“سيكوم” الأفريقية : لا علاقة لليمن بعطل كابلات الإنترنت في البحر الأحمر
السياسية || تقرير : صادق سريع ||
نفت شركة الاتصالات الدولية “سيكوم” الأفريقية أي علاقة لليمن بعطل الكابلات البحرية للإنترنت في البحر الأحمر.
وأوضحت الشركة، في بيان صحفي نقلته وسائل الإعلام، مساء أمس الخميس الموافق 29 فبراير 2024، أن حوادث تعطل الكابلات البحرية واردة، وتكون عُرضة للتلف بسبب مُرساة السفن، خصوصا في المناطق البحرية، التي تكون منخفضة عن مستوى سطح البحر، ولا صلة للعمليات العسكرية، التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.
ونفت اليمن صحة ما تروّج له وسائل الإعلام الصهيونية حول استهداف عدد من الكابلات البحرية في البحر الأحمر، السبت الماضي الموافق 24 فبراير 2024.
وأوضحت وزارة الاتصالات اليمنية، في بيان رسمي، يوم الثلاثاء الموافق 27 فبراير 2024، حرصها على تجنيب كابلات الاتصالات وخدمات الإنترنت أي مخاطر، واستعدادها تقديم كافة التسهيلات اللازمة لإصلاحها وصيانتها.
وأشارت إلى أن قرار اليمن منع مرور السفن الصهيونية لا يخص السفن التابعة للشركات الدولية المرخص لها بتنفيذ الأعمال البحرية للكابلات في البحر الأحمر.. مؤكدة دورها المحوري في استمرارية تطوير منظومة شبكة الاتصالات والإنترنت الدولية والإقليمية، التي توفرها الكابلات البحرية، الممتدة ضمن المياه الإقليمية اليمنية.
بدوره، نفى عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله”، حزام الأسد، في تصريح لـ”سبوتنيك”، أي استهداف من جانب اليمن لكابلات الإنترنت. وقال: “أكدنا مرارا أن اليمن لا تستهدف المصالح الدولية في البحر الأحمر، وهذا مجرد تحريض تسعى من خلاله عواصم العدوان (تل أبيب، وواشنطن، ولندن) لتأليب الرأي العالمي على اليمن”.
وأعلنت شركة “سيكوم” الجنوب أفريقية للاتصالات الدولية، مطلع الأسبوع الفائت، توقف جزء من نظام الكابلات الذي يمر عبر البحر الأحمر عن العمل، ما أثر على تدفق المعلومات بين إفريقيا وأوروبا.
وأوضحت، في بيان صحفي، إن الجزء من نظام الكابلات الخاص بشرق إفريقيا، الذي يعبر البحر الأحمر، تعطل السبت الماضي، الموافق 24 فبراير 2024، ما أثر على تدفق حركة الاتصالات بين إفريقيا وأوروبا.. لافتة إلى أن العطل حدث فقط في جزء الكابل، الذي يمتد من مومبسا (كينيا)، إلى الزعفرانة (مصر).
وزعم موقع “globes” الصهيوني تضرر أربعة كابلات اتصالات بحرية في البحر الأحمر بين مدينة جدة السعودية وجيبوتي في شرق أفريقيا بسبب عمليات القوات المسلحة اليمنية.
وأشار تقرير لموقع “Data Center Dynamics” إلى أن حملات الدعاية الصهيونية تهدف مُنذ فترة لإظهار أن اليمن تمثل خطراً على شبكة الإنترنت العالمية.
وعن أهمية الكابلات البحرية، يقول الخبير التقني من معهد بروكينجز بروس جونز: “إذا كنت تريد بالفعل إتلافها، فسيتعين عليك الذهاب إلى قاع البحر”.
– أهمية كابلات البحر الأحمر
وتمثل خطوط الإنترنت في البحر الأحمر لقارة أوروبا أهمية كبيرة لربطها بدول المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، حيث وصفها تقرير للبرلمان الأوروبي، منتصف 2022، البحر الأحمر بـ”عنق الزجاجة”.
وبحسب موقع “سبمارين كيبل ماب”، يعبر البحر الأحمر 17 كابلا رئيسيا، أهمها: “آسيا – أفريقيا – أوروبا 1 (AAE – 1)”، الذي يقطع مسافة تقارب الـ16 ألف ميل (حوالي 26 ألف كلم) على طول قاع البحر، ويربط مدن هونغ كونغ الكورية ومرسيليا بفرنسا، ويعبر بحر الصين الجنوبي باتجاه أوروبا، لتوفير خدمة الإنترنت لأكثر من 12 دولة من الهند إلى اليونان وحتى دول أفريقية، بحسب موقع مجلة “وايرد”.
وسيؤدي قطع الكابلات البحرية أو إتلافها إلى تعطيل البيانات والاتصالات المالية بين أوروبا وآسيا، حسبما ورد في تقرير لمجلةForeign Policy الأمريكية.
وتشير التقديرات إلى أن البحر الأحمر يحمل حوالي 17 بالمائة من حركة الإنترنت في العالم عبر كابلات الألياف، حيث يربط آسيا بأوروبا.
وحسب الخبراء، تتكون الكابلات البحرية من ألياف بصرية، وتنقل المعلومات بمعدل يساوي حوالي 150 مليون مكالمة هاتفية عبر الإنترنت في وقت واحد.
يُشار إلى أن شبكة الكابلات البحرية للاتصالات تضم 550 كابلا بحريا في قاع البحار، والمحيطات في أنحاء العالم ويبلغ طولها 800 ألف كم، لضمان توفير خدمة التواصل الرقمي لسكان العالم.