نصيحة للمرتزقة.. "أنصار الله" أكبر بكثير مما تظنون
السياسية:
محمد محسن الجوهري*
لا نلوم الكثير من المرتزقة على اعتمادهم فرضية "المسرحية" في تفسيرهم لمواقف أنصار الله البطولية ضد العدو الصهيوني ورعاته في البحر الأحمر ومحيط باب المندب، فهم لم يروا من زعمائهم من قبل غير المسرحيات الهزلية، ويظنون أن كل القيادات صغيرة مثل قيادتهم، ولا يتجاوز دورها النص المكتوب لها من الخارج.
وحتى نستوعب مواقفهم التشكيكية، فلنتذكر مسرحيات العدوان ومرتزقته التي تكررت على مدى سنين العدوان، كمسرحية (قادمون يا صنعاء) و(تحرير الحديدة) وغيرها، والتي أعقبت في نفوس المغرر بهم حالة الانكسار والهزيمة، وجعلتهم يكفرون بالواقع ويفترضون أن كل الحقائق مجرد أوهام.
وهذا طبيعي ومتوقع لمن لا يحسن اختيار القيادة والمشروع، ولكنه لا ينطبق على المشروع القرآني وقيادته العظيمة، فهي استثناء عمن تعرفون، والدليل: أن مسرحيات قيادتكم انتهت كلها لصالح أنصار الله.
ولنتذكر -مثلاً- كيف كان الخائن عفاش يدعي أمام جمهوره أنه المحرك الرئيسي الجبهات العسكرية ضد العدوان، وأن الهزيمة ستكون واقعة لا محالة بمجرد أن يرفع يده عن التحالف مع أنصار الله.
وقد تفاعل الكثير من الأغبياء مع تلك المهزلة، وصدقوها، قبل أن يرتطموا بردم الحقيقة، ويكتشفوا أن مخزون عفاش العظيم يقتصر على الإشاعات، وحسب.
وكذلك حال غيرهم من الخونة، فحزب الإصلاح كان يرى أن آل سعود هم حماة الإسلام، وهذه فرية كبرى، وبمجرد أن اتضحت الرؤية لهم ارتدوا عن الدين بدلاً من اعتناق الحقيقة، وهكذا ديدن ضعاف النفوس في كل زمانٍ ومكان.
بالمقابل كانت أفعال أنصار الله تنطق قبل أقوالهم، وتجلت في الميدان حقيقة المشروع القرآني، الذي يستمد قوته من المنهج الإلهي الذي لا يُغلب، فكانت انتصاراتهم بحجم نفوسهم العظيمة، وباتوا اليوم يقارعون قوى الطاغوت الكبرى وجهاً لوجه، وبلا وكلاء.
إضافة إلى كل ذلك، فقد كشفت عملية طوفان الأقصى حقيقة المصلح من المفسد، وظهر حكام الأمس في صف الصهاينة، وفي ذلك عبرة لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ولا ننسى أن اعتدنا على الصَغار والهزيمة النفسية بعد أن حُكمنا من قِبل الصِغار لأكثر من أربعين سنة، ولا أمل أن نجد مواقف قوية ممن اعتاد الذلة جلَّ دهره، ولنا في أنصار عفاش خير شاهد.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب