السياسية:

نفذت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عملية عسكرية مباغته ومفاجئة ضد كيان العدو الصهيوني، وأطلقت خلالها آلاف الصواريخ واقتحم مقاتلوها العديد من المستوطنات الصهيونية داخل الكيان الغاصب.

وأطلقت “حماس” عمليتها الواسعة والمنسقة على كيان العدو فجر السبت الماضي السابع من أكتوبر انطلاقا من قطاع غزة، وأعلنت عن العملية “كتائب عز الدين القسام” الجناح المسلح للحركة بإطلاق أكثر من 5000 صاروخ.

وقد كشفت عملية “طوفان الأقصى” عن عدم استعداد المخابرات الصهيونية لعمليات بهذا الحجم وأعتبر الكثير من الخبراء العملية بأنها غير مسبوقة لسببين، حجمها وتنظيمها.

ومنذ حرب السادس من أكتوبر 1973 التي خاضها كيان العدو الصهيوني ضد مصر وسوريا، لم يعرف الكيان الغاصب عملية مماثلة مع غزو حقيقي لأراضي 48 المحتلة حيث دخلت قوات كوماندوس تابعة لحماس إلى عمق تلك الأراضي مع تخطيط عسكري وقوات خاصة قتالية ومدربة وتمتلك وسائل تكتيكية حديثة ودخلت في معارك في عدة مستوطنات صهيونية في وقت واحد.

كما تم استخدام عربات رباعية الدفع على متن كل واحدة منها ثمانية مقاتلين من حماس داهموا شوارع مدن وبلدات في داخل الأراضي المحتلة ونكلوا بقوات العدو وأسروا صهاينة.

ويؤكد الخبراء أن علمية “طوفان الأقصى” المباغتة والواسعة والمنسقة تدل على مستوى التنظيم الاستخباراتي داخل حماس وأنه يمثل فشلا ذريعا لاستخبارات العدو الصهيوني وأنه يمكن وصفها بالتاريخية ويمكن مقارنتها دون مبالغة مع ما حدث في سنة 1973.

وكشفت عملية “طوفان الأقصى عن وهن الكيان الغاصب الذي طالما تغنى بقدراته العسكرية والاستخباراتية وعن ومدى ضعفه اليوم وضعف استخباراته وقواته العسكرية وجيشه فهو أقل استعدادا لمواجهة المقاومة التي كشفت مدى انهيار قدرات العدو ومخابراته وقواته الخاصة وحتى جيشه الذي أصيب بحالة دهشة وانهيار وارتباك.

ويرى الخبراء أن نجاح عملية “حماس” يعود إلى عامل المفاجأة ولكن أيضا إلى التنسيق العسكري إذ إن العملية شملت الأرض والبحر والجو وما من شك أن ذلك مثل مفاجأة للعدو الصهيوني وللعالم.

كيان العدو الصهيوني الذي يباهي بأنه يمتلك تكنولوجيا متطورة وقادرة على استباق التهديدات وتحييدها لكن ما حدث اليوم يثبت وجود مشكلة استباق وفشل محتمل في تحليل المخاطر فقد منيت مخابرات العدو بانتكاسة وفشل ذريع .

واختارت حماس توقيت مناسب لعملية “طوفان الأقصى” التي جاءت في مرحلة دقيقة إذ يواجه كيان العدو أزمة سياسية غير مسبوقة مع استقطاب حاد وانقسام اجتماعي كبير ومظاهرات أسبوعية ويعاني من هشاشة الوضع الداخلي.

كما اختارت حماس التوقيت للعملية بعد يوم واحد من مرور 50 عاما على حرب أكتوبر 1973 والتي مثلت عامل مفاجأة ورغبة حماس الواضحة في استغلال هذا العامل على المستوى الرمزي والاتصالي مع إرادة في الضرب بقوة وبسرعة تحت وقع الصدمة والدهشة.

وتأتي العملية في وقت ترعى الولايات المتحدة الأمريكية مسار التطبيع بين السعودية وكيان العدو الصهيوني وبالتالي دمج الكيان الغاصب في المنطقة وبناء نظام إقليمي جديد وبحسب الخبراء فإنه في مواجهة تلك المحددات كان لدى الفلسطينيين خيارات محدودة لمنع تصفية قضيتهم وحسم الصراع لصالح كيان العدو والتصدي لمسار دمج الكيان الغاصب في المنطقة، فكان الخيار الأكثر فاعلية هو المقاومة والتي صممت شكل المعركة الحالية كي تعطل مسارات تصفية القضية الفلسطينية.