بعد 154 يوما من عدوانه.. الكيان الصهيوني يفشل في مواجهة عمليات المقاومة الفلسطينية
السياسية – وكالات :
على الرغم من رهان كيان العدو الصهيوني والداعمين له، من أنّ المقاومة الفلسطينية لن تصمد أكثر من شهر واحد في مواجهة آلة الحرب الصهيونية، وأنّ الأمور ستنتهي بتفوّق “إسرائيل: إلا أن هذه الرهان اصطدم في نهاية المطاف بصمود المقاومة وقدرة رجالها الأشاوس على الصبر والثبات في وجه المحتل الغاصب الذي غرق فعلاً في وحل غزّة.
فالعدو الصهيوني وإن استطاع السيطرة على أجزاء واسعة من قطاع غزة ولكنه بالمقابل فشل وعلى مدى أكثر من خمسة أشهر من القتال في السيطرة على العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية وهو ما يفسر الفشل الأكبر للاستخبارات الصهيونية في توقع حجم قوتها وعدد صواريخها الموجودة في ترسانتها العسكرية .
وبعد مضي 154 يوماً على العدوان الغاشم على قطاع غزة تشير المعطيات الإيديولوجية التي اكتسبتها هذه العمليات من الناحية العسكرية، أن فصائل المقاومة الفلسطينية لم تفقد قدرتها الردعية وما يزال في جعبتها المزيد لتفاجئ به قوات العدو الصهيوني.
ومن زاوية أخرى ورغم أن قيادة جيش العدو الصهيوني دفعت بفرقها العسكرية وقوات النخبة في ألوية غولاني وغفعاتي وناحال وغيرها إلا أن صوت الميدان العسكري للمقاومة الفلسطينية بدا واضحا أنه يتطور ويتأقلم في أرض المعركة، وفقًا لكل منطقة وساحة من ساحات المعارك المنتشرة على طول وعرض القطاع.
وفي هذا السياق أكد الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية هاني الدالي، اليوم الجمعة، أنّ “المقاومة الفلسطينية، تطور عمليات كمائنها.. لافتاً إلى أن التطور مستمر على رغم مما يستخدمه العدو الصهيوني من أدوات، كالكلاب المدربة والتقنيات التكنولوجية المتطورة جداً”.
ومقابل اعترافات العدو الصهيوني بأرقام الجنود من أصحاب الرتب العسكرية الذين قتلوا منذ السابع من أكتوبر الماضي قال الدالي في حديث لقناة “الميادين”: إنّ المقاومة تحافظ على قيادتها العسكرية في الميدان.. مشدداً على أنها تحقق ذلك بفضل إمكاناتها الفعّالة، وحِنكة مقاتليها، وبسبب استفادتها من التجارب السابقة ومن أخطاء الجيش الصهيوني.
ولفت الدالي إلى أنّ ما تمّ ذكره يشكل مصادر القوّة التي تعتمد عليها المقاومة الفلسطينية وتؤثر لصالحها في مفاوضات وقف إطلاق النار، ويُضاف إلى مصادر القوّة تلك، عامل ارتباك العدو الصهيوني الذي يعمل دون خطة استراتيجية وخطة عسكرية واضحة.
لذلك فإن العمليات العسكرية أبرزت التطور النوعي في أداء فصائل المقاومة الفلسطينية وقدرتها على الوصول إلى أكثر مواقع جيش العدو تحصيناً عبر حفر الأنفاق مسافة مئات الأمتار للوصول إلى مسافة صفر لمواقع جيش العدو وتفجيرها مما أدى إلى سقوط العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف الجنود الصهاينة.
حيث تمكنت المقاومة منذ بدء معركة طوفان الأقصى من قتل 587 جنديا وضابطا، بينهم 247 منذ بداية العدوان البري بقطاع غزة .
كما ارتفعت حصيلة المصابين من قوات جيش العدو الصهيوني إلى 3053 ضابطا وجنديا بينهم 1467 منذ بداية الهجوم البري، وفق بيانات الجيش الصهيوني.
ووفقا لهذه البيانات فإن 69 قائدا عسكريا برتب متفاوتة قتلوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وقالت إذاعة جيش العدو: إنه منذ بداية العدوان على غزة، قُتل عشرات القادة العسكريين من النظاميين والاحتياط، ومن بينهم اربعة قادة ألوية برتبة عميد و ستة ضباط برتبة مقدم و39 قائد فصيلة و13 قائد سرية وسبعة قادة آخرين.
وأضافت: إن “الجيش الصهيوني يعمل على تجديد صفوف القيادة، فقبل حوالي أسبوعين، انتهت أكبر دورة لقادة السرايا في تاريخ الجيش، إذ أكملها 136 متدربا، بينهم 54 في الاحتياط”.
وسقوط هذا العدد من القتلى والجرحى إنما يصب في سياق تعزز مقدرة المقاومة على زيادة كلفة العدو، حيث يرى الكاتب والباحث السياسي معين مناع أن الحرب على غزة شكلت إخفاقا كبيرا لجيش العدو واستنزفت قواته خصوصا البرية، التي أصبحت متهالكة بفعل ضربات المقاومة وتجري عمليات إعادة تركيب بشكل مستمر.
وقال مناع في حديثه للجزيرة نت: إن الجيش الصهيوني لم يستطع رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب من تحقيق إنجاز حقيقي في قطاع غزة، لا على مستوى الأنفاق ولا على مستوى التكتيكات ولا على المستويات الأخرى.
وأضاف: إن أزمات جيش الصهيوني في الحرب على غزة ظهرت من خلال عدم قدرته على تحديد الأهداف نتيجة للعمى الاستخباري الذي يواجهه، إضافة إلى المفاجآت التكتيكية التي تواجهه في الميدان.