الهزيمة الأمريكية في اليمن نموذج ينبغي تعميمه
السياسية || محمد محسن الجوهري*
الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن ليست تلك القوة العظمى التي يخنع لها سائر العرب، فهي هنا مجرد قشة، بخلاف ما تبدو عليه في البلاد العربية، خاصة دول الخليج، التي تسبح بحمد واشنطن ليل نهار، ولا يجرؤ كبارها على المس بكرامة العم سام حتى لو تمادى في إذلالهم.
ولأن الأمر فوق تصورهم، فهم يبررون الهزيمة الأمريكية في اليمن بأنها تنازل متعمد منها، أو ربما تمثيلية، وغير ذلك من الدواعي الإعلامية الهزيلة، وكلامهم ذلك فيه شيء من الصحة لو كانت الغلبة لصالح واشنطن، أما وهي في موقع الهزيمة، فمن غير المنطقي أن ترتكب مثل تلك الحماقة، فكل المسرحيات الأمريكية تهدف من خلالها إلى تقديم نفسها كقوة عظمى أمام العالم.
ولو كانت تقبل بمثل هذا الدور، لكانت السعودية أولى به، فحكامها على استعداد أن يدفعوا مئات المليارات مقابل مشهد عرضي، تظهر من خلاله الرياض وقد أجبرت واشنطن على التراجع ولو عن خطوة سياسية، أو عن قرار مهين للمملكة، كقانون (جاستا).
والحقيقة أن واشنطن لا تقبل بدور المهزوم في مسرحياتها الهزلية، وما يحدث لها في البحر الأحمر هو هزيمة ثقيلة بكل المقاييس، بشهادة خبرائها العسكريين.
وبهذه الهزيمة تسقط هيبة الأمريكان في العالم أجمع، وفي ذلك فرصة للشعوب الحرة لتثور وتتخلص من الهيمنة الأمريكية، وعلى العرب أن يكونا في المقدمة، مالم فإن واشنطن ستجعل منهم عبرة لاسترجاع هيبتها المهدورة في اليمن.
ولو أرادوا أن يتحرروا بالفعل، فالنموذج قائم أمامهم، وفيه يظهر اليمني قادراً على ضرب المعنويات الغربية بالقاضية، والأسباب في ذلك بسيطة؛ أهمهما عظمة المنهج، وإيمان القيادة، وقوة الشعب.
والمنهج الذي يقاتل به اليمانيون هو الأنجع على الإطلاق، لأنه المنهج الإلهي الذي لا يخالف القرآن الكريم قيد أنملة، وبه تتحرك القيادة اليمنية، ويتلوها عليه الشعب اليمني الذي يدرك عظمة المشروع بمنهجه وقيادته.
ولا سبيل لغير اليمنيين من العرب أن ينتصروا على عدوهم بعيداً عن ذلك المشروع، فقوة الموقف نابعة من قوة المنهج، وقد ثبت لهم بطلان المناهج التي يعتقدونها بدليل فشلهم أمام الغرب، وتسخيره لهم ولثرواتهم لخدمة العدو الصهيوني.
ولا مجال أمامهم للتريث، فواشنطن اليوم تبحث عن فريسة سهلة تسترد بها هيبتها في المنطقة، ولن تجد أفضل من الأنظمة الخليجية في خلق نصرٍ شكلي ترهب به دول العالم الأخرى، وقادم الأيام كفيل بإثبات ذلك.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب