزراعية المستوردة تكون متدنية وضعيفة مقارنة بالمنتجات الزراعية المحلية".
وحثت على الارتقاء بجودة الزبيب المحلي من خلال الاهتمام بالإرشاد الزراعي لتوعية المزارعين بالمعاملات السليمة ودعمهم للتوسع في زراعة العنب ومكافحة الآفات النباتية وتوفير معدات تجفيف حديثة.. مبينة أن غالبية المزارعين في معظم مناطق زراعة العنب يستخدمون وسائل تقليدية في عملية التجفيف، حيث يقومون بتعريض المحصول لأشعة الشمس لفترات قد تصل إلى شهرين أو أكثر بغية الوصول إلى الزبيب لكنه لا يخلو من الأتربة والعيدان والشوائب.
وأشارت إلى أن مجتمع انتاج الزبيب في مناطق زراعته في عمران وصعدة والجوف وصنعاء يحتاج لحملة توعية ونماذج إرشادية حول كيفية عمل مجفف للزبيب على شكل هنجر أكثر من طابق وتكون التهوية من الجوانب، لضمان نظافته وتجفيفه وتخزينه بطريقة جيدة.
وأضافت السنحاني: "هناك معاملات يجب أن يعيها المزارعون، بهدف رفع قيمة المنتج المحلي بحيث ينافس المنتج الخارجي، إذ أن الزبيب الخارجي يتم تجفيفه باستخدام مواد كيماوية من يومين إلى ثلاث أيام، فيما يتم التجفيف في بلادنا من شهر إلى شهرين بالطريقة التقليدية".
وأوصت بضرورة إيجاد كيانات وجمعيات تعاونية زراعية لدعم زراعة العنب.
تقلص المساحات
وأوضحت أن العنب كمحصول مائدة يتعرض المزارعون خلال موسم انتاجه إلى خسائر اقتصادية كبيرة، ولذا فإن المساحة المحصولية تتقلص من عام إلى آخر نتيجة لاتجاه المزارعين نحو المحاصيل الأكثر ربحية.
وطالبت بضرورة عمل إحصائية دقيقة حول مساحات زراعة الأعناب وتحديد المناطق التي تزرع أعناب الزبيب لأنه ليس كل الأعناب تجفف زبيباً، وتوفير بيانات ومعلومات دقيقة عن مساحة زراعة أعناب الزبيب وإنتاجيته.
وحثت على تكثيف أنشطة الإرشاد الزراعي لتوعية مزارعي العنب وتعريفهم بالتقنيات الحديثة، إلى جانب الاستفادة من التجارب الناجحة والمتميزة لبعض المزارعين في صعدة وخولان وهم يعتبرون نماذج في تجفيف العنب حيث بنوا هناجر ويحصلون على عائد عال جداً، كونهم يحصلون على زبيب مجفف بطريقة حديثة.
وحول حملة مصادرة الزبيب المهرب، رأت المهندسة تيسير السنحاني أنه كان من المفترض أن يتم اتخاذ قرار منع استيراد الزبيب الخارجي وفقاً لدراسة ميدانية.
وأضافت:" من وجهة نظري مازال الإنتاج المحلي من الزبيب لا يغطي الاحتياج، خاصة في موسم العيد، إلى جانب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين التي لا تمكنهم من شراء الزبيب المحلي الذي يكون سعره مرتفعا مقارنة بالزبيب المستورد".
تشجيع التوسع
يخالفها الرأي مدير الإنتاج الزراعي في وزارة الزراعة الذي أكد أنه مع منع استيراد الزبيب الخارجي باعتبارها خطوة إيجابية في إطار التوجه للنهوض بمحصول وانتاجية العنب والزبيب المحلي، ولكن ما تزال زراعة العنب وانتاجيته بحاجة إلى جهود وتدخلات قوية في مجال الخدمات الزراعية المختلفة والجوانب الإرشادية والتوعوية للمزارعين لرفع الإنتاجية وتشجيع عملية التوسع في إنتاجية وحدة المساحة.
أسعار منافسة
وحول ما يشاع بخصوص ارتفاع أسعار الزبيب المحلي مقارنة بالمستورد، يقول إبراهيم العصيمي، المدير المالي لوكالة وديان السعيدة لتجارة وتسويق الزبيب "لا يجب أن نتحدث عن ارتفاع أسعار الزبيب المحلي بالمقارنة مع الزبيب الخارجي، فهناك أنواع مختلفة من الزبيب في السوق، وتتنوع الأسعار وفقًا لجودة الزبيب وتفضيلات المستهلك، ونحن نقدم أنواعًا عالية الجودة بأسعار مناسبة، تعتبر أقل سعراً من الزبيب المستورد".
وتابع: " لدينا زبيب سعر الكيلو منه بـ 1500 ريال، وفقاً للمواصفات والمقاييس لا تضاهي جودته أي نوع من أنواع الزبيب المستورد، وهذا يعكس مدى جودة الزبيب اليمني ومذاقه الراقي".
وأردف العصيمي، "يجب التركيز على توعية المستهلك بأهمية دعم المنتجات المحلية، والحملة المنفذة من قبل اللجنة الزراعية ووزارة الزراعة تبشر بمستقبل أفضل لتشجيع المزارعين، وتوعية المواطنين بأهمية المنتج المحلي".
واختتم حديثه قائلاً: "لاحظنا زيادة في إقبال الناس على شراء الزبيب المحلي منذ العام الماضي، ونأمل في استمرار هذا التحسن في ظل التعاون المجتمعي والدعم الرسمي للمنتجات المحلية وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي".
وكانت دراسة حديثة لرئيس قسم تجارب المبيدات بالإدارة العامة لوقاية النبات بوزارة الزراعة المهندس علي محرز، أكدت أن الزبيب اليمني بمختلف أنواعه من أجود أنواع الزبيب في العالم حيث يتميز بالقيمة الغذائية العالية والفوائد الكثيرة نتيجة لجودة محصول العنب وخصوبة الأرض الزراعية وجهود المزارعين الكبيرة التي جعلت من هذا المنتج ذو قيمة غذائية عالية.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك أنواع عديدة للزبيب اليمني منها: البياض والرازقي والأسود وغيرها جميعها ذات جودة عالية.
وبينت أن الزبيب اليمني احتل مكانة عالية في السوق المحلية والخليجية وكغيره من المنتجات اليمنية يكون بأسعار مرتفعة نسبيا، ويرتفع سعر الزبيب غالبا في المناسبات سواء في الأعياد ومواسم الزفاف وينخفض نسبياً بعد موسم حصاد العنب بفترة معينة وهي الفترة التي يقوم المزارعون فيها بالإنتاج حتى يصبح جاهزاً للاستهلاك.
جودة ومذاق وتميز
تمتاز ثمار العنب بجودة ومذاق رائع، جعلها تحظى بقبول واسع لدى المستهلكين ممن يحرصون على اقتنائها للاستمتاع بمذاقها والاستفادة من محتوياتها من العناصر ذات القيّمة الغذائية والعلاجية التي تساعد على خفض ضغط الدم فضلاً عن غنّاها بالفيتامينات.
ويمكن الحصول على الزبيب من خلال تجفيف العنب بواسطة الشمس أو المجففات الشمسية الحديثة ويمتاز الزبيب "البلدي" بمذاق فريد ونكهة خاصة، يمكن تمييزه عن غيره من أنواع الزبيب الخارجي التي تتواجد في الأسواق المحلية.
ويُصنف العنب ومنتجاته ضمن المحاصيل الزراعية النقدية والاقتصادية والمدرة للدخل، كما أن تكاليف إنتاجه قليلة واحتياجاته المائية متوسطة مقارنة بالمحاصيل الأخرى.
مناطق زراعة العنب
تتركز زراعة أشجار العنب في المناطق ذات الطقس البارد والمعتدل، وتٌعد بني حشيش، خولان، سنحان، بني الحارث، أرحب، همدان ووادي ظهر بمحافظة صنعاء أهم المناطق التي تشتهر بزراعة ما يزيد عن 20 نوعاً من العنب، كما تزرع أشجارها في بعض مناطق محافظة صعدة، ومناطق متفرقة في محافظتي الجوف والبيضاء.
وتوجد في اليمن أنواع وأصناف عديدة من العنب منها الرازقي، الجبري، العاصمي، الحاتمي، الأسود، الزيتوني، الأحمر، العرقي، الجوفي، البياض العادي، بياض فشان، الحسيني، أسود عذاري وغيرها
سبأ