السياسية: عبدالعزيز الحزي ||

تولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تلقين كيان العدو الصهيوني "الدرس المناسب" في "الوقت المناسب" نيابة عن الأمة الإسلامية لتمادي هذا الكيان الغاصب في الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وردا على استهداف قنصليتها في سوريا بإطلاق أكثر من 300 صاروخ ومسيرة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبهذا الحدث الأبرز في هذه المرحلة، فقد خرجت إيران عن صمتها الإستراتيجي منذ عقود بالهجوم غير المسبوق على عمق كيان الاحتلال، بإطلاق المئات من الصواريخ والمسيرات ردا على الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، وحقق الهجوم الإيراني جميع أهدافه، مع تغيير موازين القوى لصالحها ومحور المقاومة، بحسب المحللين.

وسبق لطهران أن تعهدت بالرد على الغارة الجوية التي استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق قبل نحو أسبوعين، ما أدى إلى استشهاد 13 شخصا، من بينهم سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني وستة مواطنين سوريين.

وكشف الرد الإيراني الذي نفذته طهران بواحدة من أكبر العمليات الهجومية بالمسيرات والصواريخ وأكثرها تطورا في العالم مدى ضعف الكيان الغاصب في حماية نفسه وأن ذلك الكيان لا يستطيع حتى حماية نفسه بمفرده بل من خلال حلفائها الغربيين (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا).

وفي هذا الإطار، رصد تقرير إيراني ثمان نقاط استراتيجية حول الهجوم الإيران على الكيان الصهيوني بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، ردا على مقتل مستشاريها العسكريين واستهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق.

وذكرت قناة "العالم" الإيرانية في تقرير لها "ثمان نقاط استراتيجية حول عمليات الوعد الصادق الإيرانية ضد "إسرائيل"" وهي:

أولا- إختيار شعار بدء العمليات "يا رسول الله" بمعنى أن الجمهورية الإسلامية هاجمت الكيان الصهيوني نيابة عن الأمة الإسلامية.

ثانيا- خلافا للخط الأحمر الذي رسمه الصهاينة، نفذت إيران هجوما واسعا فاق كل تصورات الكيان الصهيوني وحلفائه.

ثالثا- في عمليات "الوعد الصادق"، اختبرت إيران ومحور المقاومة كيفية تنفيذ أكبر عمليات هجومية لهما، في حين اختبر الكيان الصهيوني وحليفته الأساسية أمريكا أقصى حالات الدفاع، فلم يكن أمامهما سوى تلقي الضربات الصاروخية ومحاولة تقليل الخسائر.

رابعا- عمليات "الوعد الصادق" أثبتت أن إيران نجحت في استراتيجيتها العسكرية التي عملت عليها لسنوات، وهي القدرة على توحيد صفوف منطقة غرب آسيا في جبهة واحدة ضد العدو المشترك.

خامسا- رغم أن عمليات "الوعد الصادق" كانت محدودة ولم تستخدم فيها ايران سوى القليل من تكنولوجياتها العسكرية، إلا أنها أظهرت مجددا قدرات إيران الصاروخية ودقتها العالية في ضرب الأهداف المحددة، كما أظهرت فشل الأنظمة الدفاعية الصهيونية في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية.

سادسا- تكثر التفاصيل حول الأبعاد المهمة لعمليات "الوعد الصادق" من ناحية الجغرافيا..الأهداف المصابة.. نوع الصواريخ.. عددها ونوع المسيرات و...و.. لكن أهم نقطة هي أن إيران نفذت واحدة من أكبر العمليات الهجومية بالمسيرات والصواريخ وأكثرها تطورا في العالم.

سابعا- عملية "الوعد الصادق" أسقطت الدعايات والأكاذيب التي تم ترويجها لسنوات حول امتلاك الكيان الصهيوني، أكبر حلفاء أمريكا في المنطقة، القدرة الاستباقية لإفشال أي هجوم صاروخي إيراني عبر عمليات التشويش الإلكتروني أو استخدام التكنولوجيات المتطورة.

ثامنا- عملية "الوعد الصادق" غيرت المعادلات في المنطقة، فما بعدها لن يكون كما قبلها، لأنها أرسلت رسالة واضحة مفادها بأن إيران بدأت العمل وفق استراتيجية جديدة، وأن تغيير الموازين قد بدأ، وليس أمام الطرف المقابل سوى قبول ذلك".

وفي السياق ذاته، لجأت وسائل الإعلام لبعض الدول العربية المطبعة وبعض الناشطين في حملة مستهدفة إلى التقليل من الرد الإيراني والهجوم على الكيان الغاصب، باستخدام "أخبار مزيفة" ونشر معلومات كاذبة بالرغم أن ما ظهر على وسائل إعلام أخرى "مدى رعب الصهاينة بعد الهجوم الإيراني" وصراخهم وعويلهم وعجز جيشهم في حماية نفسه.

وأنكرت بعض المواقع الالكترونية التابعة لبعض دول الخليج على سبيل المثال، سقوط صواريخ على قواعد صهيونية بالرغم من اعتراف العدو الصهيوني نفسه باستهداف قواعده وعرضها سقوطها على المواقع في العديد من القنوات التلفزيونية، بينما قالت تلك المواقع إن ذلك يعود في الواقع إلى حريق اندلع قبل بضعة أشهر في أمريكا.

ويبدو أن الحملة المنسقة على الجمهورية الإسلامية وعلى حرسها الثوري التي اشتدت مؤخرا هي جهد خبيث يقوده بعض المرتزقة للتعويض عن الإخفاقات المتلاحقة في مجال التطبيع وتسويقه للشعوب العربية بأنه شيء طبعي وكذلك العجز عن فعل أي شي تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية وإظهار الكيان الصهيوني الحليف المستقبلي لهم بأنه مازال هو القوة التي لا تقهر في المنطقة.