العدوان الأمريكي البريطاني وفاعلية موقف اليمن وثباته على الحق
السياسية – تقرير :
لم يكن العدوان الأمريكي والبريطاني الغاشم، الذي استهدف اليمن فجر اليوم الجمعة، إلا محاولة لردع اليمن عن القيام بواجبه الإسلامي والقومي والاخلاقي والإنساني تجاه فلسطين؛ إذ اعتادت واشنطن ولندن، وهما حارسا الكيان منذ زرعه في المنطقة، أن تكون الساحة العربية خالية من أي قوة تقول لا، معارضة لهيمنتها، وبخاصة في دعمها اللامحدود للمحتل الغاصب.
لقد حاولت الولايات المتحدة منذ بدء عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي أن تثني اليمنيين عن موقفهم في الانتصار للمظلومية الفلسطينية في قطاع غزة، بما فيها السماح بمرور السفن مقابل الإعلان عن توجيه ضربات ضدها في البحر؛ إلا أن القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى رفضوا كل العروض، وأصروا على أن وقف العمليات مرهون برفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بدخول لا محدود للدواء والغذاء.
كان موقف القيادة الثورية اليمنية نابعًا من إيمانها المطلق بمظلومية الشعب الفلسطيني، وهمجية الاحتلال وتوحشه اللامحدود، في استهداف كل شيء في قطاع غزة؛ وبالتالي لم تتزحزح قيد أنملة عن المضي في منع كل السفن المرتبطة بالكيان أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
لقد جاء العدوان الأمريكي والبريطاني الهمجي على اليمن ليؤكد ما سبق وأكده قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، من أن الولايات المتحدة وبريطانيا يعملون على الدوام لحماية الاحتلال، وما تحالف ما اسموه بحارس الازدهار إلا جزءا من السلوك الذي تستهدف منه هذه الدول على رأسها أمريكا وبريطانيا حماية الكيان الغاصب؛ لأن أمريكا وبريطانيا هما من صنعاه وهما من يحميانه.. وبالتالي فإن عدوانهما على اليمن إنما جاء في سياق حماية الاحتلال الغاصب؛ لأنهم اعتادوا أن لا أحد في المنطقة يتجرأ على الاعتداء على مصالح الكيان في المنطقة.
وبناء على ذلك فان تصرف القوات المسلحة اليمنية وقع فيما هو محظور لديهم؛ فكان عدوانهم؛ لكنه عدوان لن يثني اليمن عن موقفه، بل هو مستمر في منع السفن المرتبطة بالكيان أو التي تتجه صوب موانئ فلسطين المحتلة.
تتحمل دول العدوان مسؤولية عسكرة البحر الأحمر وما سيترتب على هذا العدوان على صعيد الملاحة الدولية، كما أن الرد على هذا العدوان لن يمر دون عقاب؛ بل إن هذا الرد، كما أكد قائد الثورة في خطابه يوم أمس سيكون أكبر مما يتوقعوه.
في المحصلة؛ يأتي هذا العدوان الغاشم ليؤكد ثبات الموقف اليمني وفاعليته ومصداقيته؛ ولو لم يكن كذلك منذ اليوم الأول لما تحركت كل تلك القطع الحربية البحرية وملأت البحر الأحمر منذ نهاية العام الماضي.
لقد أكد اليمن منذ الأيام الأولى للفلسطينيين أنهم لن يكون وحدهم، وبالفعل أثبت ذلك؛ فكان اليمن في صدارة المنتصرين لفلسطين وقطاع غزة وما يزال.
لقد عاش اليمن تسع سنوات من العدوان البربري بأعتى أسلحة أمريكا وبريطانيا وغيرها؛ ومع ذلك خرج أقوى مما كان، وها هو اليوم يقف شامخا منحازاً للحق؛ وها هو يتعرض مجددا للعدوان؛ لكن هيهات أن ينالوا من ثبات موقفه وانتصاره للحق.
سيتذكر التاريخ الموقف اليمني وقدرته على الانتصار لقيم الإنسان وحماية إرادته المنحازة للحق والمنحازة لفلسطين كمظلومية سينصر الله من ينصرها.
سبأ