الاعلام الغربي بين الولاء المطلق للصهيونية والاعتراف بانتصاراتنا
السياسية || نصر القريطي ||
لا يحتاج المرء لرصدٍ طويل الأمد لـ"الإعلام الغربي" ليستخلص منه اعترافاتٍ صريحة بحقيقة ما تواجهه من يصطلح على تسميتها بـ"الدول الكبرى" في معركتها غير الأخلاقية في بحورنا.
في البداية لا بد لنا من التشديد على اننا على الرغم من استشهادنا بما تسيل به سطورهم وصفحاتهم إلاّ أننا نؤكد على ان هؤلاء لا يزالون منحازين وبنسبة مائةٍ بالمائة لربيتهم "إسرائيل" في هذه الحرب النازية بحق الفلسطينيين.
من هنا فإن تسليط الضوء على إنجازات الجيش اليمني في (معركته البحرية) الأخلاقية المقدسة المساندة لأهل غزة يجب ان يتم قياسه لانعكاسات هذه المعركة في الصحافة الامريكية والغربية.
حاول الاعلام الغربي ولا يزال اظهار العمليات البحرية اليمنية بمراحلها المختلفة وكأنها نوعٌ من القرصنة أو العبثية الحربية التي تتهدد طرق الملاحة الدولية والتي ادعوا انها تستهدف التجارة الدولية والناقلات التجارية والمدنية بدون تمييز.
ما نرصده اليوم في الإعلام الأمريكي والغربي يأتي بعد أشهرٍ من انكشاف زيف هذه الادعاءات الباطلة ويتزامن مع ثبوت فشل تشكيل تحالفاتٍ امريكية واوربية متعددة الجنسيات لإجهاض هذه المعركة اليمنية البطولية المساندة بحق لأهلنا في غزة.
تعرضت واشنطن ولندن عبر تحالفهما الدولي الفاشل لصفعاتٍ متلاحقة في مواجهة ثبات واستمرار وتطور عمليات البحرية اليمنية التي جعلت هذا التحالف هو والعدم سواء.
باستثناء التكاليف المليارية التي تكبدتها البحرية الامريكية والبريطانية والأوربية المساندة لإسرائيل في حربها على غزة فإن الفشل والهزيمة والعجز هو ما حصده هؤلاء في النطاق البحري لعمليات الجيش اليمني.
ان قراءةً سريعةً في عناوين كبريات صحف واشنطن ولندن والعواصم الغربية تشي وبشكلٍ صريح بحقيقة الحصاد الأمريكي والغربي المر في هذه المعركة.
تستخدم الصحافة الامريكية والغربية مصطلحات اقسى حتى من تلك التي نستخدمها نحن لوصف حجم الفشل والخسارة الذي منيت به اعظم قوىً بحرية وامبريالية في العالم.
صرنا نقرأ مصطلحاتٍ صريحةٍ كـ"الهزيمة والعجز والفشل" تتكرر بشكل يومي في الـ"واشنطن بوست" والـ"جارديان" و"نيويورك تايمز" ولوس انجلوس" والـ"اندبندنت" والـ"تايمز" ولوفيجارو وكل الصحف الرئيسية الغربية.
لم نعد نحتاج لإعادة قراءة ما بين سطور الصحافة الامريكية او البريطانية أو الأوربية المختلفة لكي نستدل باعترافٍ خفيٍّ ننتزعه منهم خلاصته أن اليمن مثّل "التحدي المستحيل" و"الرقم الصعب" في هذه المعركة البحرية غير المتكافئة التي عجزوا عن فكّ شفرتها.
تقول صحيفة "التليجراف" البريطانية إنه حان الوقت لأن يعترف المسؤولون الأمريكيون بأنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون قوة مطلقة تخوض كل معركة في أي بقعةٍ من هذا العالم.
الصحيفة البريطانية كانت صريحةً في عنونة هذه المقالة التي اختصرت كل ما يمكن ان يرد فيها دون الحاجة لقراءتها.
"إيران والحوثيون هزما الجيش الأمريكي" هكذا جاء العنوان مباشراً وبلا رتوشٍ أو مقدماتٍ أو تبرير.
بدورها قالت مجلة "فيوتشر بلس" الفرنسية أن اليمنيين أصبحوا يلعبون دورًا رائدًا في إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية العالمية للطاقة مضيفةً أن “القيادة اليمنية تعرف كيف تلعب جيداً بـ"جيو سياسة" الطاقة العالمية.
وأكدت "المجلة الفرنسية" بشكلٍ قاطع أنه منذ أن "أصبح البحر الأحمر منطقة حرب لم يتم توقيع أي عقدٍ جديدٍ طويل الأجل مع كل شركات الطاقة الأوروبية.
تلك الاقتباسات الصريحة ليست لقطاتٍ نادرةٍ نرصدها في إعلامهم بل هي وردٍ يوميٌّ تعجّ به الصحافة الامريكية والبريطانية والأوربية.
انها انعكاسٌ يوميٌّ لحقيقة ما يجري في هذه المعركة البحرية التي خاضها اليمنيون انتصاراً لغزة وأهلها ولما يتعرضون له من حرب إبادة عنصرية مجرمة.
اللافت ان هذه الاعترافات ليست حكراً على "صاحبة الجلالة" أو اجتهاداً مهنياً من مؤسسات "السلطة الرابعة" في الولايات المتحدة والغرب.
باتت تصريحات كبار المسئولين الأمريكيين والاوربيين تذهب في هذا الاتجاه وبذات القدر من الصراحة والمباشرة والاعتراف بالهزيمة والفشل.
يقول وزير الدفاع البريطاني ان على لندن وواشنطن وكل الدول الاوربية تحديث قدراتها الدفاعية لأن ما يجري في البحر الأحمر كشف لنا "أننا في عصر عسكري جديد".
تصريحاتٌ تتجاوز مفهوم "الخسارة والفشل" الذي يتصدر عناوين الصحافة الامريكية والغربية ويبعد الى ما هو ابعد من ذلك الى الاعتراف بأن جيوش الامريكان والغرب أمام معركة مصيرية لا تملك أدواتها ومفاتيحها حتى الآن.
مجرد رصد ما يرد في الصحافة الامريكية والغربية يمنحنا الكثير من الاعتراف بحقيقة العجز والفشل الذي تواجهه واشنطن ولندن وبقية العواصم الغربية في مواجهة القوة البحرية والصاروخية اليمنية.
صحافتهم واعلامهم غارقٌ بالآلاف من هذه النماذج واكثر منها قسوةً ومباشرة وما هذه الاقتباسات الصريحة الاّ غيضٌ من فيض.
لقد اعترف هؤلاء بالعجز وأقروا بالفشل لكنّهم لا يزالون متمسكين بكيانٍ نازيٍّ سيغرقهم في خسارة أمنهم واستقرارهم كما خسروا بالدفاع عنه والتعصب له (انسانيتهم) في هذه الحرب.
• المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع