رغم جرائمه الفظيعة.. الكيان الصهيوني يتلقى هزيمة مُطلقة في حربه على غزة
السياسية: مرزاح العسل
رغم أن العدو الصهيوني ارتكب في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، جرائم تفوق جرائم الجماعات الإرهابية وتتخطى إرهاب المليشيات المسلحة، إلا أن جميع أهدافه لم تتحقق وفشل فشلاً ذريعاً، بل ويسعى بشكل جدي إلى نصب مُحاكمات لقياداته العسكرية إزاء هذه الهزيمة المُطلقة.
وفي هذا السياق اعترفت وسائل إعلام العدو الصهيوني، بأنّ هذا الكيان الغاصب لن يتمكن من تحقيق أهداف حربه على غزة.. مؤكدةً أنه هُزم هزيمة مُطلقة في هذه الحرب.
وكتب مراسل الشؤون السياسية في صحيفة "هآرتس" الصهيونية، حاييم لفينسون، في مقال له: "لقد خسرنا الحرب.. هذا هو الاستنتاج الواضح لكل إسرائيلي".. مضيفاً: إنّ "صعوبة الاعتراف بذلك تلخص كامل النفسية الخاصة والجماهيرية لإسرائيل".
وتابع قائلاً: إنّ "أمامنا واقعاً واضحاً وحاداً ومتطلباً، وعلينا أن نبدأ باستيعابه وفهمه واستخلاص النتائج منه للمستقبل.. ولكن ليس من اللطيف أن نقول أننا خسرنا، لذلك نحن نكذب على أنفسنا".
ولفت إلى أنّه "بعد ستة أشهر كان من الممكن أن نكون في مكان آخر، لكننا أسرى لأسوأ قيادة في تاريخ "إسرائيل"".. مبيناً أنه "من غير المؤكد أننا سنكون قادرين على العودة إلى الحدود الشمالية، بأمان"، ومؤكداً أنّ "حزب الله غيّر المعادلة لصالحه".
وأردف بالقول: "هناك الآن احتمال كبير أنه على مر السنين، سيتم استهداف أي رحلة على الحدود الشمالية.. لن يعود كل الأسرى.. وأي تهديد إيراني سيهزّنا.. ومكانتنا الدولية ضُربت.. وضعفنا القيادي تكشّف للخارج".
وقال المتحدث الصهيوني: "لقد نجحنا في الخداع لسنوات بأننا أقوياء مع شعب ذكي وجيش بالغ القوة.. عملياً، نحن قرية يهودية صغيرة مع سلاح جو".. مشيراً إلى أنّ "جزءاً من الصعوبة في الاعتراف بأننا خسرنا ينبع من قدسية الجيش، إذ يحظر قول كلمة سيئة عن الجيش.. فقط في السابع من أكتوبر يمكننا أن نقول -في نقطة- إنّ هذا عار".
واختتم لفينسون حديثه بالقول: "كلما صرخت الأبواق: ننتصر، كلما خسرنا أكثر.. الكذب فيهم.. يجب الاعتياد على ذلك.. الحياة أقل أماناً مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر.. الضربة سوف تكوي لسنوات كثيرة قادمة".. مؤكداً أنّ "العزلة الدولية لن تختفي.. والموتى، لن يعودوا.. كما ليس الكثير من الأسرى".
ونشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية تقريراً بعنوان "إسرائيل هُزمت"، أشارت فيه إلى أن هذا الكيان فشل في حربه على غزة، حيث لم يتحقق للجيش الصهيوني أي من أهدافه المُعلنة بعد مرور أكثر من ستة أشهر على هجوم "طوفان الأقصى".
وأكد التقرير أن جيش العدو لم ينجح في استعادة الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، وأن أمن "إسرائيل" سيبقى مهدداً وسيظل البلد منبوذاً في الساحة الدولية.
في السياق ذاته، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالاً يشير إلى أن الحرب على غزة كانت سبباً في سقوط الغرب، وأن العدو الصهيوني يواجه هزيمة استراتيجية كبرى.. مؤكدة أن سمعة "إسرائيل" تأثرت حتى بين أكثر المدافعين عنها.
وقبل أيام قلائل علق الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان على اعلان جيش العدو الصهيوني انسحابه من خانيونس.. معتبراً أن إعلان قيادة جيش العدو الصهيوني سحب الفرقة 98 بألويَتها الثلاثة من مدينة خانيونس، وبعد أربعة أشهر من القتال المُتواصل في المدينة اعترافٌ صريحٌ وميدانيٌّ بالهزيمة، وأي تفسيرات أُخرى مِثل تعزيز الجبهة الشماليّة مع لبنان تَوقُّعًا لتوسيع الحرب، أو الاستِعداد لاجتِياح مدينة رفح تظل مُعظمها مقصودة من قِبَل المُتحدّثين الصهاينة وإعلامهم للتّغطية على هذه الهزيمة ومُحاولة إنكارها.
كما أن اعتراف الكيان الصهيوني الإرهابي بخسائره جاء على لسان حاييم رامون السياسي الصهيوني المعروف أيضا بوزير العدل الصهيوني، حيث أشار إلى إن الحرب الصهيونية على قطاع غزة انتهت بهزيمة "إسرائيل"، وأن الحرب لم تستطع تحقيق أهدافها في غزة على مدار سبعة أشهر.. داعيًا رئيس الأركان الصهيوني هرتسي هاليفي إلى تقديم استقالته، تمهيدا لمحاكمته.
في السياق ذاته، اعتبر المحلل في "القناة 14" الصهيونية، داني نيومان، أنّ "واقع إخلاء 100 ألف صهيوني من منازلهم منذ نصف عام، يشير إلى أنّ نصر الله قد انتصر في المعركة الأولى، من الحرب".
وتأتي هذه التعليقات في ظل حالة من الترقب تسود أروقة الإدارة الصهيونية على المستوى الحكومي والعسكري والأمني، في انتظار الرد الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
كما أن هذه الاعترافات الصهيونية تؤكد أن "إسرائيل" تخوض عدوانا ظالما وغاشما يضر بالجميع لأن "إسرائيل"، وهي عدو الجميع، ويجب الإدراك أنها لا تخشى إلا القوة، لذا تخون العهد والوعد مع الضعيف، فقد ضربت بعرض الحائط كل محاولات الهدنة وإيقاف العدوان على فلسطين وتستمر في العدوان على الإنسانية.
وأيضاً حذر مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية مما وصفه بهزيمة استراتيجية لجيش العدو الصهيوني في غزة حتى لو حقق انتصارات تكتيكية في الوقت الحالي.
وتتوالى التحليلات الصهيونية التي تؤكد أن الكيان المُحتل، بقيادته السياسية وجيشه، غير قادر على إخضاع قطاع غزة، وأن أهداف الحرب المعلنة ضد حماس غير قابلة للتحقيق، على الأقل في الحرب الحالية، وبعضها يدعو إلى التسليم بالهزيمة والتعايش معها.
وتحت عنوان "التعايش مع الهزيمة"، كتب الكاتب والصحفي الصهيوني ناحوم برنيع، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، قائلاً: إنه "أيّاً كان اسم المقترح الذي تتحدث التقارير عنه للإفراج عن المحتجزين الصهاينة، قطرياً أو مصرياً أو أمريكياً، فإن ذلك يظهر أن الجانب الصهيوني بدأ يتقبّل النتائج المحدودة للحرب.. وحسب معلوماتي، لا توجد أي صفقة حتى الآن، ولكن يجب أن نتمنى التوصل إلى صفقة".
ويشكك محللون ومسؤولون أمنيون صهاينة سابقون في إمكانية إنهاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من المشهد الفلسطيني.. محذرين من أن هذه "الإمبراطورية"-أي "غزة"- ما تزال تقف على رجليها.
فيما تشير تقارير إعلامية غربية إلى أن الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على الكيان الصهيوني في الذكرى الـ50 لما يعرف لدى هذا الكيان بـ(حرب يوم الغفران)، يمكن اعتباره أكبر فشل استخباراتي على مر العصور، كما اعترفت صحف صهيونية شهيرة بالهزيمة الساحقة.