التهديد بالقصف النووي.. تعبير عن الدائرة الهستيرية التي تحكم عصابة الإرهاب الصهيوني
السياسية – وكالات :
أكملت تصريحات ما يسمى بوزير التراث الصهيوني عميحاي إلياهو وتهديده بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة الدائرة الهستيرية الذي تحكم هذه العصابة الإرهابية الصهيونية الساعية بخطوات فعلية لإبادة جماعية وتطهير عرقي للشعب الفلسطيني.
وأمس الأحد قال الوزير الصهيوني عميحاي إلياهو وبكل وقاحة إن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن.. مشددا على أنه لا يكفي قتل من في القطاع، بل يجب تدميره بالكامل، وإعادة إقامة المستوطنات التي هدمها الاحتلال فيه عقب انسحابه منه مدحوراً عام 2005، ومطالباً بعدم إدخال أي مساعدات إلى القطاع، لأنه “لا يوجد شيء اسمه مدنيون في غزة”.
تصريح الوزير الصهيوني بالقنبلة الذرية ليس خروجاً عن السيطرة بل تتماهى مع تصريح وزير الحرب في حكومة العدو الصهيوني يوآف غالانت في بداية العدوان الصهيوني الأمريكي على القطاع بأن أهالي غزة “حيوانات بشرية” يجب قتلهم وتشريدهم وقطع المياه والكهرباء والغذاء والدواء عنهم.
وتعكس تصريحات الوزير عميحاي إلياهو الأخيرة حالة الانهيار الذي يعانيه الكيان وفشل كل الخيارات التي راهن عليها العدو، ولاسيما الاجتياح البري بحيث لم يبق بيده سوى القصف والقتل والاجرام وهو تعبير عن استعصاء العدو الصهيوني في تحقيق الانتصار على الشعب الفلسطيني في غزة ومقاومته الباسلة .
ويرى مراقبون أن سقف هذا التصريح الصادم، ليس من جهته ولكن لبجاحة وضوحه، ما هو إلا دليل على النية المبيتة لارتكاب المزيد من المجازر بهدف ترويع وقمع الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم التاريخية في محاولة واضحة لتصفية القضية الفسطينية العادلة تاريخيًا.
لذلك بحسب المراقبون لا تتعدى الدعوة سوى كونها إظهاراً لمزيد من الوحشية من جهة ومن أخرى محاولة إخفاء نفاد رصيد القوة المزعومة صهيونيا، وانتفاء الخيارات وبالتالي انتفاء تحقيق الأهداف التي يريدها الكيان، كما هي محاولة للتخلص من حال المراوحة والعجز التي تشهدها العملية البرية.
وفي هذا السياق لابد من التقاط تصريحات الوزير إلياهو في إطار فشل الكيان الصهيوني عن مغادرة عجزه، وعن ترميم ردع مهدور أمام منظومة فلسطينية مقاومة باتت أصلب وأقوى وأكثر تكاملًا وتحظى بعمق من محور مقاوم نجح في خلق طوق صاروخي وناري يحيط بالكيان الصهيوني، حتى بات يخشى من سيناريو الهجوم عليه من جبهات متعددة وبشكل متزامن، في وقت يئن جيشه تحت وطأة الاستنزاف على جبهات غزة .
وبالوقت نفسه فإن هذا الطيش الصهيوني الذي يهدد بدمار غزة بالنووي يؤكد بأن المقاومة الفلسطينية، قد قدمت درسها المضاد، فإذا كان هدف الصهيوني اليوم تحويل غزة إلى عبرة لغيرها، فإن غزة قدمت صمودًا أسطوريًا في وجه الإبادة الجماعية التي تشنها قوى العدوان الصهيوامريكي، إن التصريحات الصهيونيّة رغم أهميتها في الإضاءة على جزءٍ يسير من جرائم العدو الصهيوني إلا أنها شاهد إثبات على محرقته في القطاع التي تشهد عليها آلاف أطنان المتفجرات التي ألقاها عليه.
حيث أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن العدوان الصهيوأمريكي أسقط أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على ما يزيد على 12 ألف موقع في القطاع المحاصر، أي ما يعادل قنبلتين نوويتين، علماً بأن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية تقدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات، مع ملاحظة أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، وأن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع، بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومتراً مربعاً.
وقد أثارت تصريحات إلياهو ردودا غاضبة حيث، صرح وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان بأنه يجب على مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ إجراءات فورية لنزع سلاح الكيان الصهيوني النووي.. محملا المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة الجماعية على عاتق البيت الأبيض.
وكتب عبداللهيان على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي”اكس”: تظهر تصريحات وزير صهيوني حول استخدام القنابل النووية ضد غزة، الهزيمة الحقيقية لكيان الاحتلال أمام المقاومة.
وفي لبنان أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن ” تصريح الوزير الصهيوني يعكس العقلية الصهيونية الحقيقية، هم مجرمون وهذه عصابة تديرها الولايات المتحدة الأمريكية، هو يقول ما يفكرون فيه في مجالسهم الحربية وفي جيشهم”.
وتابع قائلًا: “اليوم عندما نسمع هذا الكلام الصهيوني ويسمعه العالم، عليه أن يدرك ونحن منذ زمن ندرك هذا الأمر، أننا أمام عقلية إجرامية، أمام قتلة، وهؤلاء يجب أن يحاسبوا ويوضعوا عند حدهم، وهذه بالدرجة الاولى مسؤولية الإدارة الأمريكية، هي التي تتحمل اليوم المسؤولية، هي مسؤولة عن كل نقطة دم في غزة”.
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالتصريحات ووصفتها بأنها “عنصرية وهمجية”، واعتبرتها إعلاناً صريحاً لما تقوم به “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني “وتحديداً المذابح التي ترتكب يومياً ضد المدنيين في قطاع غزة”.
من جانبه، دعا المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، المحكمة الجنائية الدولية إلى إدراج دعوة قصف القطاع بـ”قنبلة نووية”، كدليل على جرائم العدوان الصهيوامريكي.
وقال معروف، في بيان له: “نطالب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان بإدراج هذا التصريح الوقح الفج كأحد الأدلة على إقرار المحتل بارتكاب الجرائم والتحريض عليها”.
وأضاف: “نتمنى أن نرى جهدا عمليا ملموسا من المنظومة القانونية الدولية ينتهي برؤية هؤلاء القتلة في أقفاص الاتهام لينالوا القصاص العادل على جرائمهم المروعة”.
أما المتحدث باسم حركة “حماس” حازم قاسم فأكد أن هذه التصريحات تعكس “الارهاب غير المسبوق الذي يمارسه الكيان الصهيوني ورموزه ضد شعبنا الفلسطيني، وتشكل خطراً على كل المنطقة والعالم”.
وفي سوريا قال مصدرٌ رسمي في وزارة الخارجية إنّ تصريحات “أحد إرهابيي حكومة الكيان الغاصب، بضرب أبناء غزة بالسلاح الذّري، هو دليل جديد على إرهاب الدولة الذي يمارسه هذا الكيان، وعنصريته الوحشية المتطرفة”.. مُشيراً إلى أنّ التصريحات تأتي في ظل المجازر وحرب الإبادة التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف المصدر: إنّ هذه التصريحات تؤكّد على ما دأبت “إسرائيل” على إخفائه حول “حقيقة امتلاكها لهذا السلاح خارج أنظمة الرقابة الدولية”.. لافتاً إلى الدعم الذي يتلقاه كيان العدو من حلفائه في الإدارة الأميركية والغرب الاستعماري، وأنّ الأمر “يشكل تهديداً جدياً للأمن والاستقرار وحياة شعوب المنطقة”.
كما أعربت دولة الكويت عن إدانتها الشديدة لتصريحات وزراء العدو الصهيوني التي يدعو خلالها إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان لها: إن هذه التصريحات تدل بما لا يدع مجالا للشك أن العدو الصهیونی وعدوانه على الشعب الفلسطيني والمدنيين قد تمادى إلى مرحلة خطيرة وغطرسته وصلت إلى درجة من الوحشية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية.
وجددت مناشدة دولة الكويت للمجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إيقاف جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني .
ولم يكن إلياهو أول مسؤول صهيوني يدعو إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل في غزة، حيث دعا عضو الكنيست السابق، موشيه فيجلين، على حسابه بمنصة “إكس” إلى ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي .
وفي 11 أكتوبر الماضي، دعت عضو الكنيست، تالي جوتليف، الجيش الصهيوني إلى “استخدام السلاح النووي” في غزة، ردا على هجوم حماس.
ودعت جوتليف إلى “الانتقام العنيف” وكتبت: “صاروخ أريحا! صاروخ أريحا! إنذار استراتيجي. . قبل التفكير في إدخال القوات.. سلاح يوم القيامة! هذا رأيي”.
وصاروخ أريحا هو صاروخ عابر للقارات وقادر على حمل رؤوس نووية ويصل مداه إلى أكثر من 6500 كيلومتر.