من فوق أشلاء شهداء غزة.. أمريكا ترسل المزيد من الأسلحة لكيان العدو الصهيوني
السياسية || تقارير :
ما يمكن الاستدلال عليه من التقارير والتحليلات إن قرار الإدارة الأمريكية بتزويد العدو الصهيوني بصفقة أسلحة جديدة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، يؤكد أن واشنطن ما زالت تمارس عهرها السياسي المكشوف، وبأن ما تطرحه من أفكار لحماية المدنيين في غزة، إنّما يهدف إلى التضليل والتغطية على جرائم العدو الصهيوني المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
فمن فوق أشلاء أكثر من 32 ألف شهيد فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، أقرت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن إرسال دفعة جديدة من الأسلحة والذخائر إلى كيان العدو الصهيوني، رغم حجم المجازر التي ترتكب في قطاع غزة، باستخدام هذه الأسلحة.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الولايات المتحدة أعطت في الأيام القليلة الماضية الضوء الأخضر لإرسال قنابل ومقاتلات بمليارات الدولارات إلى كيان العدو الصهيوني، حتى مع إبدائها علنًا مخاوف حيال هجوم عسكري متوقع على رفح الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين في وزارتي الحرب "البنتاجون" والخارجية الأمريكيتين، القول: إن مجموعات الأسلحة الجديدة تشمل أكثر من 1800 قنبلة "إم.كيه 84" زنة ألفي رطل و500 قنبلة "إم.كيه 82" زنة 500رطل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخارجية الأمريكية سمحت بنقل 25 طائرة مقاتلة ومحركات من طراز "F-35A" بقيمة 2.5 مليار دولار للكيان الصهيوني، وافق عليها الكونجرس في عام 2008.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية، قوله: إن موافقات الرئيس بايدن المتكررة على نقل الأسلحة لكيان العدو الصهيوني هي إلغاء للمسؤولية الأخلاقية واعتداء على سيادة القانون.
وأثار قرار بايدن بمواصلة تدفق الأسلحة إلى كيان العدو معارضة من داخل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، ما دفع الآلاف إلى اختيار "غير ملتزم" في ورقة اقتراع الانتخابات التمهيدية التي أجراها الحزب مؤخراً لاختيار مرشحه للرئاسة.
ونقلت الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي من ولاية ماريلاند كريس فان هولين، قوله: "إدارة بايدن يجب أن تستخدم نفوذها بشكل فعال، وفي رأيي، يجب أن تحصل على الالتزامات الأساسية قبل إعطاء الضوء الأخضر لنقل مزيد من القنابل إلى غزة".
من جانبه وصف السيناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت هذه الخطوة "بالفاحشة"، وقال عبر منصة "إكس": إنه "لا يمكن لأمريكا أن تطلب من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو التوقف عن قصف المدنيين يومًا، ثم ترسل له في اليوم التالي آلاف القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، ويمكنها أن تسوي مدينة بأكملها في الأرض.
ودعا ساندرز أيضاً إلى ضرورة أن تنهي أمريكا "تواطئها"، والتوقف عن إرسال المزيد من القنابل للكيان الصهيوني.
كما ندد عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوريغون، جيف ميركلي، بالقرار ووصفه بأنه "خاطئ على جميع المستويات"، فضلا عن أنه يعكس تناقضا واضحا في تصرفات واشنطن.
وعبر منصة "إكس" قال ميركلي: "لا تستطيع إدارة بايدن الدفع لزيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بينما ترسل في الوقت نفسه الأسلحة التي تستخدمها حكومة نتنياهو لقتل الفلسطينيين الأبرياء بشكل عشوائي".
ودانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بشدة قرار إدارة الرئيس بايدن، إرسال شحنات جديدة من الأسلحة تتضمّن قذائف وطائرات حربية، إلى كيان العدو الصهيوني المجرم.
وقالت الحركة في بيان صحفي: إن هذا الأمر "يؤكد الشراكة الكاملة لهذه الإدارة في حرب الإبادة الوحشية التي يشنّها العدو الصهيوني النازي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بضرورة فرض حظر كامل على توريد السلاح للكيان الصهيوني المجرم، واتخاذ خطوات كفيلة بوقف العدوان، وصولاً إلى محاسبة كيان الاحتلال وقادته على ما اقترفوه من انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية.
وشددت حركة المقاومة الإسلامية، على أن إصرار إدارة الرئيس بايدن على موقفها المنحاز والداعم سياسياً وعسكرياً بلا حدود، للاحتلال وسياساته الفاشية، التي تسعى لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره عن أرضه، يؤكّد كذب المواقف الأمريكية حول الوضع الإنساني في قطاع غزة، والكارثة التي تسببت بها آلة القتل الصهيونية.
وتأتي هذه الخطوة بتزويد جيش العدو الصهيوني بهذه الكمية من الأسلحة، لتؤكد مدى عمق الشراكة الأمريكية، في حرب الإبادة التي يشنها جيش العدو على قطاع غزة والتي أصبحت اليوم جزء من آلة الحرب الصهيونية ومن وقائعها وتفاصيلها.
فضلا عن ذلك، يؤكد هذا الدعم أن كيان العدو الصهيوني ليس وحده القاتل للأطفال والنساء والشيوخ في هذه المعركة، وليس وحده الذي يقوم بهدم المستشفيات فوق المرضى ويقصف المدارس فوق رؤوس النازحين، ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، فكل هذا وغيره تمارسه أمريكا أيضاً.
ختاما فإن الدعم العسكري الأمريكي لكيان العدو الصهيوني ليس بالجديد بل هو متواصل منذ أكثر من 75 عاماً، وحسب اتفاقيات وصفقات بيع أسلحة تتزايد قيمتها على مدى الأعوام لكن هذا الدعم تكثف في الآونة الأخيرة بالتوازي مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة.