قنابل أمريكية تتساقط على سكان غزة ومجازر صهيونية لا مثيل لها
السياسية // عبد العزيز الحزي
منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة وحتى اليوم، تتصاعد اعتداءات وجرائم العدو الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين، بمجازر لا مثيل لها في بقعة على وجه الأرض.
فقد شهد العالم ويشهد مجازر وحشية لا نظير لها، قصفا بالقنابل الفسفورية الأمريكية الصنع وآلات الحرب لآلاف المنازل والمرافق والمستشفيات والمساجد والكنائس وتدميرها على رؤوس قاطنيها.
وفي اليوم الـ 17 للعدوان، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي الصهيوني على قطاع غزة، إلى ما يزيد عن 4500 شهيداً، وإصابة عشرات الآلاف في صفوف المدنيين، إلى جانب تدمير بالممتلكات العامة والخاصة، والبنية التحتية.
وأفادت وزارة الصحة بغزة، بارتقاء ما يزيد عن 400 شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء من جراء تنفيذ العدو ما يزيد عن 25 مجزرة منذ يوم أمس الأحد.
ومنذ بدء العدوان في اليوم السابع من أكتوبر وحتى اليوم تشهد مناطق مختلفة من قطاع غزة موجات من الغارات الجوية الكثيفة على الأحياء السكنية ما يسفر عن وقوع مزيد من الشهداء والجرحى والدمار.
وتواصل قوات العدو الصهيوني تنفيذ محرقتها الواسعة في القطاع دون محرمات، فتستبيح كل شيء، وتقصف طواقم الدفاع المدني والإسعاف وتدمر المنازل والأحياء السكنية على رؤوس قاطنيها في العديد من المناطق.
وتأتي هذه المجازر الصهيونية بحق المدنيين في غزة في ظل مساندة أمريكية وغربية وتخاذل عربي للعدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني لتمنح كيان العدو الصهيوني الحصانة والإفلات من العقاب مستفيدة من ازدواجية المعايير الغربية التي توفر الغطاء للكيان الغاصب.
ودعما لكيان العدو الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة أيضا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أعضاء في حماس وممولين للحركة.
وتستهدف العقوبات الجديدة شخصيات متواجدة في غزة وغيرها بما في ذلك السودان وتركيا والجزائر وقطر، وفق ما أفادت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان لها.
وفي اليوم الـ12 للعدوان، وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اراضي 48 المحتلة في زيارة تضامن مع كيان العدو الصهيوني.
وخلال الزيارة وفي تصريحاته الصحفية حاول الرئيس الأمريكي جو بايدن فاشلا أن يدافع عن كيان العدو الصهيوني ويبرر جرائمه بأنها دفاع عن النفس ويحمل المسؤولية لحماس.
وجاء ذلك في الوقت الذي قصف العدو الصهيوني المستشفى المعمداني في غزة وأدى لاستشهاد مئات الفلسطينيين في جريمة مروعة وصادمة تورط بها كيان العدو.
وزعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن تعليقه بأن “الفريق الآخر”، وليس “إسرائيل”، هو المسؤول عن الانفجار الذي وقع في مستشفى المعمداني بغزة، يستند إلى بيانات عرضتها عليه وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي ظل زيارة بايدن الداعمة لكيان العدو الصهيوني أيضا أطلاق كيان العدو تحذيرات لسكان مدينة غزة بالتحرك جنوباً، وذلك فيما يبدو للبدء في خطة يسعى لها كيان العدو لتهجير الفلسطينيين من غزة الى سيناء.
وتعود جذور خطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم في غزة إلى الفترة التي تلت نكبة 1948، في ذلك الوقت، رأى القادة الصهاينة أن وجود الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية يشكل تهديداً لطابع كيان العدو.
ووفقاً لتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، بعد احتلال كيان العدو قطاع غزة في 1967، شجَّعت سلطات العدو الهجرة القسرية للفلسطينيين بإجبار المسافرين من غزة على ترك بطاقات الهوية وتوقيع وثائق تفيد بأنهم مغادرون بمحض إرادتهم وأن عودتهم مشروطة بالحصول على تصريح من السلطة العسكرية.
ومن التحذيرات التي أطلقها العدو “توطين الفلسطينيين في سيناء مقابل حذف ديون مصر الخارجية… فكِّروا فيها”، “معبر رفح لا يزال مفتوحاً… وأنصح أي شخص يمكنه الخروج بالقيام بذلك”، “أطالب بضرورة مغادرة سكان القطاع”.. كل هذه التصريحات وأكثر التي أدلى بها المسؤولون الصهاينة، سبَّبت حالة من الجدل عربياً وعالمياً، لأنها فجَّرت قضية تعود للخمسينيات؛ وهي تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
وفي ظل الحماية والدعم الأمريكي الغربي على كافة الصعد السياسية والاقتصادية العسكرية يتنصل كيان العدو دائما من المسؤولية عن جرائمه الوحشية ومجازره المعتادة التي تطال المدنيين الفلسطينيين تحت مرأى ومسمع العالم أجمع.