فخر الصناعة الحربية للعدو الصهيوني تُداس بأقدام مُجاهدي غزة وتُحرق بالولاعة
السياسية: مرزاح العسل
رغم اعتماد الدعاية الصهيونية في تسويق أسلحتها العسكرية على أنها الأكثر حصانة وحماية وقوة وسرعة ومناورة، وأنها الأفضل في كل شيء، وأنها فخر الصناعات الحربية للكيان الغاصب، إلا أن مجاهدي المقاومة في غزة داسوا بأقدامهم الطاهرة على هذه الأسطورة التي يبلغ ثمنها ملايين الدولارات وأحرقوها بولاعة ثمنها نص شيكل صهيوني وبعض ليترات من البنزين.
فمنذ انطلاق ملحمة “طوفان الأقصى”، والتي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، انتشرت الكثير من مقاطع الفيديو، التي تظهر تلك الدبابة التي يبلغ سعرها حوالي سبعة ملايين دولار وتعد الأكثر تحصينا في العالم والأقوى في أرض المعارك، بحسب تقارير عسكرية، تشتعل فيها النيران بعد إلقاء ذخائر قديمة من طائرة عمودية بجوارها، كما اندفعت النيران من باب في مؤخرة الدبابة إلى مسافة ما لا يقل عن عشرة أمتار، ولم ينجُ إلا فرد واحد من طاقمها.
وأثار احتراق الدبابة الصهيونية “ميركافا”، التي يطلق عليها العدو الصهيوني لقب “المركبة الحربية”، من قبل مقاتلي حركة “حماس”، خلال عملية ” طوفان الأقصى”، تساؤلات واسعة عن مدى قوة هذه الدبابة التي يعتبرها العدو الصهيوني الأقوى في العالم وفخر صناعاته الحربية.
وتدل مشاهد احتراقها خلال عملية “طوفان الأقصى” بقذيفة بدائية على ضعف قدرتها وتدريعها.. حيث سبق تدمير هذه الدبابة من قبل المقاومة الفلسطينية، في منتصف فبراير 2002 وفي سبتمبر من ذات العام وفي العدوان على قطاع غزة 2008، وفي مارس 2020.
فبعد الهزيمة القاسية التي تكبدها جيش العدو الصهيوني في حرب أكتوبر 1973، اتخذ العدو قرار حاسم وحيوي بضرورة تطوير دبابة صهيونية خالصة تلبي احتياجاتها العسكرية، وكان الهدف الرئيسي لهذه الدبابة المرتقبة هو حماية حياة طاقمها، إذ إن الدبابات التي دُمرت في تلك الحرب لم تكن صهيونية بالكامل، بل كانت من صنع بريطاني وأمريكي جرى تعديلها قليلاً لتناسب احتياجات الكيان المحتل.. ولذلك، جرى تصميم وتصنيع دبابة “ميركافا” بالكامل في كيان الاحتلال.
وظهرت الدبابة المدمرة “ميركافا” لأول مرة في حرب لبنان عام 1982، وصُنفت أحد أفضل الأسلحة في العالم، ومع ذلك، فقد تعرضت أرتال الدبابات لخسائر كبيرة في مواجهة مشاة حزب الله والقذائف المضادة للدبابات في طرازها الأول.
وجاءت دبابة “ميركافا” التي بدأ العدو الصهيوني صناعتها في 1983، في أربع نسخ متتالية: “ميركافا 1″ ، و”ميركافا 2″ و”ميركافا 3″ و”ميركافا 4″، كما بدأت تطويرها في أوائل التسعينيات، وأنُتج الطراز الرابع منها في 2002، وسُلّم أول إنتاج فعلي منها جيش العدو الصهيوني في 2004، وهناك أيضاً النسخة الأحدث الملقبة بـ”باراك” والتي دخلت الخدمة عام 2023م، وتم استخدامها في الانتفاضة الثانية وحرب لبنان 2006 وحرب غزة 2008-2009م.
وتؤكد مجلة “ناشيونال إنترست” العسكرية، أن هذه الدبابة الصهيوني تُعد دبابة القتال الرئيسية لجيش العدو الصهيوني، حيث سعى الكيان الغاصب خلال السنوات الماضية لتصبح “ميركافا” واحدة من أفضل دبابات القتال الرئيسية في العالم.
وبحسب تقارير عسكرية فإن كيان العدو الصهيوني يرى سلاح الدبابات من أهم الأسلحة الحربية في المواجهات البرية، وبسبب ذلك حرص على تصميم أحدث النماذج ووضعه في “ميركافا 4” أو “دبابة باراك ” وأطلقت عليها لقب “دبابة القرن 21″، وقُدرت تكلفتها حوالي ستة ملايين دولار أمريكي لكل دبابة.
ويقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، لموقع “سكاي نيوز” عربية: إن دبابة “ميركافا”، بدأت بمحرك أمريكي، ورغم إدخال الكيان الصهيوني تطويرات عليها، إلا أنها وزنها الكبير الذي يصل إلى 65 طنا، يبطئ من حركتها في أرض المعارك.
وتعتبر “الميركافا” دبابة معقدة ومتطورة للغاية، إذ تتضمن تقنيات متقدمة لحماية طاقمها في ساحة المعركة، توضع مقصورة القتال والبرج في الجزء الخلفي من الدبابة، ويتميز البرج بشكل بيضاوي يوفر حماية من التهديدات، ويعتبر الهيكل الرئيسي للدبابة الذي يوفر الحماية للطاقم، ويضم ناقل الحركة وخزانات الوقود”.
تتميز “الميركافا” بوجود محركها في الجزء الخلفي، وهذا يختلف عن معظم الدبابات التي تحتوي على محركات في الجزء الأمامي.. وهذا الاختلاف يوفر حماية إضافية للطاقم، إذ يعمل حاجزاً بين مقصورة الطاقم والنيران القادمة.
كما تعتبر “الميركافا” أول دبابة في العالم تحتوي على نظام متقدم من الذكاء الصناعي يدير مهام الدبابة، مما يقلل من عبء العمل على الطاقم ويساعد في تحديد الأهداف بدقة عالية، حيث أُدمج الذكاء الصناعي في نظام إدارة ساحة المعركة.
وتحتوي “الميركافا” أيضاً على نظام حماية نشط يعترض الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها، ولديها القدرة على استهداف الأهداف المتحركة، وأظهرت قدرات ممتازة في استهداف الطائرات الهليكوبتر التقليدية.
وأعلنت “كتائب القسام”، مطلع الأسبوع الجاري، عن تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية صهيونية بين دبابات وآليات عسكرية أخرى تدميرا كليا أو جزئيا منذ بدء الاجتياح البري.
وقال المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في بيان له: إن ما يحدث في غزة على الأرض هو أن الآلة العسكرية الصهيونية تدمر كل ما يقابلها.
وأضاف أبو عبيدة: إن الدبابات الصهيونية تواجه مقاومة عنيفة واشتباكات ضارية تجبرها على التراجع وتغيير مسار التوغل.. موضحا أن “مقاومي القسام يخرجون من تحت الأرض وفوقها ومن تحت الركام ويدمرون مدرعاته ودباباته”.
وتابع أبو عبيدة: إن الانتقام السهل والسريع يأتي لاسترضاء جبهته الداخلية، قائلا: “نعلن توثيق تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية صهيونية تدميرا كليا أو جزئيا منذ بدء العدوان البري، بينها 25 خلال 48 ساعة الأخيرة”.
الجدير ذكره أن الترسانة العسكرية الصهيونية تشمل أكثر من 2200 دبابة و530 مدفعا، بما في ذلك قاذفات صواريخ ذاتية الدفع ومقطورة ومتعددة، بحسب تقرير التوازن العسكري 2023 الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
ويعتبر هذا العدد كبير، لأنه قد يعادل عشرة أضعاف أسطول الدبابات الخاص بالجيش البريطاني.. كما أن جيش العدو الصهيوني يعتمد بشكل كبير على قسم الدبابات أكثر من الأقسام الأخرى، ولكن مع كل هذه القوة لم يستطع هذا الجيش أن يدخل إلى غزة في فلسطين بأي شكل من الأشكال بريًا.