السياسية:

توقع البعض أن تشكل المجزرة التي ارتكبتها “إسرائيل” بحق قافلة المساعدات الإنسانية في ميدان النابلسي نقطة فارقة في الحرب الدائرة في قطاع غزة.
ووسط الإدانات الدولية، والدعوات المطالبة بتحقيق منفرد شفاف في الجريمة، لا تزال أمريكا تمنع أي إجراء قانوني ضد “إسرائيل” في المحافل الدولية، ما شكل بحسب مراقبين دفعة لاستمرار هذه الجرائم.
وقال مراقبون إن الإدانات وإن كانت إيجابية لفضح “إسرائيل” دوليًا، لكنها غير كافية، وتحتاج إلى تحركات أخرى مثل المقاطعة الدبلوماسية وفرض عقوبات اقتصادية، ووقف الدعم السياسي والعسكري لحكومة نتنياهو.

إيجابية لكن غير كافية
اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور حسام الدجني، أن “الإدانات الدولية التي شجبت مجزرة “إسرائيل” بحق قافلة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين إيجابية، لكنها غير كافية”.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، فإن “هذه الإدانات مهمة في طريق كشف وجه “إسرائيل” الحقيقي أمام كل العالم، والضغط عليها وعلى حكومة نتنياهو لوقف هذه الجرائم، لكنها لا تكفي، باعتبار أن “إسرائيل” قامت بتكرارها أكثر من مرة”.
وأوضح أن “إسرائيل” لم تكترث بهذه الإدانات الدولية والعربية، وكذلك الدول الداعمة لها في المحافل الدولية، وهو ما يؤدي إلى دفعها لتكرار هذه الجرائم أكثر من مرة”.
وفيما يتعلق بالخطوات المطلوب اتباعها من قبل هذه الدول والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية، أوضح الدجني أنها “يجب أن تكون أكثر من مجرد شجب وإدانة، مثل مقاضاة “إسرائيل” أمام المحاكم الدولية، وعزلها وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، إضافة إلى ضرورة فرض مقاطعة اقتصادية عليها، من أجل ردع هذه الحكومة ووقف جرائمها في قطاع غزة وفلسطين بشكل عام”.
ويرى أن “هذه الإجراءات المطلوبة وغيرها، يجب أن يتخذها المجتمع الدولي من أجل حماية مبادئها وقيمها وإنسانيتها”.

دفاع أمريكي
في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن “مجزرة ميدان النابلسي، وغيرها من المجازر التي ترتكبها إسرائيل في شمال قطاع غزة، كان من المفترض أن تحدث تأثيرا كبيرا على مجريات الحرب”.
وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”، فإن “وقاحة “إسرائيل” والدفاع عن جرائمها التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني من قبل أمريكا في المحافل الدولية، دفع جيش “إسرائيل” للاستمرار في هذه الجرائم”.
وأكد أن “جريمة قافلة المساعدات حتى الآن لم تضف أي تأثير يذكر على سير العدوان على قطاع غزة، ولا حتى على مسألة سير المفاوضات القائمة حول إقرار الهدنة”.

قال المتحدث باسم حركة “فتح” الفلسطينية وعضو مجلسها الثوري، الدكتور جمال نزال، إن “إسرائيل” “ارتكبت ولا تزال ترتكب العديد من المجازر”، مضيفا: “لا يمكن أن يردعها أي إدانة أو شجب حتى يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا رادعًا تجاه هذه الجرائم الصهيونية “.
وتابع، في تصريحات لـ”سبوتنيك” أن “الإدانات الدولية حول الجريمة التي ارتكبتها “إسرائيل” بشأن قافلة المساعدات التي قتلت خلالها العشرات من المواطنين، لن تردع حكومة نتنياهو”.
وفيما يتعلق بـ”الخطوات المطلوب اتخاذها على مستوى المجتمع الدولي لوقف الجرائم الصهيونية ، أوضح نزال أن المطلوب من الدول اتخاذ 3 خطوات رئيسية من أجل منع تكرار هذه الجرائم مرة أخرى”.
وأوضح أن “الخطوة الأولى تتم على مستوى الميدان، عن طريق تغيير هذه الدول سلوكها الداعم لـ “إسرائيل” وتقوم بوقف تصدير الأسلحة والذخائر التي تستخدمها تل أبيب في قتل بها الشعب الفلسطيني”.
أما الخطوة الثانية بحسب نزال، “فهي على المستوى القضائي، عبر تغيير مواقفها من محكمة العدل الدولية، وتدعم التحركات الفلسطينية، فيما تكون الخطوة الثالثة على المستوى السياسي، وذلك عبر دعم فلسطين والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة”، معتبرا أن “أي تحرك غير ذلك لن يجدي نفعا ولن يوقف الجرائم الصهيونية”.

ومنعت أمريكا مجلس الأمن الدولي من إصدار رد على قتل الجيش الصهيوني 112 فلسطينياً وإصابة 760 آخرين أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وعقد المجلس جلسة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة مسألة إصدار الدول الأعضاء بيانًا ردًا على الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية عند “دوار النابلسي” في مدينة غزة، ولم يصدر أي بيان عقب الجلسة المغلقة للمجلس.
ورفضت ممثلة أمريكا الدائمة في مجلس الأمن النص التفاوضي الذي يتضمن عبارات انتقاد لـ “إسرائيل”.
وتضمن النص أن أعضاء المجلس يعربون عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد بمقتل أكثر من 100 شخص وإصابة نحو 750 آخرين جراء فتح القوات الصهيونية النار على حشد من الناس كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية في جنوب غربي غزة.
كما دعا النص إلى “تجنب حرمان المدنيين في قطاع غزة من الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي لا غنى عنها من أجل البقاء على قيد الحياة”، وذلك بما يتناسب مع القانون الإنساني الدولي.
ودعا النص “إسرائيل” إلى إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسهيل فتح معابر إضافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية على نطاق واسع.
والخميس الماضي، أطلقت القوات الصهيونية النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة “دوار النابلسي” جنوب مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 112 فلسطينيا على الأقل، وإصابة 760 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن أمريكا تتحقق من تقارير عن إطلاق “إسرائيل” النار على أشخاص ينتظرون مساعدات غذائية في غزة، وإنه يعتقد أن “الحادث الدموي سيعقّد المحادثات بشأن وقف إطلاق النار”.
وأضاف بايدن أن وقف إطلاق النار المؤقت ربما لن يحدث بحلول يوم الاثنين، كما توقع في وقت سابق، لكنه متفائل.
وعلى النقيض، أشاد وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن عفير، أمس الخميس، بالجنود الذين نفذوا الهجوم بحق المواطنين، الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية عند دوار النابلسي شمالي قطاع غزة.

* المصدر: سبوتنيك
* المادة نقلت حرفيا من المصدر