المقاومة اللبنانية .. قواعد جديدة تمهد للإنتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية
السياسية-وكالات:
يبدو من الأهمية بمكان تكرار التأكيد على أن كل ما قام به كيان العدو الصهيوني من إجراءات عسكرية واستخباراتية لمنع المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله من مواصلة عملياتها العسكرية نصرةً لقطاع غزّة وإسنادا لمقاومته، لم تؤتِ أؤكلها، أمام تطور وصمود هذه المقاومة واستبسالها، وثباتها على الأرض وقدرتها الفذة في مواجهة جيش العدو الصهيوني.
فبعد مرور أكثر من 200 يوم على اشتعال المواجهات في الثامن من أكتوبر الماضي بين المقاومة الإسلامية في لبنان وجيش العدو الصهيوني، أدرك هذا الكيان الغاصب أنه سيكون من الصعب فك الارتباط بين جبهة لبنان وبين جبهة غزة، مما يعني حكماً أن الجبهة الشمالية ستبقى مفتوحة إلى حين وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وعليه فإن نتائج العمليات التي نفذتها المقاومة اللبنانية منذ دخولها على خط طوفان الأقصى، تؤكد أن المقاومة كسرت في هذه المواجهة معادلات قديمة عمل العدو على تثبيتها بالحديد والنار والمجازر، وأنشأت قواعد جديدة سوف تمهد للإنتصار الكبير القادم للمقاومة الفلسطينية.
ورغم أن الكيان الصهيوني يحاول إظهار نفسه على أنه المنتصر في المعادلات السياسية والميدانية لحرب غزة، إلا أن الواقع الحالي يشير إلى أن المقاومة اللبنانية حققت أهدافها خطوة بخطوة في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة بتركيز ودقة مثاليين، مستنده إلى الخبرة القيّمة التي اكتسبتها من حرب ال33 يومًا في عام 2006.
وفي هذا الصدد، اعترفت أوساط صهيونية بأن المقاومة اللبنانية لا تزال لها اليد العليا في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن الجيش الصهيوني محاصر في هذه المنطقة.
وقال ما يسمى برئيس مجلس "الأمن القوميّ" الصهيوني سابقًا، يعقوب عميدور: إنّ "كمية الصواريخ والوسائل الأخرى التي لا تزال لدى حزب الله هي كمية هائلة، و"إسرائيل" لم تقترب من المسِّ بأطرافها".
وشدد عميدور، وفق ما نقلته "القناة 14" الصهيونية، على أنّه "لم يحن الوقت لحرب في الشمال".. متابعًا: "يجب ألا نكون مشغولين في غزّة ولبنان أيضًا بشكل متقابل".
وذكّر عميدور أنّ "في الشمال هناك 80 ألف مستوطن صهيوني يعيشون كلاجئين، ومن أجل إعادتهم إلى منازلهم إما أن ينجز الأمريكيون اتفاقًا دبلوماسيًا أو سيضطر "الجيش" لاستخدام القوّة".. مضيفًا: "حينها نحن لا نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي، وعلينا الاستعداد لحرب كبيرة".
وأكَّد أنَّ عمليات الكيان الصهيوني ليست مؤثرة على كفاءة القتال لدى حزب الله، والدخول في حرب كبيرة مقابل حزب الله هو قصّة مختلفة تمامًا ومستوى آخر من الصعوبة.. مشيرًا إلى أنّ "ما جرى على طرفي السياج الحدودي هو عمليات تكتيكية وليس لها تأثير عملي أو إستراتيجي".
من جانبه، قال رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى، غيورا زلاتس: إنّ "الشمال فارغ، ولا يوجد متنزّهون، لأنّ الجميع يخاف من المجيء إلى هنا".
وتابع: إنّ "ما قاله غالانت ويقوله المحللون العسكريون لا أهمية له لدى سكان الشمال الذين تم إخلاؤهم".. مضيفًا: إنّ حكومة "إسرائيل" يجب أن تتّخذ قرارًا بأنه في الصيف يجب أن يعود السكان في الشمال إلى منازلهم".
بدوره حذر المراسل العسكري في موقع "والاه" الصهيوني من فقدان التفوق الجوي في الأجواء اللبنانية.. مؤكّداً أنّ ذلك سيضر بشكل كبير بقدرات جمع المعلومات الاستخبارية.
وتطرق المراسل العسكري في موقع "والاه" ، أمير بوحبوط، إلى إسقاط طائرة مسيّرة صهيونية في أجواء منطقة العيشية، وما حصل في "عرب العرامشة" بعد استهداف مسيرة لحزب الله المقر المستحدث لسرية الاستطلاع التابعة للواء الغربي "الفرقة 146".. قائلاً: إنّ حزب الله ينجح في ضرب "إسرائيل".
وقبل أيام، كشف إعلام العدو الصهيوني حجم الضرر الذي لحق بمستوطنات الشمال، التي باتت "مهجورةً بالكامل".
وفي هذا الإطار، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أنّ "الهدف الاستراتيجي لإسرائيل، المتمثّل بإبعاد قوة الرضوان في حزب الله عن الحدود كي يستطيع سكان الشمال العودة إلى منازلهم، لم يتحقّق".
وقالت الصحيفة في تقرير لها "المستوطنات فارغة، إنه بعد نصف عام من الحرب، لا تلوح النهاية في الأفق شمالاً".
وفي سياق التهديدات المستمرة للكيان الصهيوني بتوسيع القصف باتجاه الأراضي اللبنانية ردّ حزب الله على هذه التهديدات.. مؤكدًا “أن المقاومة جاهزة لمواجهة أي توسيع للجبهة وقد وجهت رسائل ميدانية في الأيام القليلة الماضية إلى العدو حول استعداداتها".
وأضافت مصادر في الحزب بالقول: إنه "بمعزل عن جدة هذه التهديدات أو اعتبارها تهويلاً فإن مثل هذه التصريحات لن تبدّل شيئاً في موقف حزب الله المساند لغزة".
ومن المهم هنا الإشارة إلى أن العمليات التي حصلت منذ أيام والتي استهدفت مواقع تجمع الجنود وأهداف حيوية صهيونية، وتحديدا أبراج المراقبة والتجسس، إضافة إلى المقرات العسكرية والأمنية تؤكد أن المقاومة اللبنانية مصممه على استكمال إسنادها لغزة وبالشكل الذي تراه مناسباً وبالأسلحة المناسبة وبكمية النيران وعلى المواقع المناسبة، وبالمدى الجغرافي الذي تراه مناسباً.
لذلك فإن أبرز الرسائل التي حملها استهداف حزب الله مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز في ثكنة شراغا، شمال عكا، مستخدماً طائرات إشغالية وانقضاضية معاً، رداً على اغتيال الشهيد حسين عزقول في منطقة عدلون في الجنوب، هى اطلاع العدو الصهيوني على سلاح الردع اللبناني الذي ينتظره وفقاً لمعادلة "بتوسّع منوسّع" التي أكّدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
ما يعني أن قواعد الاشتباك الجديدة كانت كافية لتظهر صورة الردع الصهيوني أمام حزب الله على حقيقتها فإذا ما قرّر العدوّ اجتياح مدينة رفح والاستمرار في العدوان على لبنان، فإن التدحرج العسكري، على قواعد الأيام القليلة الماضية، سيكون السيناريو الأكثر ترجيحاً في الجنوب اللبناني، حيث القبضات مشدودة على الزّناد لتسدّد من دون أي رادع، أو حسابات، لكلّ ما ساد سابقاً.