السياسية || كتب: المحرر السياسي ||

صوتت 143 دولة لصالح عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مقابل تسع دول صوتت ضد العضوية بزعامة أمريكا.

التصويت بهذه الأغلبية الساحقة أثار غضب أمريكا والكيان الصهيوني اللذين لا يتوقع منهما الوقوف مع الحق ومع القانون الدولي.. القرار بحد ذاته انتصار كاسح لفلسطين، شهد هذا الانتصار العالم كله ورحب به وشارك في صنعه، وهزيمة منكرة للمشروع الأمريكي البريطاني والأوروبي الغربي في فلسطين المحتلة، والمسمى زورا "إسرائيل".

العالم كله يعرف أن رأس الشر في المجتمع الدولي هي أمريكا وبريطانيا ويمتنع عن التصريح بذلك بدافع حسابات سياسية يتحكم فيها الخوف من مواجهة هاتين الدولتين الاستعماريتين، والتي شاءت الأقدار وفي غفلة من الزمن أن تتسيدا العالم بما تمتلكانه من ترسانة عسكرية وقوة اقتصادية حصلت عليها من نهب خيرات الشعوب وثرواتها وإمكانياتها المادية.. هذه المسألة أظهرت كثيراً حاجة العالم كله إلى نظام متعدد الأقطاب ليقف أمام السيطرة الأمريكية الغربية على العالم وقراراته السيادية، والتي بات الآن قاب قوسين أو أدنى من الظهور بزعامة روسيا والصين.

لقد تسببت الولايات المتحدة الأمريكية بالأذى لدول العالم وجيّرت قرارات الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها لصالحها، وضغطت على المنظمات الدولية بإصدار قرارات تتوافق مع مصالحها الاستعمارية، برز ذلك جليا في الأسابيع الأخيرة عندما أعلنت محكمة الجنايات الدولية أنها بصدد إصدار قرار اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي وعدد من قادته العسكريين بتهمة ارتكابهم جرائم حرب في فلسطين المحتلة، ليتدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن ومجلسا النواب والكونجرس الأمريكيين بتهديد المحكمة بعقوبات إذا أصدرت مثل هكذا قرار.. إنه قانون الغاب الأمريكي في الألفية الثالثة للميلاد.

لا شيء سيقف أمام هكذا عربدة استعمارية أمريكية سوى القوة، وهو خيار حق درسته المقاومة الفلسطينية واتخذته منهجاً لتحقيق الهدف الأكبر في التحرير والاستقلال، وما حدث في طوفان الأقصى يؤكد ذلك.

الشيء المؤسف أن الدول العربية وخاصة دول عربان الخليج لا تعي حقيقة ما يدور في العالم من صراع ومؤامرات أمريكية بريطانية صهيونية لتمزيق الدول العربية والإسلامية وخلق كيانات هزيلة فيها تعمل بتوجيهات منهم، لكن مقابل ذلك يأتي الموقف اليمني الداعم لفلسطين ليؤكد صوابية الرؤية اليمنية لواقع الصراع في المنطقة والأبعاد الحقيقية للأطماع الاستعمارية في المقدرات والثروات العربية والموقع العربي المهم والمتحكم بالمضايق التي تربط العالم ببعضه.. فهل يصحو العرب من نوم الغفلة الذي وقعوا فيه ويساندون الموقف اليمني في مواجهة الأطماع الاستعمارية في المنطقة؟؟!