السياسية /تقرير:

ضاعف المجتمع الدولي الضغط على الانقلابيين في النيجر السبت، عشية انتهاء إنذار وجهته الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي أكدت استعدادها لتدخل عسكري.

وفي السياق، أكدت الخارجية الفرنسية دعمها “بحزم وتصميم” لجهود إيكواس لدحر محاولة الانقلاب. وقالت في بيان إن “مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك”.

هذا، واجتمع الجمعة القادة العسكريون لدول المجموعة في العاصمة النيجيرية أبوجا لمناقشة سبل التعامل مع أحدث انقلاب في منطقة الساحل الأفريقي.

ومن جهته، حذر مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية عبد الفتاح موسى “تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة”.مضيفا “نريد أن تنجح الدبلوماسية ونريد نقل هذه الرسالة لهم (المجلس العسكري) بوضوح، بأننا نمنحهم كل فرصة للعودة عما قاموا به”.

ويذكر أنه في الثلاثين من يوليو الماضي وبعد أربعة أيام من الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم، أمهلت دول غرب أفريقيا الانقلابيين سبعة أيام، أي إلى غاية مساء الأحد، لإعادة بازوم إلى منصبه تحت طائلة استخدام “القوة”.

وإلى ذلك، شهدت النيجر الجمعة والسبت تظاهرات دعم للانقلابيين في مختلف أنحاء البلاد، رفعت خلالها صور العسكريين الذين نفذوا الانقلاب، بحسب التلفزيون الرسمي وصحافيين محليين.

ومن جانبه، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الفرنسية أن الانقلاب في النيجر “خطأ فادح في التقدير… يضعف مكافحة الإرهاب” في منطقة الساحل.وقال إن “النيجر هي واحدة من أفقر البلدان في العالم. 40% من موازنة البلاد تأتي من المساعدات الخارجية وستعاني بشدة غيابها إذا لم تتم إعادة النظام الدستوري”.

أما في ما يتعلق بالتدخل العسكري، فأجاب “الإنذار صدر وليس لي أن أعلق عليه… نرى أن الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تتولى مسؤولياتها في إدارة هذه الأزمة”.

ومن جهته، أكد المجلس العسكري في النيجر أنه سيواجه القوة بالقوة.

وفي السياق أيضا، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه ضد أي تدخل عسكري في النيجر المجاورة.وقال في مقابلة تلفزيونية مساء السبت “نرفض رفضا تاما وقطعيا التدخل العسكري في النيجر”، مضيفا “ما يحدث في النيجر تهديد مباشر للجزائر.”

وشدد على أن “التدخل العسكري لا يحل أي مشكلة بل يؤزم الأمور. الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها”.

وأضاف الرئيس الجزائري “الجزائر تتشارك حدودا بطول ألف كيلومتر تقريبا” مع النيجر، متسائلا “ما هو الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلا عسكريا؟”، في إشارة إلى ليبيا وسوريا.

هذا، ويحظى المجلس العسكري بدعم مالي وبوركينا فاسو، الدولتين المجاورتين للنيجر واللتين يحكمهما عسكريون بعد انقلابين في 2020 و2022.

وأوضح البلدان اللذان تم تعليق عضويتهما في هيئات “إيكواس” أن أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبرانه “إعلان حرب” عليهما أيضا، وسيؤدي إلى انسحابهما من الجماعة الاقتصادية.

ومن جهتها أيضا، أعلنت تشاد المجاورة التي تعد قوة عسكرية مهمة، عدم مشاركتها في أي تدخل عسكري.

وفي بنين المجاورة للنيجر، أكد وزير الخارجية أولشيغون أدجادي بكاري أن الدبلوماسية تظل “الحل المفضل”، لكنه قال إن بلاده ستحذو حذو إيكواس إذا قررت التدخل.

وفي نيجيريا، حث كبار السياسيين الرئيس بولا تينوبو على إعادة النظر في التهديد بتدخل عسكري في النيجر.

ومن جهته دعا مجلس الشيوخ النيجيري “رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية بصفته رئيسا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إلى تشجيع القادة الآخرين في المجموعة على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية”.

كما نصح أعضاء في مجلس الشيوخ من ولايات في شمال نيجيريا التي تتشارك سبع منها حدودا بطول 1500 كيلومتر مع النيجر، بعدم القيام بأي تدخل عسكري حتى يتم استنفاد جميع الخيارات الأخرى.

هذا، وشجب السبت أكبر تجمع للمعارضة في البلاد العملية العسكرية المحتملة في النيجر باعتبارها “غير مدروسة على الإطلاق”.

وقال تحالف الأحزاب السياسية المتحدة “لقد تم إرهاق الجيش النيجيري على مر السنوات في محاربة الإرهاب وجميع أساليب التمرد التي لا تزال نشطة إلى حد كبير.”

وإلى ذلك، دعا الرئيس تينوبو هو الآخر “إيكواس” إلى القيام “بكل ما يجب” للتوصل إلى “حل ودي” للأزمة في النيجر.