كيف ستغيّر الطائرات المسيّرة وجه الحروب؟
السياسية:
أكّدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أنّ الطائرات المسيّرة تشكّل “تهديداً يمكن التحكّم فيه في ساحات القتال، حتى الوقت الحالي”، مشيرةً إلى أنّها “سوف تصبح أداةً للغزو عندما يتمّ تسخير المئات منها عبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”.
ولدى طرحها أمثلةً على استخدام الطائرات من دون طيار في الحروب اليوم، تحدّثت الصحيفة عن مسيّرة “شاهد”، التي قتلت 3 جنود أميركيين في قاعدة “البرج الـ22” في الأردن، أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، لافتةً إلى أنّ تكلفتها تبلغ 20 ألف دولار.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، شنّت القوات المسلّحة اليمنية هجماتٍ مؤثّرةً وغير مكلفة، عبر خليج عدن، مستخدمةً الطائرات المسيّرة، كما أشارت الصحيفة.
ورأت “وول ستريت جورنال” أنّ العنصر “الأكثر روعةً” في عرض القوة الأميركية كان منذ زمن طويل هو السفن الحربية، مشيرةً إلى أنّ الولايات المتحدة أرسلت، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات إلى منطقة الشرق الأوسط.
إحدى هذه الحاملات هي “يو أس أس جيرالد فورد”، التي أبحرت في رحلتها الأولى، واكتملت مؤخراً بتكلفة بلغت 13 مليار دولار، الأمر الذي يجعلها السفينة الحربية الأغلى في التاريخ.
بالمبلغ نفسه، تستطيع أي دولة شراء 650 ألف طائرة مسيّرة من نوع “شاهد”، وفقاً للصحيفة، بينما لن يتطلّب الأمر سوى عدد قليل من تلك المسيّرات، من أجل العثور على هدفها، لتشلّ، أو ربما تغرق، الحاملة “فورد”.
وعلى الرغم من أنّ “فورد” وغيرها من السفن الأميركية تملكان أنظمة دفاع صاروخيةً وافرة، تمنع الضربات المباشرة التي توجّهها المسيّرات، فإنّ “التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي تغيّر هذا الواقع”، بحسب الصحيفة.
“عصر جديد من الحروب”
أضافت “وول ستريت جورنال” أنّ الطائرات المسيّرة أصبحت منتشرةً بصورة مفاجئة “في كلّ مكان في ساحات المعارك”، موضحةً “أنّنا لا نزال في (بداية) هذا العصر الجديد من الحرب”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المسيّرات بسيطة، ورخيصة، ومتاحة للجيوش حول العالم، مشبّهةً إياها بـ”ساريسا الوقت الحالي”. و”الساريسا” هي رمح يتراوح طوله بين 4 و7 أمتار، ويزن نحو 5 كلغ، استخدمته الكتائب اليونانية خلال الحروب المقدونية وحرب فتوحات الإسكندر الأكبر.
وكما غيّرت “الساريسا” وجه الحروب قبل نحو 2000 عام، عندما استخدمتها كتائب الجنود المدرّبة تدريباً جيداً، فإنّ المسيّرات ستغيّر وجه الحروب أيضاً، عندما يتمّ استخدامها في أسراب يوجّهها الذكاء الاصطناعي، كما أكّدت الصحيفة.
وإذ لم يحِن هذا الوقت بعدُ، إلا أنّه “يسارع إلى لقائنا”، بحسب ما أضافت الصحيفة. وفي حال عدم الاستعداد لها، فإنّ “هذه التقنيات الجديدة، والمنتشرة على نطاق واسع، يمكن أن تغيّر التوازن العالمي للقوة العسكرية”.
ووفقاً لـ”وول ستريت جورنال”، فإنّ مستقبل الحروب لن تحدّده الأنظمة التي تتشكّل من الأسلحة، بل الأنظمة التي تشكّل الأسلحة، والتي ستكون تكلفتها أقل.
وحتى الآن، “لا توجد أنظمة موجَّهة عبر الذكاء الاصطناعي”، على نجو سيسمح لأي دولة بـ”أخذ الحرب غير المأهولة على نطاق واسع، لكنّها قادمة”، كما تابعت الصحيفة.
وستكون للأسراب، التي تضمّ عشرات أو مئات الطائرات المسيّرة، والموجَّهة عبر الذكاء الاصطناعي، القدرةُ على على التغلّب على الدفاعات، وحتى تدمير المنصّات المتقدّمة، كما تابعت الصحيفة.
في المقابل، فإنّ الدول التي تعتمد على أنظمة كبيرة ومكلفة، مثل حاملات الطائرات أو الطائرات الشبح أو حتى الدبابات القتالية، يمكن أن تجد نفسها عرضةً للخطر، في مواجهة خصم “ينشر مجموعةً متنوعةً من الأسلحة غير المأهولة، منخفضة التكلفة، سهلة الانتشار، وبعيدة المدى”، بحسب تأكيد “وول ستريت جورنال”.
* المصدر: موقع الميادين نت
* المادة نقلت حرفيا من المصدر