اليمن يدخل المرحلة الثالثة لإسناد غزة
السياسية || تقرير || صباح العواضي
بعد أن أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر المحيط الهندي، بالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا، والمتجهة عبر رأس الرجاء الصالح باتجاه كيان العدو الغاصب تكون اليمن قد دخلت في معادلة جديدة ومرحلة غير متوقعة.
جاء تصريح السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله بمثابة الاعلان رسميا عن دخول اليمن إلى المرحلة الثالثة من إسناد السعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وبمثابة التوجه للاستمرار ومواصلة توسيع مدى العمليات العسكرية بفاعلية لتصل إلى مناطق ومواقع لم يتوقعها العدو أبداً، كما هو انذار بتصعيد كبير في العالم مالم تنتهي جرائم "العدو الاسرائيلي" في غزة، وردا على خطوة الميناء والرصيف الأميركي في غزّة، وما يخفي وراءه من مطامع صهيو أمريكية.
هذه الخطوة ستؤدي إلى تعطيل مسار التحويل الرئيسي الذي تستخدمه شركات الشحن والسفن التجارية كطريق بديل عن البحر الأحمر مما كبدها خسائر مادية بسبب ارتفاع تكاليف الشحن ومن المتوقع أن يؤدي إلى اطباق الحصار كليا على الكيان الغاصب بعد نجاح القوات المسلحة اليمنية في محاصرة ميناء أم الرشراش "إيلات" في خليج العقبة في البحر الأحمر.
إن تعميق الحصار الاقتصادي من قبل القوات المسلحة اليمنية للعدو باستهداف الطرق البديلة ورفع أسعار التأمين على الشحنات قد يستخدم كورقة ضغط من قبل حركة المقاومة الاسلامية حماس في المفاوضات المقبلة كإسناد من قبل اليمن ومحور المقاومة الذي يصعد من عمليته باتجاه انهاء الحصار عن قطاع غزة.
فيما يرى مراقبون أن اليمن بهذه الخطوات الاستباقية والاستراتيجية قد تمنع الكيان الغاصب والمحتل من شن حرب برية على رفح أو حرب عدوانية على لبنان وقد قلب الطاولة على أمريكا والكيان الصهيوني ضمن تنسيق الساحات.
وفيما كشف السيد القائد في خطابه الأسبوعي عن بلوغ العمليات العسكرية مديات غير مسبوقة وصلت منها 3 عمليات إلى المحيط الهندي، ليصل إجمالي السفن المستهدفة والبارجات إلى 73 سفينة" واستجابة لمطالب الشعب اليمني وكل أحرار الأمة، أعلنت القوات المسلحة في بيان لها عن تنفيذ ثلاث عمليات ضد سفن إسرائيلية وأمريكية في المحيط الهندي بعدد من الصواريخِ البحرية والطائرات المسيرة.
وحذرت القوات المسلحة على لسان متحدثها الرسمي العميد يحيى سريع، كافة السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة أو القادمة منها من المرور عن طريق رأس الرجاء الصالح ما لم فإنها ستكون هدفاً مشروعاً لها.
إن أمريكا وبريطانيا أمام خطوة يمنية استراتيجية يصعب التعاطي معها بعد أن فشلت في تحييد القوات المسلحة اليمنية عن مجريات قطاع غزة.
وفي سياق آخر قالت وكالة "نوفوستي" الروسية إن اليمن أجرت تجربة لصاروخ فرط صوتي يعمل على الوقود الصلب، وإن سرعته تبلغ 8 ماخ (نحو 10 آلاف كلم في الساعة)، سيستخدم في الهجمات في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن واستهداف مواقع في "إسرائيل".
وتشير تقارير إعلامية إلى أن "سلاح الغواصات" ستدخل في عملياتها التي تشنها على سفن تجارية بالبحر الأحمر ومياه أخرى خلال شهر رمضان دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني.
وأفادت تقارير اقتصادية في بداية هذا العام، بتراجع نشاط ميناء أم الرشراش "إيلات" في الأراضي المحتلة بنسبة 85%، وهو الميناء الرئيسي لـ"كيان إسرائيل" على البحر الأحمر. كما تعرضت العديد من شركات العدو العاملة في مجال الطاقة والتجارة للضرر جراء الهجمات، وبحسب "بنك إسرائيل"، بلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة للهجمات نحو 10 مليارات دولار. وطبقا لوزارة مالية العدو الإسرائيلي، قد تصل الخسائر الاقتصادية الإجمالية للهجمات إلى 50 مليار دولار.
ورصد الخبير الاقتصاد الروسي “خوجا كاوا” جانبًا مهمًا من الخسائر، وقال إن الحصار الكامل على إمدادات "إسرائيل" في البحر الأحمر تكلّف 10 ملايين دولار يوميًّا على الأقل، مبينًا أن تغيير المسار حول إفريقيا "يجعل التجارة غير مربحة".
كما انخفض الدخل من الترانزيت عبر الموانئ، إذ من المعلوم أن موانئ "إيلات" و"أسدود" في فلسطين المحتلة تجني الأموال عن طريق نقل البضائع بين آسيا وأوروبا. وهذا التدفق سينخفض بسبب الحصار.
وهنا؛ الخطوة الجديدة التي أعلنها السيد عبد الملك الحوثي ستستهدف البحر المتوسط، بشكل مباشر، ولا سيما ميناء "أشدود"، والذي عانى منذ طوفان الأقصى ركودًا بسبب صواريخ المقاومة الفلسطينية وقربه من غزّة.
قبل هذه الخطوة اليمنية، تمثلت مشكلة ميناء "أشدود"، وهو الميناء الأهم في الكيان، والذي يعمل منذ نحو 60 عامًا، أنه يبعد عن قطاع غزّة بأقل من 30 كيلومترًا، ومن ثمّ تُسمع فيه صفارات الإنذار بانتظام إشارة إلى انطلاق الصواريخ من الأراضي الفلسطينية، لتتقلص حركة المرور فيه على الأرصفة بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر الماضي، بعد أن كانت تعالج فيه ما بين 800 ألف و900 ألف حاوية سنويًا، أو 21 مليون طن من البضائع في العام 2022.
وقدّر المدير العام للميناء إيلي بار يوسف تراجع النشاط فيه بـ30% وأوضح قائلاً: "نستقبل اليوم 12 إلى 18 قاربا يوميًّا بدل 30 في الأوقات العادية"، خاصة أن 100 من بين 1280 موظفًا يعملون حاليًا في الجيش، وأن الرحلات البحرية توقفت تمامًا بعد بداية واعدة”.
كما تحدث مستورد يعمل مع الميناء منذ عقود إلى وسائل الإعلام راسمًا عدة صورة قاتمة قائلًا: "الانخفاض في حركة المرور يصل- بحسب رأيي- إلى 50%"، مشيرًا إلى أن: "تعبئة أكثر من 300 ألف جنديّ احتياط تؤدي إلى انخفاض خطير في الاستهلاك، ثمّ في شراء المنتجات المصنعة، مضيفًا “مستودعاتي ممتلئة بالبضائع"، قد تؤدي الخطوة اليمنية إلى شلل تام في ميناء "أشدود" بعد شلل ميناء ام الرشرس "إيلات"، وهو ما يعني حصارًا بحريُا كاملًا على الكيان.
وبالموقف اليمني المشرف والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وانطلاقاً من المبدأ الديني والأخلاقي والإنساني للشعب اليمني، في نصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية تتجه اليمن بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى خوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".
اليمن على موعد مع إنجاز استراتيجي وتاريخي، وفي مصاف الدول الكبرى وسيضع له العالم ألف حساب وسيجعل من اليمن لاعبا أكبر في المنطقة وقوة إقليمية فاعلة على الساحة الدولية.