معاداة اليهود فريضةٌ دينية وواجبٌ أخلاقي
السياسية || محمد محسن الجوهري*
(لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)
هكذا أبلغنا الله عز وجل، وبصيغة خبرية، بأن المؤمنين لا يقبلون بالتطبيع مع الصهاينة، وأن من يطبِّع معهم فهو منهم، بل حتى من يكن لهم مشاعر الود في نفسه ولو لم يظهرها لهم، فقد رضي لنفسه أن يكون صهيونياً، ولو كان ممن يؤم المصلين في الحرم المكي الشريف.
وقد أثبت الواقع أن دعاة التطبيع مع الصهاينة بذريعة السلام، هم شركاء في جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، كحال النظامين العميلين، السعودي والإماراتي.
كما أن اليهود لا يحترمون أحداً على هذه الأرض، حتى عملاءهم، وكم ارتكبوا من تصفيات وإبادة بحق شخصيات وأقوام كانت مساندة لهم في يوم من الأيام، ولا يمكن لشخصٍ سوي الفطرة أن يقبل بهم، لأن اليهود لا يقبلون أبداً بالندية، فهم إما أن يبقوا في الحضيض أو أن يَستعبدوا الآخرين، ولا خيار بين ذلك.
ومن هنا كانت الصرخة التي أطلقها السيد حسين بدرالدين الحوثي، قبل أكثر من عشرين عاماً، عامل فرز بين أبناء الأمة، وكشفت المسلم من المنافق، وأظهرت للجميع أن الإنسان السوي الفطرة لن يقبل بالتعايش مع اليهود، ولو في أعماق نفسه.
ومن يقبل باليهود، وبالسلام معهم فقد شاركهم في كل جرائمهم، ولا يقتصر الأمر على المنافقين في هذا العصر، لا يشمل كل من تسامح معهم عبر التاريخ، من قادة ورجال دين وغيرهم.
ولذا علينا أن نُسلّم للتوجيهات الإلهية القاضية بمعاداتهم، وقتالهم حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، ولا نجد في واقع الأمة اليوم منهجاً يفهم حقيقة اليهود وعملائهم أكثر من المنهج القرآني الملتزم بالمعايير الإلهية في مبدأي الولاء والبراء.
بينما نجد غيرهم يحولون بوصلة الصراع إلى الداخل الإسلامي، كما هو حال الوهابية وبناتها، فهم موالون لليهود ومعادون للمسلمين، وفي ذلك معاداة صريحة لله ورسوله، ومن المعيب أن نتمسك بهم أو بأي فكر لا يعادي اليهود وعملاءهم.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب