المقاومة الفلسطينية تفرض معادلة الردع في عملية مخيم المغازي.
السياسية ـ وكالات:
يمكننا من خلال قراءة المشهد، القول إن ما أنجزته المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، يؤكد أنها ماضية في فرْض معادلات ردع جديدة على الأرض، تكسر الخطوط الحمراء للعدو الصهيوني وفق قواعد ردع غير مسبوقة، لن يكون سهلاً على العدو تجاوُزها.
حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية فرض معادلات ووضع قواعد اشتباك جديدة مع العدو الصهيوني، بتنا نتلمّسها ونرى نتائجها خصوصًا في اليومين الماضيين، والتي شهدت تصاعد عمليات المقاومة العسكرية التي أدت إلى تكبّد جيش العدو الصهيوني خسارة يومية غير مسبوقة منذ بدء الاجتياح البري لغزة.
وفي هذا السياق يمكن الوقوف على ما حصل يوم الإثنين الماضي في عملية مخيم المغازي والتي دفعت جيش العدو الصهيوني للاعتراف بمصرع 24 ضابطا وجنديا من قواته في أعلى حصيلة للخسائر العسكرية في يوم واحد منذ بدء هجومه البري على القطاع، بعد استهدافهم من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي كان لها وقع الصدمة على الكيان المؤقت، لدرجة أن هيئة البث الصهيونية وصفتها بأنها “كارثة”.
وبعد يوم من الإنكار والمراوغة، أقر جيش العدو الصهيوني بمصرع 24 ضابطا وجنديا، منهم 21 عسكريا من قوات الاحتياط قتلوا في تفجير منزلين في مخيم المغازي وسط القطاع كانوا يضعون المتفجرات حولهما تمهيدا لتفجيرهما.
وقالت الهيئة الصهيونية: إن “مبنيين انهارا على جنود جيش الإحتلال قرب السياج الحدودي وسط قطاع غزة، نتيجة لإطلاق نار مضاد للدبابات من قبل المسلحين، مما أدى إلى تفجير المتفجرات التي استخدمها الجنود لتدمير المباني”.
ولفتت إلى أن التحقيق الأولي الذي أجراه جيش الإحتلال خلص إلى أن إطلاق المقاومين الفلسطينيين النار على المبنى أدى إلى تفعيل الألغام وتسبب بانفجار ضخم أطاح بالمبنى.
وذكرت أن الجنود كانوا يفخخون عشرة منازل بالألغام، وأنه قرب نهاية العملية أطلق مقاومون فلسطينيون قذائف “آر بي جي” على منزلين متصلين حيث كان يتواجد الجنود الصهاينة قرب الألغام، وفي الوقت نفسه، تم إطلاق قذيفة أخرى على دبابة كانت تقف قرب المكان لتأمين الجنود.
وأفادت الهيئة الصهيونية بأن إنقاذ الجنود من تحت الأنقاض استغرق وقتا طويلا بسبب الانهيار، وأنه تم إرسال وحدات خاصة إلى المكان لإتمام مهمة الانتشال.
ومن المقرر أن يعين جيش العدو الصهيوني فريق تحقيق خاص لفحص ملابسات الحادث لمنع تكراره، بحسب هيئة البث الصهيونية.
وفي بيان مشترك، أكد رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامن نتانياهو وعضو حكومة الحرب بيني غانتس ووزير الحرب يوآف غالانت، أن الثمن الذي يدفعه كيان الاحتلال في غزة باهظ.. واصفين مصرع 24 من ضباط وجنود جيش الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية في غزة بأنه “ضربة قوية”.
ووفقاً لبيان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، فإن مجاهديهل استهدفوا بعملية مشتركة مع فصائل المقاومة المبنى الذي تتمركز فيه الوحدة الهندسية لكيان العدو الصهيوني شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وفي بداية العملية، دمر المبنى استهداف قوات العدو بالصواريخ المضادة للأفراد وبسبب تأثير الصواريخ المضادة للأفراد انفجرت الذخائر الموجودة في المبنى وانهار المبنى المذكور جراء هذا الانفجار، حيث انفجر بصاروخ ياسين 105.
وبالتزامن مع ذلك أشار البيان إلى أن عدد آخر من المقاومين قاموا بنصب مجموعة من الكمائن المتفجرة لمجموعة أخرى من قوات العدو في نفس المكان وقاموا بتفجير المكان، مما أدى إلى مصرع وجرح جميع القوات الموجودة في هذا المصيدة المتفجرة، وعادت قوات المقاومة إلى قواعدها بصحة تامة.
من هنا، يبدو أن المعادلة التي سعت فصائل المقاومة إلى تثبيتها وفرْضها على العدو، منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”، تسير في الاتجاه المفترَض لها، بعد أن عكست العملية جرأة المقاومة من حيث المبادرة والإعداد ورسخت فشل سياسة الردع التي يدعيها العدو الصهيوني وعمل على تثبيتها، كما رسخت منسوب القلق لدى قادته واستطاعت أن تزرع فيهم حقيقة أن الدم الفلسطيني ليس مباحا.