السياسية- متابعات: رشيد الحداد *

تمكّنت قوات صنعاء البحرية، أمس، من إحباط محاولة تمرير سفينة تجارية أميركية، رفعت العلم الإيراني، في البحر الأحمر. وقالت مصادر ملاحية مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن سفينة الشحن الأميركية «ستار أيرس» التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهدافها بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، محمّلة بمعدات تكنولوجية متقدمة، وهي كانت متّجهة نحو الهند، وانطلقت من ميناء “نورفولك” الأميركي، مضيفة أنه تم إيقافها منذ السبت قبالة جيبوتي، متابعةً أنها كانت تحمل علم جزر مارشال قبل أن تدخل البحر الأحمر، ثم حاولت التمويه برفع علم إيران.
وأوضحت المصادر أن الاستخبارات اليمنية باتت ترصد تحرّكات السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية بشكل مكثّف، وتتتبّع تحركاتها لحظة بلحظة، وخاصة بعدما كشفت محاولة أميركية سابقة للتمويه أثناء تمرير السفينة «ستار ناسيا»، الأسبوع الماضي، تحت علم الصين.
وفي هذا الإطار، نقلت «رويترز» عن مسؤول في وزارة الشحن اليونانية تأكيده تعرّض «ستار ناسيا» لأضرار كبيرة جرّاء الهجوم عليها، وقوله إن من غير الواضح ما إذا كان الانفجار في السفينة ناجماً عن لغم بحري أو صاروخ. إلا أن مصادر عسكرية مطلعة في صنعاء أكدت أن الأضرار كانت كبيرة، موضحةً أن استهداف السفينة جرى بواسطة خمسة صواريخ بحرية، بعد رفض طاقمها تحذيرات البحرية اليمنية، وأن عملية الاستهداف جرت على مرحلتين: الأولى، رسالة تحذيرية لم يستجب لها الطاقم، محاولاً الاستعانة بالبحرية الأميركية، علماً أنه كان على متن الناقلة حراس خاصون يمتلكون أسلحة خفيفة ومتوسطة؛ والثانية، إطلاق عدد من الصواريخ البحرية عليها. كما نفت المصادر صحّة الرواية الأميركية والبريطانية التي تحدثت عن استهداف السفينة «ستار أيرس» بلغم بحري، محاولةً إثارة مخاوف السفن الدولية التي تمرّ بعد طلب الإذن من البحرية اليمنية والتنسيق معها.
وكانت سفن عدة قد رفعت، خلال الأيام الماضية، شعار «لا علاقة لنا بإسرائيل وأميركا وبريطانيا»، في أجهزة التعارف الخاصة بها، فيما عمدت صنعاء إلى التأكد من هوية السفن والوجهات البحرية المتّجهة نحوها، وهو إجراء متّبع من قبل القوات البحرية اليمنية التي فتحت خطوطاً ساخنة عبر أجهزة الراديو الدولي الخاص بالناقلات، منذ تشكيل تحالف «حارس الازدهار» بقيادة الولايات المتحدة منتصف كانون الأول الفائت. وأتى ذلك بعد قيام البحرية الأميركية بإعاقة مرور عشرات السفن غير المشمولة بقرار الحظر اليمني تحت مبرّر حمايتها من استهداف “انصار الله”، وتوفير الحماية لها وفق آلية القوافل التي حاولت من خلالها تمرير ناقلات متّجهة نحو “إسرائيل”.

وعلى رغم أن عملية استهداف سفينة أميركية تعمّدت التمويه، تعدّ الثانية في غضون أيام، إلا أن تراجع الهجمات على السفن المحظور مرورها في البحر الأحمر، وفق قرار صنعاء، خلال الأيام الماضية، يعود، وفقاً لقول مصدر عسكري مطّلع لـ«الأخبار»، إلى «تحويل عدد من السفن المرتبطة بأميركا وبريطانيا و”إسرائيل” مسارها عبر الرجاء الصالح، وتوقّف عدد من السفن في موانئ جيبوتي قبل عودة البعض منها إلى خليج عدن».
وفي شأن إعلان القيادة المركزية الأميركية استهدافها عدداً من الزوارق المسيّرة التابعة لقوات صنعاء في سواحل الحديدة، أكدت مصادر محلية في الحديدة، لـ«الأخبار»، أن الغارات الأميركية والبريطانية التي تعرّضت لها سواحل مدينة الحديدة استهدفت قوارب خاصة بالصيد تتبع مواطنين يمنيين. وقال مصدر عسكري مطلع في صنعاء إن هذا السلاح النوعي لم يدخل المعركة بعد، وإن هناك مفاجآت سوف تصدم أميركا في حال دخول عدد من الأسلحة النوعية المعركة.
وبالتزامن مع استمرار التصعيد الأميركي – البريطاني في البحر الأحمر، تواصل واشنطن ترتيباتها لعملية عسكرية في سواحل مدينة الحديدة، منذ أيام. ووفقاً لمصادر استخبارية في صنعاء، تحدثت إلى «الأخبار»، فإنه تم رصد تحركات عسكرية أميركية مكثّفة خلال اليومين الماضيين.
وأشارت المصادر إلى أن طائرات شحن عسكرية انطلقت من الإمارات ومن عدة دول أوروبية ووصلت إلى إريتريا، مضيفة أنه تم رصد تحركات للطيران العسكري الأميركي في جيبوتي والصومال وإثيوبيا وإريتريا، منذ مطلع الأسبوع الجاري. وفي مقابل تلك التحركات، أكدت جيبوتي، التي تحتضن عدداً من القواعد الأميركية، رفضها المطلق اتخاذ أراضيها منطلقاً لأي عمليات عسكرية ضد اليمن.
ونقلت وسائل إعلام جيبوتية عن الرئيس، عمر جيلة، تأكيده هذا الأمر، وإشارته إلى أن القواعد العسكرية الدولية في البلاد تهدف إلى حفظ الأمن والسلم الدوليّين، ومكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية، ‏وحماية الملاحة في هذا الموقع الاستراتيجي المهم من العالم. من جهتها، ذكرت مصادر مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن «جيبوتي التي سبق لها أن باركت عمليات صنعاء ضد السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة، رفضت مساعي أميركية لنصب دفاعات جوية متطورة على سواحلها الشهر الفائت».

المصدر: الاخبار اللبنانية
المادة تم نقلها من المصدر وبتصرف ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع