السياسية:

بينما تزايدت وتيرة العملية الدبلوماسية بين أنصار الله وتحالف العدوان السعودي في الأسابيع الأخيرة، ربما ينهيان الحرب الدامية بعد 9 سنوات، لكن في هذه الأثناء، كما هو الحال دائما، لا ينظر اليمنيون إلى طاولة المفاوضات فقط وإنما يصبون نصف نظرهم على خيارات أخرى لتحقيق أهدافهم.

وفي هذا الصدد، أقامت القوات المسلحة اليمنية، الخميس (21 سبتمبر)، أحد أكبر العروض العسكرية التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر، وفي هذا العرض الذي تم تنفيذه وفق روتين السنوات الماضية، تم الكشف عن ترسانة الأسلحة الاستراتيجية والجديدة التي تم توفيرها للقوات المسلحة مؤخراً، وفي هذا العرض، ولأول مرة منذ بداية حرب التحالف السعودي على اليمن، حلقت مقاتلات من الجيش اليمني، ويعد الكشف عن 54 مركبة مدرعة من طراز “هاني” محلية الصنع، وجميع أنواع الزوارق والصواريخ والألغام، والتي يتم الكشف عن بعضها لأول مرة، من بين النقاط البارزة في هذا العرض الأخير.

القوة البحرية وسلاح الجو والدفاع الجوي

واستعرضت القوات المسلحة اليمنية نماذج من الأسلحة الخاصة بالقوة البحرية من زوارق وصواريخ وألغام وبعضها يكشف عنه للمرة الأولى، وأزيح الستار عن صاروخ “سجيل” البحري، وهو صاروخ كروز مجنح مداه 180 كم ويعمل بالوقود الصلب، ويتميز بدقة الإصابة برأس حربي يزن 100 كغ، ويمكنه ضرب أي هدف في البحر الأحمر، كما تم الكشف عن زورق “نذير” محلي الصنع، وهو زورق قتالي له قدرة على المناورة ويحمل أسلحة متوسطة ودفاعاً جوياً، وزورق “نذير” له مهام قتالية متعددة منها اعتراض الأهداف البحرية المتحركة واقتحام السفن والإغارة على الجزر، كما استعرضت عددًا من الزوارق البحرية من نوع عاصف 1، وعاصف 3، وعاصف 2، وزورق ملاح وزوارق طوفان بأجيالها الثلاثة، كذلك ألغاما بحرية محلية الصنع من نوع (ثاقب، كرار، مجاهد1، مجاهد2، أويس، مسجور1، مسجور2، عاصف)، كما تم عرض صواريخ بحرية من أجيال (روبيج، فالق، مندب1، مندب2، عاصف، صياد).

وفي مجال سلاح الجو والدفاع الجوي، استعرضت القوات المسلحة اليمنية عددًا من منظومات الكشف والتعقب التابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي، وكشف الدفاع الجوي عن صاروخ برق 2 للدفاع الجوي بمدى 70 كم وارتفاع 20 كم، ويمتلك رأسًا حربيًا متشظيًا شديد الانفجار، ويستخدم للتصدي للأهداف القريبة والمتوسطة والاستطلاعية المسلحة وغير المسلحة والحربية، ويمتلك قدرة عالية على المناورة تمكنه من الملاحقة والاستهداف للطائرات الحربية بكل سهولة، وتم الكشف عن صاروخ صقر2 للدفاع الجوي بمدى 150 كم وارتفاع 35 ألف قدم، ويمتلك رأسًا شديد الانفجار، ودخل الخدمة بعد تجارب عدة أجريت عليه بحيث يواكب تحديات المرحلة.

ويمتلك الصاروخ الجديد تقنية متطورة في مواجهة التشويش والحرب الالكترونية، ويستخدم في التصدي لكل أنواع الطائرات الاستطلاعية وصواريخ كروز، وتم استعراض نماذج من طائرات سلاح الجو المسير الاستطلاعية والقتالية، منها رجوم – راصد – قاصف 2K – شهاب – مرصاد 2 – خاطف 2 – رقيب – وعيد 1 – وعيد 2 – صماد 1- صماد 2 – صماد 3، وأزاحت القوة الجوية الستار عن طائرة وعيد 2 المسيرة الهجومية، بمدى 2000 كم ورأس حربي خارق ومتشظي، تقلع من منصة أرضية ثابتة، وعرض “رادار نبأ” الذي يوجه الصواريخ بمختلف أنواعها ويمتلك أحدث أنظمة التغلب على التشويش ويعمل لساعات متواصلة، كما عرضت رادارات بي 35، بي 16، بي 19 التابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي.

وكشفت القوات المسلحة عن رادار “شفق” ومنظومة “أفق”، وهي منظومة تكتيكية تتميز بالدقة في تحديد الأهداف وتعقبها لمسافة تصل إلى 90 كم وارتفاع يتجاوز 35 ألف قدم، وتم الكشف عن صاروخ “معراج” وهو صاروخ دفاع جوي جديد، كذلك صواريخ برق1 للدفاع الجوي، بمدى 50 كم وارتفاع 15 كم ويمتلك رأسًا حربيًا متشظيًا شديد الانفجار، ويمتلك تقنيات عالية ومتطورة تمكنه من ملاحقة الأهداف وضربها بسهولة.

وعرضت القوة الصاروخية للقوات المسلحة اليمنية نماذج من صواريخ كاشفة عن بعضها للمرة الأولى، وأزاحت القوات المسلحة للمرة الأولى عن صواريخ “بدر “4، “قدس “4، صاروخ “عقيل”، صاروخ “طوفان”، صاروخ “ميون”، صاروخ “تنكيل”، صاروخ “مطيع”، صاروخ “قدس Z-0” واستعرضت صواريخ سعير والبحر الأحمر وكرار وقاهر وقاهر 2M وصاروخ محيط، وصواريخ قدس 1، قدس 2، قدس 3 المجنحة، وحاطم، بركان، فلق، ذوالفقار، وصواريخ توشكا، “زلزال”3، “قاصم”، “بدر”، “بدر”1، “بدر”2، “بدر3”.

الأمل في السلام مع ترسانة قوية

وأقيم العرض العسكري لأنصار الله بينما بدأت جولة جديدة من المفاوضات بين صنعاء والمملكة العربية السعودية في الأيام الأخيرة، وتحظى هذه المحادثات، التي تعقد لأول مرة في الرياض، بمتابعة جدية، وكما يتبين من المظاهر، فقد تزايدت الآمال بوقف الصراعات، وأكد عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله، حزام الأسد، أن محادثات السلام مع السعودية هي الجولة الأخيرة التي ستعقد في الرياض، وأعلن أن هذه المحادثات تسير في أجواء إيجابية، وحسب وفد صنعاء، فإن في هذه الجولة من المفاوضات دارت حول مناقشة الحالة الإنسانية، ودفع رواتب الموظفين الحكوميين، وإعادة فتح موانئ ومطار صنعاء، وتثبيت وقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة في اليمن.

كما قيم المسؤولون السعوديون عملية المحادثات بشكل إيجابي، وزعمت وزارة الدفاع السعودية أنه في هذه الاجتماعات إصرار الرياض الدائم على تشجيع الأطراف اليمنية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق حل سياسي شامل ومستقر تحت إشراف الأمم المتحدة ولفتت إلى أن اليمن تتقدم نحو التقدم والتنمية في ظل الاستقرار السياسي والأمني، وقد عاد وفد أنصار الله إلى صنعاء وسيتم نقل نتائج هذه الاجتماعات إلى القادة اليمنيين للتشاور للوصول إلى نتيجة كاملة ضد التحالف السعودي.

ورغم إعلان السعودية استعدادها لإنهاء الصراعات في اليمن، يبدو أن السعوديين لم يوافقوا على كل شروط صنعاء، ومن القضايا المتنازع عليها دفع التعويضات وإعادة إعمار اليمن الذي دمره التحالف السعودي، والذي لم تقبل الرياض وأبو ظبي حتى الآن تحمل أعباء هذه الخسائر، وفي السنوات التسع الماضية، دمر التحالف السعودي العديد من البنى التحتية في اليمن، والتي تحتاج إلى عشرات المليارات من الدولارات لإعادة بنائها، وهو ما لا تستطيع صنعاء تحمله حتى لو توقفت الحرب، وحسب قادة أنصار الله، فإن السعودية تعتزم تقديم نفسها كوسيط في الحرب في اليمن، في حين أن هذا البلد هو المذنب الرئيسي في الأزمة ويجب أن يحاسب على جرائمه ضد الشعب اليمني.

وكانت حكومة صنعاء أعلنت مراراً أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار حتى استيفاء كل حقوق اليمنيين، وإذا استمر المعتدون في الاحتلال فسوف تلجأ إلى القوة لطردهم، لقد أصبح لليمنيين اليد العليا في التطورات الميدانية، وإذا فشل الجانب السعودي، فيمكنهم استخدام قوتهم العسكرية لمعاقبة الأعداء مرة أخرى، ومؤخراً، حذر مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، ومسؤولون يمنيون آخرون، بالتزامن مع سفر وفد أنصار الله إلى الرياض، من أن هذه هي الفرصة الأخيرة للتحالف السعودي لإنهاء الحرب، وإلا فسوف يستأنفون جولتهم الجديدة من الهجمات بقوة أكبر من ذي قبل.

وخلال العرض العسكري، قال محمد العاطفي، وزير الدفاع اليمني: “نكرر تحذيراتنا للقوات الأجنبية بأننا لن نقبل وجودهم في أراضينا، وعليهم مغادرة أراضي اليمن في أقرب وقت ممكن وإلا سنوجه نار غضبنا عليهم”، كما أعلن في بيان أنصار الله يوم العرض: “شعبنا يرى أن السلام لم ولن يتحقق إلا بفرض معادلات عسكرية رادعة تجبر العدو على الاستسلام لكل المطالب المشروعة والعادلة”، ولذلك فإن إجراء مناورة عسكرية أخيرة مع الكشف عن كل الأسلحة الاستراتيجية يظهر أن صنعاء تعتمد على قوتها العسكرية بالتزامن مع عملية السلام، من أجل استعادة حقوق اليمنيين الضائعة من أيدي الأعداء بالقوة إذا فشلت محادثات السلام، ولذلك فإن هذا العرض هو بمثابة دعم للوفد السياسي لمنحهم الثقة للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع السعوديين دون أي قلق، لأن الشعب والمقاومة يدعمونهم بشكل كامل.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر