العدوان الصهيوأمريكي على غزة وعجز القمة العربية الإسلامية المشتركة عن وقفه
السياسية-وكالات:
عبدالعزيز الحزي
شهد العالم ويشهد اليوم أكبر مذبحة في التاريخ المعاصر ينفذها العدو الصهيوني على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة حيث يقصف العدو جوا وبحرا وبرا المباني السكنية والمستشفيات والمرافق العامة والخاصة والمساجد والكنائس في ظل غطاء أمريكي وغربي فاضح وصمت عربي وإسلامي إلا من تصريحات وبيانات لا تكاد تخرج عن أروقة اجتماعاتهم.
وبعد أسابيع من العدوان عقد ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية والإسلامية الـ54 قمة عربية إسلامية غير عادية في الرياض واكتفوا في بيانهم في ختام قمتهم بالإدانة والتنديد والمطالبة.
وبعد أكثر من شهر من المجازر كلفوا دولا عربية وإسلامية ببدءِ تحركٍ دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في المنظمة والجامعة لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.
ومع ما يواجه المدنيين الفلسطينيين في غزة من جرائم وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، ومحاولة تهجير حوالي 1.5 مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة إلى جنوبه باعتبار ذلك جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949وملحقها للعام 1977، وقتل الصحفيين والأطفال والنساء واستهداف المسعفين واستعمال الفسفور الأبيض المحرم دوليًّا في العدوان على قطاع غزة.
يقابل ذلك بدعوات واستجداء العدو الصهيوني وداعميه (أمريكا والدول الغربية) واستنكار لازدواجية المعايير والتمسك بالسلام كخيار استراتيجي، لإنهاء الاحتلال الصهيوني وحلِّ الصراع العربي “الإسرائيلي” وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما فيها قرارات مجلس الأمن، والتأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، وعقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن تنطلق من خلاله عملية سلام ذات مصداقية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، ضمن إطار زمني محدد وبضمانات دولية تفضي إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والجولان السوري المحتل ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا وخراج بلدة الماري اللبنانية، وتنفيذ حل الدولتين.
وللتخفيف من آثار المأساة التي يعاني سكان غزة وفلسطين عموما أكد البيان الختامي للقمة ضرورة حشد الشركاء الدوليين لإعادة إعمار غزة والتخفيف من آثار الدمار الشامل للعدوان الصهيوأمريكي فور وقفه.
في المقابل، صعد العدوان الصهيوأمريكي من حدة الغارات على قطاع غزة في اليوم الـ37 للعدوان ليرتفع عدد الشهداء الى أكثر من 11 ألف مواطن فيما ارتفع عدد الجرحى الى أكثر من 28 ألف.
وذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن العدو الصهيوني واصل حصاره لعدد من المستشفيات في مدينة غزة والشمال ما أدى لاستشهاد عدد غير محدد من المواطنين، كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب عدد آخر جراء قصف استهدف منطقة الصحابة وغرب مدينة غزة دون ان تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول للمكان.
واستشهد اثنين من الأطباء من عائلة مهدي ووقعت اصابات بين نازحين جراء قصف إسرائيلي استهدف مستشفى مهدي للولادة غرب غزة.
وعادت طائرات العدو إلى استهداف محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة بسلسلة من الغارات العنيفة ما أدى إلى انقطاع الكهرباء على مشفى الشفاء بشكل كامل.
وأعلن المتحدث باسم الصحة في غزة أشرف القدرة فقدان خمسة مصابين في مجمع الشفاء الطبي نتيجة عجز الطواقم عن معالجتهم إثر انقطاع الكهرباء.
وناشد أبناء مخيم الشاطئ في منطقة بلوك 12 الصليب الاحمر بالتحرك لنقل شهداء وجرحى ينزفون من يوم أمس.
وقصفت طائرات العدو منزل لعائلة أبو شاب في منطقة زنة العواصية ببني سهيلا في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، ووصل المشفى شهيد و اعداد من الاصابات إلى مشفى ناصر.
وفي شمال غزة أعلنت إدارة المستشفى الاندونيسي شمال غزة انها قررت تحويل ساحة بجوار المستشفى إلى مقبرة جماعية لشهـــــداءٍ مجهولي الهوية.
وكانت المشفى قد استقبل ليلا ١٥ جثمان لشهيد في قصف استهدف منزلين بجباليا.
وارتقى شهيداً على الأقل وعدد من الجرحى في قصف من طائرات العدو لمنزل لعائلة “البرش” في جباليا شمال القطاع.
وهكذا يستمر نزيف الدم ويرتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة، الذي وصل حدا غير مسبوق وتستمر عمليات انتشال الضحايا من بين ركام المنازل المستهدفة في الغارات الصهيونية بإمكانات بالغة الضعف، بعد 37 يوما من العدوان والقصف المتواصل ومنع الوقود والماء والكهرباء، بينما قضت عشرات العائلات بجميع أفرادها في هذا العدوان الغاشم.