تحذيرات من ارتكاب العدو الصهيوني كارثة إنسانية ومجزرة عالمية في حال اجتياح مدينة رفح
السياسية: مرزاح العسل
بعد مصادقة جيش العدو الصهيوني على عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة المُحاصر.. تتوالى التحذيرات من ارتكاب العدو “كارثة إنسانية هائلة” و”مجزرة عالمية” في حال اجتياحه المدينة التي تعتبر آخر ملاذ للنازحين في القطاع، ويعيش فيها حوالي مليون و400 ألف فلسطيني.
وفي هذا السياق حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم السبت، من وقوع “كارثة ومجزرة عالمية” قد تُخلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى، إذا بدأت قوات العدو عملية برية في المدينة التي أمرت سكان قطاع غزة النزوح إليها منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.. محملًا “الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والعدو الصهيوني المسؤولية الكاملة”.
وقال المكتب في بيان له: “تناولت وسائل الإعلام التابعة للعدو الصهيوني نية وتهديدات جيش الاحتلال بمهاجمة واجتياح محافظة رفح (جنوب قطاع غزة) والتي تضم أكثر من مليون و400 مواطن فلسطيني بينهم مليون و300 نازح من محافظات أخرى، ما ينذر بوقوع كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى”.
وطالب البيان، مجلس الأمن الدولي “بالانعقاد الفوري والعاجل واتخاذ قرار يضمن إلزام العدو الصهيوني بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة، وكذلك وقف القتل المتعمد ضد عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة ووقف تهديدات العدو المستمرة ضد محافظة رفح وغيرها من المحافظات”.
بدورها.. حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من ارتكاب العدو مجازر بمدينة رفح المكتظة بالنازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، في حال شنت قوات العدو عملية عسكرية في رفح، التي تؤوي النازحين في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية.
وقالت الحركة في بيان لها اليوم: “نحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تخلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح”.. مضيفة “نحمل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة”.
كما دعت حركة حماس “المؤسسات الأممية والحقوقية لتوثيق هذه الجريمة ضمن مئات مجازر العدو الصهيوني لمحاكمة الجيش المجرم وقادته”.
وحذرت أيضاً وكالات الإغاثة من أن الهجوم العسكري في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان قد يؤدي في النهاية إلى مقتل أعداد كبيرة من الأبرياء.
ويعيش معظم النازحين الفلسطينيين الذين غادروا شمال ووسط قطاع غزة “اللذين تعرضا لدمار هائل” في مدينة رفح، حيث قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “الأونروا”: إنها لا تعرف المدة التي يمكن أن تستغرقها “مثل هذه العملية شديدة الخطورة”.
ونقل المفوض العام لوكالة (أونروا) فيليب لازاريني قلق النازحين في رفح بقوله: “هناك شعور متزايد بالقلق والذعر في رفح.. لأن الناس ليس لديهم أي فكرة على الإطلاق إلى أين يذهبون”.
وتؤكد الأمم المتحدة أن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، وهم يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص، وقد نزح بعض هؤلاء من أماكنهم نحو ست مرات هروبا من القصف الصهيوني.
وبذلك يكون عدد سكان رفح قد زاد خمسة أضعاف مع فرار الناس من القصف الصهيوني، وغالباً بموجب أوامر الإخلاء، منذ أن بدأ العدو الصهيوني هجومه في قطاع غزة، في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، إذ يعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية داخل ملاجئ مكتظة أو في الشوارع، فضلًا عن القصف الإسرائيلي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد حذر الأربعاء، من “تداعيات إقليمية لا تحصى”، لهجوم صهيوني بري محتمل على مدينة رفح، حيث قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن “عملا كهذا سيزيد بشكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى”.. مُجدداً مطالبته بـ”وقف إنساني فوري لإطلاق النار” والإفراج عن جميع الأسرى.
وطال مجلس الأمن الدولي في وقت سابق بإصدار قرار يضمن إلزام العدو الصهيوني بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
كما دعت جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، إلى التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب إبادة جماعية في مدينة رفح.
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها اليوم، أن الخطط الصهيونية باجتياح رفح يُراد بها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.. مشددة على أن شن عملية عسكرية في المدينة المكتظة سيكون تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، بحسب تعبيرها.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أي عملية عسكرية في مدينة رفح، قائلة: إن أي تهجير قسري جماعي يفرض على سكانها والنازحين فيها سيكون مخالفة للقانون الدولي.
أما منظمة أطباء بلا حدود فقد أكدت في بيان لها، أن التهجير القسري المتكرر هو ما دفع سكان غزة إلى رفح، حيث أصبحوا محاصرين من دون خيارات، ويعيشون في خيام مؤقتة.
من جانبه.. قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان ايغلاند في بيان له: إن اجتياح جيش العدو الصهيوني لمدينة رفح إذا ما حصل، فسيكون “حمام دم”.. مؤكدا أنه لا يمكن السماح بأي حرب في مخيم ضخم للنازحين.
وكان مكتب رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو قد أعلن الجمعة، أنه طلب من جيش الاحتلال وضع خطة “لإجلاء السكان وتدمير أربع كتائب تابعة لحماس زعم أنها منتشرة في رفح.
كما نقلت وكالة أنباء “رويترز” عن مسؤول صهيوني -لم تذكر اسمه- قوله: إن الكيان الصهيوني سيحاول تنظيم انتقال النازحين في رفح إلى الشمال الذي فروا منه سابقا قبل أي عملية عسكرية في رفح.
ويشار أيضاً إلى أن الإدارة الأمريكية رفضت قيام العدو الصهيوني بشن عملية عسكرية في رفح في ظل غياب كامل لحماية المدنيين، لكن نتنياهو يُصر على ضرورة شن العملية العسكرية، ما أدى إلى نشوب خلاف بينه وبين رئيس الأركان هرتسي هليفي.
وحذرت الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع من أنّ “تنفيذ عمليّة مماثلة الآن، بلا تخطيط وبقليل من التفكير، في منطقة يسكنها مليون شخص، سيكون كارثة”.
وفي انتقاد ضمني نادر لكيان العدو الصهيوني، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: إنّ “الرد في غزة… مُفرط”.. مؤكدًا أنه بذل جهودًا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيّين.
وأفادت القناة الـ12 الصهيونية بأن خلافا نشب بين نتنياهو وهاليفي قبل أيام بشأن العملية المتوقعة في رفح، لأن رئيس الوزراء طلب تفكيك كتائب حماس في رفح قبل حلول شهر رمضان.. لكن رئيس الأركان، أكد أن خطة جيش الاحتلال في رفح تتطلب ظروفا مواتية، منها عمليات الإجلاء، والتنسيق المسبق مع مصر.
ويأتي ذلك عقب تحضير العدو الصهيوني لعملية عسكرية في رفح، حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية، أن الاستعدادات لعملية برفح بدأت قبل أسابيع والجيش وافق بالفعل على خطة تتضمن ضرورة إجلاء النازحين.
وتتواصل الاشتباكات والمعارك بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش العدو الصهيوني في محاور التوغل، وخصوصًا في خانيونس ومدينة غزة.
وتواصل مُقاتلات العدو الصهيوني شن غارات عنيفة في منطقة رفح، منذ ساعة مبكرة من الليلة الماضية، وسط أنباء عن اقتراب تنفيذه لعملية اجتياح بري للمدينة المكتظة بمئات الآلاف من الأهالي والنازحين قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة.
وأفاد مراسل “العربي” في غزة، اليوم السبت، بأن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا جراء قصف لجيش العدو الصهيوني، وهم مدير المباحث في مدينة رفح حمد اليعقوبي ونائبه أيمن الرنتيسي وإبراهيم شتات رئيس قسم مباحث التموين.
ويوم أمس الجمعة، استشهد وفق تقديرات غير نهائية، 23 فلسطينيًا على الأقل وأصيب العشرات، في سلسلة غارات صهيونية عنيفة استهدفت مناطق في عموم قطاع غزة، وفي مدينة رفح في جنوب القطاع.
وفي آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة في غزة، اليوم، ارتفعت حصيلة الإبادة الجماعية الصهيونية المستمرة على غزة إلى أكثر من 28.064 شهيدًا و67.611 مصابًا منذ السابع من أكتوبر الماضي؛ فيما يواصل العدو ارتكاب المجازر ضد العائلات راح ضحيتها 117 شهداء و152 إصابة في 16 مجزرة خلال الـ24 ساعة الماضية.
الجدير ذكره أنه بعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب الصهيونية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تتجه الأنظار إلى رفح حيث يحتشد أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع المحاصر، ويواجه الأطباء وموظفو الإغاثة صعوبات جَمة من أجل توفير المساعدات الأساسية للفلسطينيين الذين يحتمون بالقرب من رفح.. والكثيرون محاصرون عند السياج الحدودي مع مصر ويعيشون في خيام مؤقتة.