دول أمريكا اللاتينية تقاطع الكيان الصهيوني.. ودول التطبيع تشاركه جرائمه في فلسطين
السياسية – وكالات :
في الوقت الذي تقوم مجموعة دول غير مسلمة وغير عربية بقطع علاقاتها مع كيان العدو الصهيوني ولا تفعل ذلك دول التطبيع العربية والمسلمة فنحن بالتأكيد أمام شكل من أشكال الشراكة في جرائم العدوان الصهيوأمريكي على الشعب الفلسطيني والرضا به.
ففي عز الجرائم الصهيونية الأمريكية على غزة وفلسطين، وفي الوقت الذي تفاوتت فيه ردود الأفعال الإقليمية والدولية تجاه هذه الجرائم بين جهود دبلوماسية وإغاثية، وصولا إلى استدعاء السفير وقطع العلاقات، وهي الخطوة التي توقع البعض أن تقدم عليها دول التطبيع العربية، إلا أنها جاءت من دول بأمريكا اللاتينية لاسيما بوليفيا وكولومبيا وتشيلي.
وبالتزامن مع هذا الوضع المخل بالشرف لأنظمة التطبيع العربية، كانت بوليفيا من أولى الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع كيان العدو الصهيوني، فيما استدعت كل من كولومبيا وتشيلي سفرائها لدى الكيان الغاصب احتجاجا على هجومه المتواصل على غزة، الذي أدى إلى استشهاد آلاف الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
وندّدت هذه الدول بالهجمات الصهيونية على قطاع غزة، وأدانت مقتل المواطنين الفلسطينيين؛ وبهذا تتخذ هذه الدول الأمريكية اللاتينية مواقف عملية من الهجوم الصهيوني واسع النطاق على قطاع غزة في الوقت الذي عجزت فيه حكومات التطبيع، عن تفعيل أدنى خطوات الدعم بسحب سفرائها وقطع جميع علاقاتها مع العدو الصهيوني.
وفي أبرز تطور سياسي في سياق التضامن والتنديد بحرب الإبادة الصهيونية المتواصلة ضد أبناء قطاع غزة، قررت حكومة جمهورية بوليفيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع كيان العدو الصهيوني.
وجاء قطع بوليفيا علاقاتها مع كيان العدو، بعد أمهل رئيس البلاد لويس آرسي سلطات الكيان مهلة لوقف عدوانها، وقدّم إدانة شديدة لعمليات القصف الوحشية التي يشنها الاحتلال، ضد المدنيين في قطاع غزة.
وقال نائب وزير الخارجية البوليفي فريدي ماماني في مؤتمر صحفي: إن الحكومة “قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني رفضاً وإدانة للهجوم العدواني وغير المتكافئ الذي يُشن في قطاع غزة.
خطوة بوليفيا، حذت حذوها تشيلي حيث أعلنت وزارة خارجيتها في بيان لها، إدانتها الجرائم الصهيونية في قطاع غزة، وقالت: إنها استدعت سفيرها للتشاور، معللة ذلك بالانتهاك غير المقبول للحقوق الإنسانية الدولية التي يرتكبها العدو الصهيوني.
وجاء في بيان الوزارة: “إنه على خلفية الانتهاك غير المقبول للحقوق الإنسانية الدولية الذي يرتكبه الكيان الصهيوني في قطاع غزة، استدعت الحكومة التشيلية سفير تشيلي لدى تل أبيب خورخي كارفاخال للتشاور.
وتابع البيان: “تشيلي تراقب بقلق العملية العسكرية الصهيونية، والتي تشبه في هذه المرحلة معاقبة السكان المدنيين الفلسطينيين العزل، إن أفعال كيان الاحتلال في غزة لا تحترم القواعد الأساسية للقانون الدولي وترتكب جرائم حرب كما يتضح من سقوط أكثر من تسعة آلاف ضحية، معظمهم من النساء والأطفال”.
وفي بوغوتا، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، في منشور له على موقع “أكس”، استدعاء سفير بلاده لدى كيان العدو الصهيوني، بسبب عدوانه في غزة.. واصفا الهجمات الصهيونية بأنها “مذبحة للشعب الفلسطيني”.
وقال بيترو: “قررت استدعاء سفيرنا لدى “إسرائيل”.. وإذا لم توقف المذبحة التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني فلن نتمكن من البقاء هناك”.
وشبه الرئيس الكولومبي، حرب الكيان الصهيوني المتواصلة على قطاع غزة “باضطهاد النازيين لليهود خلال الحرب العالمية الثانية” .
وقامت كولومبيا، بطرد سفير الكيان الصهيوني لديها من العاصمة بوغوتا يوم 16 أكتوبر المنصرم، فيما أعلنت قطع علاقاتها كاملة وسحب سفيرها من “تل أبيب” حتى وقف العدوان على القطاع.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفنزويلية الجرائم الصهيونية في قطاع غزة، ودعت إلى وقف إطلاق النار في القطاع فورا.
كما انضمّت البيرو إلى جيرانها، وأدانت المجازر الصهيونية التي يعرض لها الفلسطينيين بقطاع غزة، وأعربت عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في المنطقة.
كما دعت دول أخرى في أمريكا اللاتينية، مثل المكسيك والبرازيل، في الآونة الأخيرة إلى وقف إطلاق النار.. وقال الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا: “ما يحدث الآن هو جنون من رئيس وزراء سلطة الكيان التي تريد محو قطاع غزة”.
في مقابل كل هذا، لم يصدر إلى حد اليوم أيّ موقف دبلوماسي باستدعاء السفراء أو قطع العلاقات من الدول المطبّعة مع الكيان الصهيوني، وهي على التوالي مصر والإمارات والمغرب والسودان في حين أن قرار الأردن والبحرين استدعاء سفيريهما لدى الكيان الصهيوني قرار قد تأخر كثيراً ولا قيمة له الآن،
لأنه مجرد مسح عتب لا أكثر ولا أقل.
فانحياز دول أمريكا اللاتينية بحكوماتها ونخبها السياسية والاعلامية وتنديدها بالجرائم الصهيوأمريكية جعلها حسب قراراتها الأخيرة أقرب إلى الفلسطينيين من أنظمة التطبيع العربية فما يجري من هذه الأنظمة قد تجاوز التخاذل إلى الشراكة في الجريمة، الشراكة الحقيقية في نزيف الدم الفلسطيني.