انطلاق مناورِات الشهيد “دارا” في جزيرة “أبو موسى” الإيرانية
استعراض القبضة الحديدية للحرس الثوري الإيراني في الدفاع عن الجزر الإيرانية
السياسية:
أطلقت بحرية “الحرس الثوري” الإيراني، الأربعاء الماضي، مناورات جديدة في الخليج الفارسي مع الكشف عن صاروخين جديدين فيها.
ووفق وكالة “إرنا” الحكومية، فإن المناورات انطلقت في جزيرة أبو موسى التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية، وأطلق على هذه المناورات اسم “العميد الشهيد إسحاق دارا” بهدف “إظهار الاقتدار والاستعدادات الدفاعية القتالية للقوة البحرية للحرس الثوري في حماية أمن الخليج الفارسي والجزر الإيرانية، وشارك في إطلاق المناورات القائد العام للحرس حسين سلامي وقائد سلاحه البحري علي رضا تنغسيري ومسؤولين إيرانيين آخرين.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية، بأن مناورات “اقتدار الحرس” تهدف إلى الدفاع عن “الجزر الإيرانية” في الخليج الفارسي وأمن هذه المنطقة المائية.
وحسب إعلان “الحرس الثوري”، فإن قواته البحرية ستجري تمرينات قتالية مختلفة بالسفن والمسيرات والصواريخ جوا وبحرا بمساندة السلاح الجوي للحرس.
كما أعلن التلفزيون الإيراني أن البحرية الإيرانية أزاحت الستار عن صاروخي “غدير” و”فتح” الباليستيين المزودين بالذكاء الاصطناعي خلال المناورات.
وفي كلمة بالمناورات، قال قائد “الحرس الثوري” الإيراني حسين سلامي إن بلاده “سترد فورا على جميع الفتن والمؤامرات بشكل يبعث على الندم”.
كما ذكرت وكالة “فارس” الإيرانية أن البحرية الإيرانية استعرضت لأول مرة سفنا حربية تحمل صواريخ يصل مداها إلى 600 كيلومتر في جزيرة أبو موسى، وذلك في خضم توتر مستمر مع الإمارات بشأن هذه الجزيرة وجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى.
من جهته، قال قائد بحرية الحرس علي رضا تنغسيري في كلمة: إن القوات الإيرانية ستدافع عن جزر الخليج الفارسي باعتبارها “عرضا للشعب الإيراني”، مضيفا إن الخليج “لجميع دول هذه المنطقة ولن نتنازل قيد أنملة عن حراسة وحدة الأراضي الوطنية”. ودعا تنغسيري دول المنطقة إلى “الحذر والابتعاد عن شر المؤامرات والمخططات المشؤومة التي تبث الفرقة من قبل دول من خارج المنطقة”.
وتأتي هذه المناورات على خلفية تركيز إماراتي خليجي خلال العام الأخير على ملف الجزر الثلاث، أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، وإصدار بيانات خليجية صينية وأخرى خليجية روسية تبنت الموقف الإماراتي بشأن آلية حل الخلاف حول هذه الجزر.
وخلال الشهر الماضي، استدعت طهران السفير الروسي على خلفية بيان خليجي روسي صدر في ختام اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون وروسيا، تناول موضوع الجزر الثلاث انطلاقا من الموقف الإماراتي الخليجي.
ونص البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية في موسكو على “تأكيد دعم كل الجهود السلمية، بما فيها مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة ومساعيها للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لحل هذه القضية وفقا للشرعية الدولية”.
وتأتي المناورات الإيرانية الجديدة في الخليج الفارسي على وقع توتر آخر في مياه المنطقة مع الولايات المتحدة واستقدام الأخيرة مدمرات ومقاتلات إلى المنطقة للتصدي لما تصفه بأنه التهديدات الإيرانية للسفن وناقلات النفط ومراقبة الممرات المائية.
ومطلع الشهر الماضي، أعلنت البحرية الأميركية إحباط محاولتين نفذتهما البحرية الإيرانية لاحتجاز ناقلتَي نفط تجاريتين بالمياه الدولية قبالة سواحل عُمان، مشيرة إلى أنّه في إحدى المحاولتين أطلق الإيرانيون النار على ناقلة.
وذكرت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية حينها، نقلاً عن سلطة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، أن القوات الإيرانية حصلت على أمر قضائي لاحتجاز الناقلة “ريتشموند فوياجر” بعد اصطدامها بسفينة إيرانية في خليج عمان.
كما نقلت “رويترز” أخيرا عن 3 مصادر قولها إن الولايات المتحدة صادرت، في أبريل الماضي، نفطاً إيرانياً مُحملاً على ناقلة في البحر إنفاذاً للعقوبات المفروضة على طهران، مشيرة إلى أن الناقلة ترسو حالياً خارج ميناء هيوستون الأمريكي. وفي السياق، سبق أن حذر قائد بحرية “الحرس الثوري” الإيراني علي رضا تنغسيري من تفريغ الحمولة، قائلاً إن طهران “سترد على أي شركة نفط تقوم بتفريغ النفط الإيراني من ناقلة محتجزة”، مع تحميل واشنطن المسؤولية عن السماح بتفريغ حمولة الناقلة.
إيران تكشف عن سفن مزودة بصواريخ
أفادت بعض المصادر الإخبارية الإيرانية بأن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري كشفت يوم الأربعاء الماضي النقاب عن سفن جديدة مزودة بصواريخ يصل مداها إلى 600 كيلومتر.
وجاء الكشف عن هذه السفن أثناء مناورات تجريها بحرية الحرس الثوري في المياه الية، انطلاقا من جزيرة أبو موسى المتنازع عليها بين إيران والإمارات.
وذكر بيان للحرس أن الهدف من المناورات هو حماية أمن المياه الخليجية و”الجزر الإيرانية”، حسب تعبير البيان.
واختبرت قوات الحرس صواريخ باليستية بحرية دقيقة ومسيرات وسفنا مسيرة، وخلال المناورات تم الكشف عن صاروخي فاتح وغدير البحريين، إلى جانب سفن مزودة بصواريخ يصل مداها إلى 600 كيلومتر.
وذكر بيان للحرس الثوري أن المناورات ستشهد تدريبات للوحدات القتالية والبحرية والصاروخية والطائرات المسيرة وقوات الرد السريع، بدعم من القوات الجوية في الحرس الثوري.
“شرف” إيران
قال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنغسيري إن “الجزر الإيرانية في المياه الخليجية شرف لإيران” وإنها ملزمة بالدفاع عن شرفها بكل قوة، حسب تعبيره.
وأضاف على هامش المناورات إن الدول المتشاطئة في المياه الخليجية ذات مصالح مشتركة، وأن أمن المنطقة الخليجية هو مصلحة مشتركة لدول الإقليم كافة.
ودعا تنغسيري دول المنطقة إلى التصرف بحذر وحكمة إزاء ما سماها مؤامرات ومخططات مشؤومة من الخارج لنشر الانقسام في المنطقة.
ويأتي الكشف عن هذه الأسلحة في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة في الخليج الفارسي.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت الشهر الماضي سفينة حربية ومزيدا من الطائرات المقاتلة من طراز “إف-35″ و”إف-16” إلى الشرق الأوسط، في محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة بعد احتجاز إيران سفن شحن تجارية في الأشهر القليلة الماضية.
رسائل مناورات بحرية الحرس الثوري
مناورات اقتدار بحرية الحرس الثوري كجزء من القدرات الدفاعية للقوات المسلحة في المجالات الجوية والبرية والبحرية والدفاعية، تحمل في طياتها مكونات ورسائل خاصة.
أولاً؛ تم تصميم هذه المناورات وتنفيذها بالاعتماد على الشباب والقدرات المحلية في بناء وتطوير أسلحة البلاد وقوتها الدفاعية، ومن خلال إزاحة الستار لأول مرة عن أنظمة صاروخ كروز “قدير” وصاروخ “فتح” الباليستي المجهز بالذكاء الاصطناعي في جزيرة بوموسى، تم استخدام زوارق الوحدة الخاصة للشهيد حججي والتي تحمل صواريخ بمدى 600 كم.
هذه الإنجازات، إضافة إلى إظهار إرادة وقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تأمين أمنها وأمن المنطقة في المجال البحري، تشير إلى فشل العقوبات وحرب العدو المشتركة بإضعاف روح الثقة بالنفس، وإبداع الإيرانيين، وعزل إيران، وتكشف أيضا عن أن صراع الغرب من أجل منع رفع العقوبات الصاروخية والطائرات المسيرة وفق القرار 2231 لا يمكن أن يحدث خللا في هذه الإرادة.
ثانيا؛ إن هذه المناورات البحرية تكشف عن حقيقة لا جدال فيها، وهي أن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة للقيام بمهامها بكامل قدراتها وقوتها ولن تتهاون أبدا مع الأعداء.
ثالثا؛ هذه المناورات، شأنها شأن المناورات الأخرى للقوات المسلحة في الجيش والحرس الثوري، هي رسالة سلام وصداقة لدول الجوار ورسالة واضحة لمن يخل بنظام وأمن المنطقة. التصرفات الأمريكية الأخيرة تظهر أن هذه الدولة لا تزال ترزح تحت أوهام الأحادية وإرسال سفنها ومقاتلاتها إلى المنطقة من أجل زعزعة أمنها.
التحالف الأمريكي المعروف باسم “منظمة الأمن البحري الدولي” ، أجرى الأسبوع الماضي، مناورات “درع الحرس” على طائرة P-8A التابعة للبحرية الأمريكية بالقرب من مضيق هرمز ، ما كشف عن الماهية النفاقية للولايات المتحدة في المنطقة.
رابعا؛ تظهر هذه المناورات، بالتزامن مع مشاركة بحرية الجيش الإيراني في العرض السنوي للبحرية الروسية في سانت بطرسبرغ، أن إيران تتبع مبدأي الميدان والدبلوماسية في نفس الوقت، وأنه لا يمكن الفصل بين هاتين الحلقتين، فإضافة إلى العرض العملي لقدراتها وطاقاتها الدفاعية، بما في ذلك المجال البحري، شددت إيران على التفاعل والدبلوماسية الدفاعية مع الدول الصديقة والدول المجاورة واعتبرتها مكونا أساسيا للأمن الإقليمي.
* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة نقلت حرفيا من المصدر وليس بالضرورة أن تعبر عن رأي الموقع