اليمنيون يستقبلون رمضان بالنفير على طريق القدس والأقصى الشريف
السياسية:
تقرير: يحيى جارالله
على طريق القدس والأقصى الشريف يستقبل الشعب اليمني شهر رمضان المبارك بالنفير والاستعداد لمعركة الجهاد المقدس معتمدين على الله وواثقين بنصره وتأييده لعباده المؤمنين الصامدين في وجه الطغاة المستكبرين أمريكا وإسرائيل.
يمضي أنصار الحق في اليمن كما يصفهم بذلك قادة ورموز المقاومة الفلسطينية، على موقفهم الإيماني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني والانحياز لأكبر قضية في تاريخ الأمة الإسلامية.
وبهذه المواقف العظيمة والمشرفة أصبح اليمنيون وقائدهم الملهم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مضرب المثل في الشجاعة والمواقف الصادقة والتحرك الفاعل والمؤثر في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، والانتصار لثوابت الأمة.
استطاع شعب اليمن البعيد كل البعد عن ساحة المعركة في الأراضي المحتلة أن يغير المعادلات ويقلب الموازين بتحركه الرسمي والشعبي الواسع وبما تنفذه قواته المسلحة من عمليات عسكرية نوعية ومفاجآت لم تكن في حسبان ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
ومثلما كان اليمن عظيما على مر العصور ها هو اليوم يري كل العالم وجهه الحقيقي، ويفرض على الجميع احترامه كرقم صعب تضع له القوى الاستعمارية ألف حساب بعد أن عجزت عن منعه من إدارة مياهه الإقليمية واستعادة سيادته الكاملة على باب المندب والبحر الأحمر، وما يقوم به من منع عبور السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية من هذا الممر المائي المهم.
وفي سياق ذلك الموقف العظيم تخرج الحشود المليونية إلى أكثر من 132 ساحة في محافظات ومديريات الجمهورية اليمنية، لتعلن استمرارها في نصرة الشعب الفلسطيني بدون كلل ولا ملل ولا فتور وأنها لن تخلى عن الموقف مادامت المعركة مستمرة والعدوان والحصار الصهيو أمريكي مستمران على غزة.
ولأنهم يعتبرون هذا الموقف العظيم التزاما إيمانيا يفرضه الواجب الديني فإن الشهر الفضيل سيشهد تصاعدا أكبر للموقف الشعبي، حيث سيحرص الجميع على إيصال أصواتهم ورسائلهم لكل العالم بأنهم ثابتون على الموقف ويعتبرونه جهادا في سبيل الله ومن الطاعات التي تقربهم إلى الله ويجزون عليه الكثير من الأجر والثواب خلال الشهر الكريم، في حين أن التراجع أو التكاسل عن هذا الواجب الديني والأخلاقي يعد خذلانا للأشقاء المظلومين وتنصلا عن المسؤولية.
ولأن المرحلة الراهنة حساسة ومصيرية وتاريخية يؤكد قائد الثورة أن الجميع أمام اختبار حقيقي، وفرصة بأن يكون للإنسان موقف عظيم في طريق الحق، في حين يمثل عدم التحرك والتخاذل عن النهوض بالمسؤولية حالة خطيرة على الإنسان، لما يترتب عليها من عقوبات إلهية.
لهذ ستواصل الحشود التدفق إلى ساحات النصرة والإباء لتجدد العهد لله تعالى، وللسيد القائد بالمضي على درب الوفاء والشهامة والعزة الكرامة، وأنها على العهد والوعد لا تحيد ولا تميد، مهما طال أمد الظلم والجبروت.
ستعبر الجماهير اليمنية في تلك الساحات عن الفخر والاعتزاز بالموقف الشجاع والشهم لقيادة البلد التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه اليوم من ريادة وشموخ وإباء على الرغم من كل المعاناة والظروف الصعبة التي مر بها على مدى تسع سنوات من العدوان والحصار، والتي تحولت بفضل الله وحكمة القيادة إلى عوامل قوة ودفعت البلد لتطوير قدراته العسكرية وتشجيع الانتاج المحلي من أجل الوصول التدريجي إلى الاكتفاء الذاتي عسكريا وزراعيا وصناعيا وفي كافة المجالات.
ومما يزيد الجماهير حماسا وعزما هو تلك المفاجآت التي بشر بها رجل القول والفعل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والتي بلا شك سيكون لها الأثر الفاعل والمؤثر في نصرة الأشقاء في فلسطين والتنكيل بأعداء الأمة.
تتجلى أهمية الخروج المليوني الأسبوعي كما أشار إلى ذلك قائد الثورة في أن الأعداء يحسبون له ألف حساب، وباعتبار أن الضربات الصاروخية وعمليات الطائرات المسيّرة وعمليات القوات البحرية تعبّر عن موقف الشعب اليمني، وتأتي تلبية لمطالب تلك الحشود الملايينية التي تملأ ساحات المحافظات والمديريات نهاية كل أسبوع.
كما أن استمرار الخروج المليوني إلى الساحات والميادين له تأثير كبير ومساند لشعب فلسطين في ظل الخذلان العربي والإسلامي الكبير وغير المبرر لقضيته، لذا يعتبر الخروج الجماهيري جزءا من المعركة وينبغي أن يستمر طالما والمعركة مستمرة.
إلى جانب أن الخروج يمثل ترجمة واقعية لشعار “لستم وحدكم” الذي رفعه قائد الثورة وترفعه الجماهير اليمنية وتهتف به منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” التي ساندها الشعب اليمني منذ لحظاتها الأولى ووقف إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية بكل قوة وعنفوان وبكل ما يمتلك من قدرات وامكانيات.
يعتبر اليمنيون خروجهم المستمر أقل واجب يمكن القيام به للتضامن مع الأشقاء في فلسطين الذين يواصلون الصمود والصبر على الجوع والعطش والجرائم الصهيونية المروعة بحق أطفالهم ونسائهم، من أجل البقاء في أراضيهم وإفشال مخططات ومساعي العدو لتهجيرهم من قطاع غزة.
فعلى الرغم من كل ما ارتكبه العدو الصهيوني من جرائم إبادة وتدمير وتجويع بحق أهالي غزة إلا أنه فشل في تهجيرهم من القطاع، كما فشل أيضا في تحقيق أهدافه المزعومة بالقضاء على المجاهدين من فصائل المقاومة الفلسطينية، وأخفقت كل عملياته في استعادة أسراه.
لذا فإن صمود وصبر وثبات المجاهدين غير المسبوق، واستمرارهم في القتال ببسالة وفاعلية وتأثير وتنكيل بالعدو في مختلف محاور غزة، برغم الحصار والخذلان العربي والإسلامي والدولي يحتم على الجميع بذل المزيد من الجهود في تأييد ونصرة هؤلاء الأبطال حتى لو كان ذلك بالموقف والمشاركة في المسيرات التضامنية.
وعليه فإن الشهر الفضيل والذي تصفه المقاومة بـ “رمضان الطوفان” لن يزيد الشعب اليمني إلا ثباتا على موقفه العظيم في نصرة الشعب الفلسطيني حتى يرفع عنه الظلم والجرم والحصار، ويتحقق النصر الموعود على عدو الأمة.