مخاطر المماطلة والتعنت السعودي.. السلام في ملعب الرياض
السياسية - متابعات || تقارير: محمد حتروش*
يدخل اليمن مرحلة جديدة في المواجهة مع تحالف العدوان السعودي الأمريكي، عنوانها "الانتقال من خفض التصعيد" إلى "استحقاق السلام".
هذه المرحلة دعا إليه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- في خطابه بمناسبة اليوم الوطني للصمود، بمناسبة مرور 9 أعوام من العدوان على بلادنا، لكن النظام السعودي لا يريد التعاطي مع هذه النصيحة، ولا يزال المشهد العام هو المماطلة وعدم الجنوح إلى السلام.
ما بات واضحاً للجميع وعلى رأسهم النظامين الإماراتي والسعودي أن اليمن اليوم بات قوة إقليمية كبرى، ولديه من القدرات العسكرية المتطورة ما يؤلم أبو ظبي والرياض، بل ويجبرهما على القبول بالسلام صاغرين، لكن القيادة الثورية تريد أن تمنح العدو والخصم فرصة لحفظ ماء الوجه، وأن يسارع لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات سابقة.
ويؤكد محافظ عدن طارق سلام أن اليمن لم يعد يحتمل المماطلة السعودية، والركض وراء المصالح الأمريكية البريطانية الإسرائيلية، التي يحاولون من خلالها ابقاء الوضع على ما هو عليه والذي بلا شك سيعود بالضرر على دول تحالف العدوان.
ويبين أن اليمن لن يقبل البقاء في وضع اللاسلم واللاحرب والبقاء تحت رحمة ومعاناة العدو المحتل، مؤكداً أن الشروط اليمنية واضحة، والمطالب على الطاولة، وعليهم أن يختاروا ما فيه مصلحة الجميع و لا مجال للتهاون أو التسيب.
ويشير إلى أن دعوة السيد القائد الواضحة والصريحة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن القيادة اليمنية حريصة كل الحرص على تحقيق مصالح الشعب اليمني وتطلعاته إلى العيش بكرامة وحرية وسلام، وأيضاً من أجل أن تنعم الشعوب العربية الأخرى بالأمن والاستقرار.
ويشدد على أن السلام الذي ينشده اليمنيون بعد تسعة أعوام من العدوان والحصار والاجرام حق شرعي ومطالب محقة وعلى المتسبب بهذا الدمار والانهيار والمعاناة أن يدرك ما عليه القيام به والإيفاء بالتزاماتها وإصلاح ما أفسدته آلة القتل والدمار الذي استقوى بها على الشعب اليمني.
ويقول: "اليمن اليوم وبعد هذا العقد من المعاناة والحصار بات أقوى من ذي قبل وفي أتم الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي تحديات وعقبات قد يفرضها العدو في أي زمان ومكان، ومهما كلف ذلك من ثمن.
ويضيف:" وبطبيعة الحال فإن قوى التحالف السعودي تعيش على وقع ضغوطات أمريكية وبريطانية كبيرة وعليها أن تتخلص منها، وأن تختار مصالحها ومصالح شعوبها، وليس أن تكون إمعة في أيدي الطغاة والمجرمين الذين لا يريدون سوى مصالحهم، واستغلال الثروات العربية، ونهب ما يخدم مشاريعهم الإجرامية والتدميرية التي تنال من شعوب الأمة وتستهدف مستقبل أجيالهم".مغبة التهرب من السلام
وفي دعوة السيد القائد لدول تحالف العدوان بالإنتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى مرحلة استحقاق السلام، يؤكد مستشار مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية صالح السهمي أنها فرصة لتحالف العدوان السعودي والإماراتي للخروج من الحرب والنجاة من تبعات الاستمرار في العدوان على الشعب اليمني.
ويؤكد السهمي أن على تحالف العدوان التعامل بجديه مع خطاب السيد القايد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وأيده بنصره، وأن يكونوا أكثر جدية في ملف السلام، لاسيما وأن السيد القائد تحدث عن استحقاقات السلام وضرورة دفعها كامله دون منقوصة.
ويقول: "على تحالف العدوان أن ينفكوا من الارتباط بالأجندة الأمريكية، لأن الكلفة ستكون باهظة الثمن، وسينعكس هذا الإرتباط على فقدان أمنهم واستقرارهم، إضافة إلى ما سيحدث من انهيار كبير في المسار الإقتصادي السعودي والاماراتي ودول التحالف العسكري على اليمن".
ويضيف:" لذا نرى أن خلاصهم يعود لجديتهم في السعي للوصول إلى إتفاق سلام شامل وعادل لا يتجزأ مع اليمن كون هذا الملف هو الضامن الوحيد للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة لاسيما في هذا المرحلة وما تشهده المنطقة من تداعيات إثر عسكرة البحر الأحمر من قبل الإدارة الامريكية وحلفائها في المنطقة والعالم".
ويعتقد السهمي أن الإدارة الأمريكية لن تسمح لهم بالسير في إجراءات سلام شامل ودائم؛ كون السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية تقوم على تصدير المشاكل والصراعات وإذكاء الحروب في المنطقة والعالم.
ويشدد على أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك الكثير من الإمكانيات والقدرات التي تجعلها تفرض واقعاً جديداً تفاجئ به المنطقة والعالم، مبيناً أن ما شهدته التسعة الأعوام الماضية على المستوى المحلي من صمود وثبات ومواجهة للتحالف العسكري على اليمن خير دليل على ذلك.
ويلفت إلى أن اليمن اليوم وفي تدشينه العام العاشر من الصمود أصبح قوة مؤثرة على المستوى الدولي والإقليمي وذلك بالموقف المشرف الذي اتخذه الشعب اليمني والقوات المسلحة في مساندة غزة والمواجهة المباشرة مع ثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن.
وعن ملامح المرحلة القادمة يؤكد السهمي أن المستقبل مرهون بمصداقية وجدية بن سلمان مع ملف السلام اليمني، وكذلك بتطورات الملف الفلسطيني وباستمرار العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزه والتطورات الروسية الغربية في أوكرانيا.
ويرى أن كل تلك الأحداث سيكون لها انعكاسات سلبية على المنطقة والعالم، إذا ما استمرت الملفات مفتوحة والحروب قائمة، مؤكداً أن الانعكاسات الإيجابية تكمن في إغلاق هذه الملفات وإيقاف الاعتداءات، ووقف الحروب ورفع الحصار، وعدم التدخلات الغربية الأمريكية في الشؤون الداخلية للدول.واقع مغاير عن ذي قبل
بدوره يقول الدكتور أحمد الصعدي إن الرغبة في السلام عبر عنها السيد عبد الملك الحوثي بدعوته لوقف العدوان منذ أول خطاب له بعد ليلة الغدر في ٢٦ مارس ٢٠١٥، والجميع يعلم أن اليمن لم يبدأ بالرد على العدو السعودي إلا بعد مرور أربعين يوماً، وبعد التأكد من أن المعتدي لن يوقف عدوانه".
ويضيف :"أما الدعوة الجديدة فتكمن خصوصيتها في أنها تصدر في وقت بلغت فيه القوات المسلحة اليمنية أوج قوتها وصارت تعي الأميركي والبريطاني والصهيوني مجتمعين، وهم من تتكئ عليهم دول العدوان العربية، وتعتقد أنهم متكفلون بحمايتها، ولكن الخيبة الكبرى تتمثل في أن الحامي للسعودية والإمارات بات عاجزاً عن حماية سفنه".
ويزيد :" لا أعرف كيف ستقابل دول العدوان الدعوة الجديدة التي وجهها السيد عبد الملك الحوثي من أجل إقامة سلام عادل، معتقداً أن وضع دول العدوان يشبه وضع نتنياهو في غزة، إن لم يكن أصعب من حيث الفشل في تحقيق أياً من أهداف الحرب العدوانية هنا وهناك ومن حيث صعوبة الإعتراف بالهزيمة والجنوح للسلم الذي تفرضه الوقائع على الأرض.
- المصدر: المسيرة نت