الشاعرة مليحة الاسعدي لـ ” السياسية نت” : دواوين الحلاج وجلال الدين الرومي والشيرازي ملاذي هذه الايام..
حوار: محمد الطويل ———-
المتعة التي لا تقاوم.. إنها القراءة، سفر الخالدين ، وزاد العارفين، ولمعة الفاكرين..فيها الحياة لا تنقضي ؛ بل تطول وتمتد مع أزلية الحرف والكلمة، وفي رمضان الشهر المبارك ، صاحب الخلود الابدي ” القرآن الكريم” ؛ كانت القراءة. موقع ” السياسية نت ” ألتقى مع من يقرأ..؛ فكانت الاديبة والشاعرة مليحة الاسعدي.
- ما الكتاب الذي تقرأينه الآن في ايام شهر رمضان..؟
رمضان طيف روحاني أتنقل فيه وفي نفسه القصير مع دواوين الحلاج و جلال الدين الرومي و الشيرازي و ابن الفارض وغيرهم ممن غمرونا بإرث أدبي واسع لا يكاد يأخذ حقه من الدراسة و التداول و الحفظ، هذه الكنوز تنفد الى النفس البشرية و تعيد صياغتها و ترتب ما شط منها بسبب حدة و قسوة الواقع الذي نعيشه؛ فالأدب الصوفي يشعرني و كأني أستعيد ذاتي المنسربة مني دون أن أشعر في زحمة الحياة المنكسرة التي نعيشها في اليمن ..
- ما هو الوقت المفضل لديك للقراءة في رمضان؟
عادة… أنا أسهر ليل رمضان كله حتى الفجر و لا أشاهد التلفاز الا نادراً؛ لذا اُقسم وقتي هذا بين قراءة الكتب الأدبية إلكترونياً و بين متابعة الأخبار و المستجدات في البلد ..
- قراءتك هل هي ورقية ام إلكترونية؟
أنا من هواة قراءة الكتب الورقية لكن مؤخراً و بسبب انتقال مقر السكن من جهة و غياب معارض الكتاب منذ سنوات في اليمن و تعذر السفر للخارج إلا بصعوبة نتيجة إغلاق المطارات و الحصار المفروض على اليمنيين صرت ألجأ للقراءة الإلكترونية كبديل سريع و مفيد في هذه المرحلة، ناهيك عن غياب كثير من الكتب الحديثة و المواكبة في المكتبة اليمنية ..
- من علمك عادة القراءة، أو بمعنى آخر ممن اكتسبتيها؟
هي عادة و اكتساب في الوقت نفسه؛ فقد اعتدت على رؤية أبي – حفظه الله- ممسكاً بكتاب يقرأ فيه قبل النوم و بشكل يومي، ناهيك عن حرصه على دفعنا لقراءة الكتب منذ كنّا صغاراً بطرائق عدة كأن يطلب مني تلخيص أحد الكتب له أو يطلب مني قراءته مقابل مكافأة مالية ؛ و من هنا اعتدت على القراءة منذ وقت مبكر و كان له الفضل في ذلك حينها ..
- هل تذكرين أول كتاب قرأتيه كاملا من الجلدة إلى الجلدة؟ وما أثره عليك؟
بالتأكيد اتذكر.. أول كتاب قرأته من تلقاء نفسي هو كتاب” الإنسان ذلك المجهول” لمؤلفه أليكسس كارل ، و قد كنت حينها طالبة في الثانوية العامة و هو كتاب فلسفي عميق شدتني موضوعاته و قرأته كاملاً برغم حجمه الكبير مع صغر سني حينها و ظل تأثيره عليَّ الى الآن رغم أني لم أعاود قراءته الا قبل سنوات ، الكتاب يتناول أدق التفاصيل الممكنة لمعرفة الإنسان الذي يراه مجهولاً، لا لقلة معرفتنا به و معلوماتنا عنه؛ بل لكثرتها و غزارتها المعرفية المتكدسة مما يجعل منه مجهول المعرفة على النفس البشرية المدققة..
- ما أهم الكتب التي أثرت فيك خلال مسيرتك القرائية؟
أنا شخصيا أميل للكتب الأدبية و الفلسفية بدرجة أساسية. يشدني الأدب القديم المحبوك و كل ما يمت له بصلة من أدب حديث؛ فأنا بحكم تخصصي في مجال الأدب أقرأ لكل الأدباء ابتداءً من أدباء العصر الجاهلي و انتهاءً بآخر أديب كتب في هذا النسق، و كلها تركت بصمة تأثير في ميولي الأدبية و ذائقتي و من ذلك أدب الدهشة الذي يحملني إلى عوالم الدهشة و الذهول من أدب حداثي مغاير بصوره و تراكيبه . الروايات العالمية لها تأثير ايضاً و منها:” مائة عام من العزلة ” لغابرييل غارسيا ماركيز لما يحمله من بعد فلسفي معرفي واسع و “مزرعة الحيوانات الثورية” لجورج اورويل الذي تستدعيني مشاهدها كلما تجاذبتنا السياسة في هذا البلد، كذلك “مرتفعات وذرينغ ” لإيميلي برونتي التي كانت اول رواية عالمية تقع بين يدي و غيرها من الكتب الفلسفية الأدبية مزيجا جميلا بينهما ..