متى سينقذ قادة العرب والمسلمون غزة؟
السياسية:
بشدة، قالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن المجرمين الصهاينة لا يفرقون بين أحد ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويرتكبون أبشع المجازر.
وحسب ما ذكرته وسائل إعلام، دعا إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” في بيان له، إلى موقف سريع وحاسم من الدول العربية والإسلامية الداعمة لقطاع غزة، وقال هنية في هذا الصدد: إن الغرب بمواقفه الداعمة لحرب كيان “إسرائيل” على غزة والإبادة الجماعية، ترك سجل الإنسانية، لقد بنى الغرب بينه وبين الشعوب العربية والإسلامية جداراً لن ينهار أبداً.
حول هجمات الكيان الصهيوني على قطاع غزة أشار هنية “هؤلاء المجرمون لا يفرقون بين أحد، يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويرتكبون أفظع مجزرة”، وتساءل رئيس المكتب السياسي لحماس: “يا قادة الدول العربية والإسلامية، كم تحتاجون من الدماء والقتل حتى تغضبوا أخيرا وتتخذوا موقفا تاريخيا؟”، وأضاف هنية عن استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة: “المقاومون سيطاردونهم وستدمر معاقلهم ولن ينعموا بالأمن مهما طال الزمن”.
وبعد تنفيذ حركة “حماس” عملية “عاصفة الأقصى” ضد الكيان الإرهابي الصهيوني في الـ 7 من تشرين الأول، والتي أسفرت عن قتل ما لا يقل عن 1500 صهيوني وإصابة نحو 5000 منهم، أمر مجلس وزراء الاحتلال قوته ببدء هجمات واسعة النطاق على قطاع غزة.
وحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ عدد ضحايا العدوان الصهيوني الشامل على الشعب في قطاع غزة والضفة الغربية أكثر من 5 آلاف شهيد ونحو 15 ألف جريح.
وإنّ التصاعد الحالي للاعتداءات الإجرامية من قبل كيان “إسرائيل” على الفلسطينيين في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة المحررة، يكشف عدم فهم الصهاينة لعقلية الفلسطينيين، حتى بعد مرور سنوات طويلة من الاحتلال والمجازر الوحشية. يظهر هذا العدوان بوضوح كبير نضال ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال العسكري العنصري لـ كيان “إسرائيل”، وهو يتضمن انتهاكات وجرائم كبرى ضد الفلسطينيين ويكشف عن طبيعة السياسات الاستعمارية والقمعية التي تمارسها كيان “إسرائيل”، يعد هذا دليلاً واضحًا على التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في التعامل مع العنصرية والانتهاكات المتكررة من قبل تل أبيب.
ويجب على العرب والمسلمين والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم والعمل على معاقبة ومساءلة كيان “إسرائيل” بناءً على القوانين والاتفاقيات الدولية، وينبغي التأكيد على احترام القوانين الدولية وحقوق الإنسان في مواجهة هذه الجرائم المتكررة والانتهاكات.
من المهم جدًا التذكير بالالتزامات القانونية للدول والمساعدة في وقف هذه الانتهاكات والمعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني، إن هذا الإجراء ضروري لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة. الاعتداءات الصهيونية العنيفة تنبع من دوافع واضحة لقمع الفلسطينيين ومحاولة السيطرة الكاملة عليهم.
من الصعب تجاهل الجرائم والانتهاكات المستمرة التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين، وهو ما يعكس مدى التحديات الكبيرة التي يواجهها الفلسطينيون وسكان المنطقة في ظل الاحتلال.
ولا شك أن العدوانية الصهيونية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تعتبر “جرائم بحد ذاتها”، ويجب أن تواجه بشدة وفقًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وينبغي على المجتمع الدولي القيام بدوره في التصدي لهذه الانتهاكات والتعبير بوضوح عن رفضه للسياسات العنصرية والقمعية التي تنتهجها كيان “إسرائيل”، ويجب التأكيد على حق الفلسطينيين في العيش بكرامة وحرية في أرضهم. الكيان الصهيوني يعترف بنواياه في التوسع والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم، وهذا يعكس عدم احترامه للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني. وتنكشف هذه النوايا في جرائم السلطات الصهيونية في غزة، وهي تستمر في انتهاكاتها ضد فلسطين وشعبها.
ويظهر التاريخ أن ما يقرب من 7 ملايين يهودي و7 ملايين فلسطيني يعيشون في المنطقة نفسها تحت نظام يميز بينهم بشكل كبير ولا يمنحهم حقوقًا متساوية، هذا يشير إلى عدم وجود معيار واحد يتمتع به الفلسطيني واليهودي على قدم المساواة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومؤخرًا، كشفت “إسرائيل” عن ساديتها وعنصريتها بشكل واضح من خلال الجرائم والاعتداءات التي قامت بها ضد الأبرياء في غزة، وتتصاعد هذه الجرائم الممنهجة بشكل خطير في ظل التوتر المتزايد في المنطقة، ما يزيد من احتمالية اندلاع حرب متعددة.
حل حرب غزة هو وحدة الدول العربية
عبارة جاءت على لسان تونس التي شدّدت على أنّ الحل في حرب غزة يكمن فقط في وحدة الدول العربية، وشدد وزير الخارجية التونسي على أن حل حرب غزة يكمن في وحدة وسلامة جميع الدول العربية.
وحسب وكالات أنباء، دعا وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، رغم تأكيده على أن حل حرب غزة هو وحدة وسلامة جميع الدول العربية، إلى تنسيق أكبر للمواقف، وأضاف إن هذه الحرب على كل المستويات هي حرب ذهنية وإعلامية، وحرب غزة كشفت كل النوايا.
من ناحية ثانية، أكد نبيل عمار أن موقف تونس مؤيد لمواقف كل الدول العربية، وتابع: “الأمن القومي لمصر والأردن مهم بالنسبة لنا، ومكانة تونس على الساحة الدولية تساعد في هذا الأمر. وأضاف: “لا نتدخل في تعميق الخلافات بين الحكومات” وبينما أكد على استعادة الحقوق الفلسطينية كاملة، انتقد وزير الخارجية التونسي بعض المواقف التي تتحدث عن الشرعية الدولية، وقال: “إن المبادئ الدولية التي نشهدها هي القوة والغطرسة والبلطجة”.
وفي السابع من أكتوبر من العام الجاري، بدأت حركة حماس عملية اقتحام الأقصى بإطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة وعملية خاصة شملت مهاجمة عدة بلدات في قطاع غزة نتيجة الجرائم الصهيونية، ثم اندلعت مواجهات في شوارع هذا القطاع. المنطقة الفاصلة بين المقاتلين الفلسطينيين وقوات الكيان الصهيوني، وشن مقاتلو هذا الجيش هجمات جوية مكثفة على قطاع غزة، أدت حتى اليوم إلى الكثير المجازر وعمليات الإبادة والتدمير والتهجير.
الخلاصة، لا بدّ من تدخل لوقف الهجمات الصهيونية الدموية، في وقت يحذر مراقبون من احتمالية وقوع “حرب شاملة” و”انتفاضة عارمة” تهدف إلى ردع العدوان الإسرائيلي الهمجي، ونتيجة للاستمرار في الحسابات الخاطئة التي تقوم بها “إسرائيل”، فإن نتائج سياستها الصهيونية قد تظهر في أي لحظة، وتتضمن هذه السياسة جرائم القتل الجماعي والتهجير الكبير، وطرد الأهالي من منازلهم ومصادر رزقهم، إضافة إلى اعتداءات على المقدسات وعمليات الضم، ويبدو أن الشعب يرى أن العقلية الإجرامية والإرهابية للمحتل الصهيوني لا تزال كما هي، ما يشير إلى أن خيارات المقاومة بجميع أشكالها أصبحت متوجهة نحو التحرير أكثر مما يتصوره الأعداء.
ونتيجة للأحداث الراهنة والوقائع الميدانية، يبدو أننا نقترب بسرعة من “الانفجار الكبير” الذي سينتج عن عنصرية الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، ويعتقد العديد من المحللين أن محاولة ردع هجمات العدو الإبادية والتصاعد المستمر لهذه الهجمات هي الوسيلة الوحيدة للتغلب على استبدادهم وحماية فلسطين وشعبها. ومن الممكن أن تشهد الأيام القادمة تصاعدًا في الأحداث وزيادة كبيرة في التصعيد لما يمكن أن يصل إلى حرب إقليميّة.
* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر