صفقة التبادل المرتقبة.. المقاومة تميل للرفض والعدو الصهيوني يحسم أمره
السياسية // نقرير: مرزاح العسل
في ظل الحديث المتداول عن وجود خلافات كبيرة بين كيان العدو الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس حول إنجاز صفقة تبادل الأسرى المرتقبة.. يبدو أن الأمور تتجه إلى طريق مسدود ولا يمكن لحماس والمقاومة الفلسطينية الموافقة على صفقة لا تلبي مطالبها العادلة والمرنة.
وبينما تتواصل المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، لإبرام اتفاقية هدنة وصفقة تبادل أسرى، تؤكد مصادر مُطلعة على تفاصيل المحادثات، أن حركة حماس تميل إلى رفض العرض، بينما أعلنت هيئة البث الصهيونية، اليوم الاثنين، أن مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع المُحاصر منذ أشهر، وصلت إلى طريقٍ مسدود.
وتقول المصادر بحسب ما نقلته الميادين: إن العدو يريد تخفيض معدلات أعداد المعتقلين الفلسطينيين بشكلٍ كبير، وواضح أنّ العدو بحكومته المتطرفة لا يريد التوصل لاتفاق وليسوا جادين بمفاوضاتهم وما يتم هو فقط محاولة لكسب الوقت.
وتضيف المصادر بالقول: "يحاول نتنياهو وحكومته ومتطرفوه إظهار تجاوبهم ومشاركتهم بالمفاوضات فقط لامتصاص الضغوط الداخلية والخارجية".
في وقت سابق اليوم، روجت وسائل إعلام العدو الصهيوني، بأن كيان الاحتلال تجاوب مع المقترح الأمريكي فيما يتعلق بأعداد الأسرى الفلسطينيين المنوُي الإفراج عنهم وكذلك موافقته على عودة سكان شمال قطاع غزة.
ونقلت عن مسؤول صهيوني كبير، قوله: "وافقت "إسرائيل" على إطلاق سراح نحو 700 أسير فلسطيني، منهم نحو 100 محكومون مؤبدات، مقابل 400 تم الاتفاق عليهم في قمة باريس.. بالإضافة إلى ذلك، تجري المفاوضات حول الشروط التي تسمح بعودة سكان غزة إلى المناطق الوسطى والشمالية من قطاع غزة".
وبحسب المسئول الصهيوني أيضًا، فقد تم منح الوفد الصهيوني هذه المرة تفويضًا أوسع في المفاوضات مقارنة بالرحلات السابقة.. ولم ترد حماس حتى الآن على العرض.
وتقول هيئة البث الصهيونية: إن الطريق اُغلق بسبب مطالب حماس، حيث رفضت الحركة بقاء قوات صهيونية في غزة خلال الهدنة.. كما ذكر مسؤول صهيوني أن "تل أبيب" وافقت على دفع أثمان باهظة في المفاوضات الأخيرة بالدوحة، في حين تعنتت الحركة.
وتشدد الهيئة على أن الكيان المُحتل لن يكون له حق الفيتو على قائمة المفرج عنهم مقابل الجنديات، بل وافق على الإفراج عن سبعة أسرى محكومين بالمؤبد مقابل كل جندية.
وتأتي هذه التطورات وسط ضغوط أمريكية واضحة تفرضها واشنطن على الكيان الغاصب، من خلال وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، لإحراز تقدم في المحادثات والوصول إلى صفقة خلال أيام.
فيما يرى مراقبون أن ما كان يجري هو مخاض ما قبل ولادة الصفقة، وأن الوصول إلى بحث التفاصيل والخلافات بشأنها لا يعني فشل المفاوضات وسط احتمالات أن يتنازل كل طرف من أجل الوصول لصيغة نهائية.
وعلى الرغم من ذلك أكدت حركة حماس مراراً وتكراراً خلال الأيام الماضية، أن المواقف لا تزال متباعدة بينها وبين الجانب الصهيوني فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى المرتقبة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكانت أمريكا قد قدمت السبت الماضي، خلال المفاوضات في الدوحة مقترحا قالت إنه يُقرب وجهات النظر فيما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين المسجونين الذين يتعين على الكيان المُحتل إطلاق سراحهم مقابل كل أسير تفرج عنه حركة حماس خلال هدنة جديدة محتملة في غزة.
وشمل المقترح المذكور إطلاق سراح 40 محتجزاً صهيونياً من أصل 130 لدى حماس، مع وقف إطلاق النار ستة أسابيع.. كما طرح المقترح فكرة تخفيف شروط عودة السكان إلى شمال غزة.
وكان المسؤول الكبير في حركة حماس سامي أبو زهري، قد أكد لوكالة أنباء "رويترز"، أن الحركة سبق أن قدمت اقتراحاً سابقاً هذا الشهر، وصفه العدو الصهيوني بغير الواقعي، يقضي بأن تفرج سلطات العدو ما بين 700 وألف سجين فلسطيني مقابل تحرير أسرى صهاينة من الإناث والقاصرين وكبار السن والمرضى.
وحمل أبو زهري العدو الصهيوني المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق لأنه يرفض حتى الآن الالتزام بإنهاء الهجوم العسكري وسحب قواته من قطاع غزة والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم في الشمال.
وجاء هذا التطور بعدما كشف مصدر عربي مطلع في وقت سابق، أن هناك اتفاقاً على فكرة إطلاق سراح 40 صهيونياً وعلى أيام التهدئة وهي ستة أسابيع، أما التفاصيل الخلافية فهي عدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم وهويتهم، فضلاً عن موضوع عودة النازحين إلى شمال غزة.
وقال المصدر: إنه رغم مغادرة رئيسي جهازي الموساد ديفيد برنياع والشاباك رونين بار قطر ليلة السبت إلا أن وفد مفاوضات من ضباط كبار بقي في الدوحة لمواصلة التفاوض.
وفي وقت سابق نفى مصدر قيادي في حركة حماس، صحة الأخبار المتداولة بشأن رفض الحركة مقترحات وقف إطلاق النار.
وقال المصدر في تصريحات لـ"شبكة قدس" الإخبارية: إن ما تنشره بعض وسائل الإعلام العربية من أخبار عن اتفاقات التهدئة وموقف الحركة منها "غير صحيح"، وهو "يهدف إلى التشويش على موقف المقاومة ويتماشى مع موقف الاحتلال للضغط على الحاضنة الشعبية وإرباك الشارع الفلسطيني".
في السياق ذاته، يرى الخبير في الشأن الصهيوني عزام أبو العدس، أن إمكانية إتمام الصفقة في الأمد المنظور أمر مستبعد.. مشيرا إلى أن صفقة الأسرى تتعلق بشروط المقاومة، والتي لا يمكن في حال من الأحوال التنازل عنها.
وأوضح أبو العدس أن الحديث ليس عن صفقة أسرى ولكن عن حالة من التسوية السياسية يتم فيها تغيير الواقع الراهن.
وفي وقت سابق اليوم، هاجمت حركة حماس الدَّجَل السياسي الذي يمارسه نتنياهو، الذي وصفته بمجرم الحرب ورأس الشر.. منتقدة استخدامه للدين لغايات سياسية.
وقالت الحركة، في تصريح صحفي نشرته على قناتها على تيليجرام: إنّ نتنياهو يستخدم الخطاب الديني لتحقيق غاياته السياسية الإجرامية، من خلال تصعيد حرب الإبادة التي يشنّها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ووصفت الحركة تهديدات نتنياهو باستهداف قياداتها، وعزمه على تنفيذ جريمته الكبرى في رفح، أنّه تحدٍّ وقح، لكلّ الدعوات والمواقف الدولية التي حذّرت من أنّ عملية عسكرية في رفح المكتظة بالنازحين ستؤدي إلى كارثة.
وشدّدت على أنّ جرائم الحكومة الصهيونية برئاسة نتنياهو ومن معه من المستوطنين المتطرّفين، مدفوعة بتُرَّهات وأساطير دينية.
كما أكّدت الحركة أنّ قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتجويع المدنيين، وحرق المباني وتدميرها، هي جرائم ليس لها مثيل في التاريخ الحديث.. قائلة: إنّ هذه الجرائم ستُخَلِّد كيان الاحتلال كعنوانٍ للشرّ والإجرام الذي لم يمرّ على البشرية مثيل له في كل العصور.
الجدير ذكره أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية تتمسك بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة فضلا عن وقف دائم لإطلاق النار، ووقف العدوان الذي أسفر عن ارتقاء أكثر من 32226 شهيداً و74518 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي -بحسب إحصاءات رسمية-، فيما يرفض الجانب الصهيوني هذا الأمر.