هكذا تضيع الأوطان.. “أذكى” صفقة من نوعها في التاريخ
السياسية:
عقدت صفقة في القديم اشترى بموجبها تاجر هولندي من السكان أمريكا الأصليين منطقة مانهاتن مقابل سلع بقيمة 60 غيلدر، ما ترتب عليه وصفها لاحقا بأنها من “أذكى” الصفقات العقارية بالتاريخ!
القادمون لاستعمار أمريكيا الشمالية من مختلف أرجاء القارة الأوروبية استعملوا جميع الوسائل للقضاء على الهنود الحمر، أصحاب الأرض الأصليين، أو خداعهم وانتزاع أراضيهم بمختلف السبل والذرائع والحيل، وهذه كانت إحداها.
تقول هذه الرواية التي تجد من يشكك في صحتها أن مستوطنا هولنديا يدعى بيتر مينويت، باعتباره وكيلا لشركة الهند الغربية الهولندية قام في عام 1626 بشراء “جزيرة مانهاتن” وتبلغ مساحتها 15000 فدان، أو 58 متر مربع، مقابل بضائع متنوعة، قيمتها السوقية حينها بالعملة الهولندية 60 غيلدر.
تفاصيل هذه الصفقة “العقارية” التي تعد “نموذجية” بالنسبة للعقلية الاستعمارية، تقول إن “جزيرة مانهاتن” حصل هنود حمر مقابلها على بضائع منها، “10 صناديق من القمصان، و10 قطعة من القماش الأحمر، و30 زوجا من الجوارب، و2 قطعة من القماش الخشن، وبعض المخرز، و10 بنادق، و50 مغرفة، وبعض السكاكين”.
المرجع الرئيس لهذه الصفقة “التاريخية” يوجد في الأرشيف الوطني الهولندي، ويتمثل في رسالة كتبها التاجر الهولندي بيتر مينويت في 5 نوفمبر 1626 إلى مديري شركة الهند الغربية يبلغهم فيها بـ”شراء جزيرة مانهاتن من المتوحشين بقيمة 60 غيلدر”.
مؤرخو القرن التاسع عشر قاموا في إطار احتفائهم بالصفقة بتحويل مبلغ 60 غيلدر إلى دولارات أمريكية وحصلوا حينها على 24 دولارا. الأمر تكرر مع الزمن، إلى أن وصل مبلغ 60 غيلدرـ مايعادل الآن 734 يورو، أو 951 دولارا أمريكيا!
بالمناسبة تعد “مانهاتن” واحدة من أشهر مناطق مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، وتقع في جزيرة بوسط المدينة على منصب نهر هدسون.
أمريكيون تبنوا هذه “الصفقة المربحة” واقتسموا مجدها مع الهولنديين وأصبحوا يذكرونها في سياق “انتصاراتهم الحافلة” ضد السكان الأصليين!
الهولنديون أسسوا في المنطقة التي قايضوها بالخرز اللامع “هولندا جديدة” قبل أن يزيحهم البريطانيون، إلا أن تلك “الصفقة العقارية التاريخية” تكرست مع الزمن بمثابة تجلي لـ”الحلم الأمريكي العظيم”، وللمغامرة والمكر والنجاح السريع.
كان ذلك الحدث لدى البعض تعبيرا عن الحلم الأمريكي الذي يتركز على استثمار الحد الأدنى للحصول على الحدود القصوى!
هذا من جانب الأمريكيين، أما بالنسبة للهنود الحمر، السكان الأصليين، فتقول الرواية إن قبيلة الهنود الحمر التي باعت “جزيرة مانهاتن” للتاجر الهولندي لم تكن تسكن المنطقة وكانت تستخدمها في العبور، لذلك حين عرضت عليها الصفقة وجدت فيها “فائدة كبرى”، فأفرادها حصلوا على سلع “اسعدتهم بعض الوقت” مقابل “جزيرة” ليست لهم ولا تعنيهم.. بهذه الطريقة تضيع أوطانا أحيانا بكاملها.
* المصدر: موقع روسيا اليوم
* المادة نقلت حرفيا من المصدر