رحلات مكثفة من الإمارات إلى تشاد لدعم ميليشيات التمرد في السودان
السياسية:
تم الكشف عن رحلات مكثفة تقوم بها دولة الإمارات إلى تشاد لدعم ميليشيات التمرد قوات الدعم السريع في السودان لخدمة مؤامرات أبوظبي في نشر الفوضى.
ورصدت منصة الاستخبارات العربية (Eekad – إيكاد) تكثيف الإمارات رحلاتها نحو مطار “أم جرس” في تشاد، ونشرت صورا من أقمار صناعية تظهر معسكرًا جديدًا قرب المطار.
ومؤخرا كشفت مصادر دبلوماسية عن تحايل دولة الإمارات لدعم ميليشيات التمرد قوات الدعم السريع في السودان وتأمين إمداداها بالعتاد العسكري.
وأشارت المصادر إلى استقبال الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان قبل أيام الرئيس الانتقالي لتشاد محمد إدريس ديبي اتنو لإبرام تفاهمات سرية معه وسط إغراءات مالية لحكومته.
وأوضحت المصادر ذاتها أن تفاهمات الإمارات استهدفت استغلال موقع تشاد كدولة حدودية مع السودان لاستخدامها في تهريب الأسلحة والعتاد العسكري لقوات الدعم السريع.
ويأتي التحرك الإماراتي بعد أن رفض النظام المصري التواطؤ في تزويد ميليشيات الدعم السريع بالعتاد العسكري، فهبت الإمارات إلى النظام التشادي لدعمه بالمال وشراء الذمم لإطالة أمد الصراع في السودان واستمرار الفوضى فيها.
والشهر الماضي كشف تحقيق عن أدلة جديدة بشأن تورط دولة الإمارات في ميليشيات التمرد في السودان قوات “الدعم السريع” بطائرات مسيرة وذلك خدمة لمؤامرات أبوظبي في تصعيد الاقتتال الداخلي في البلاد.
وأبرزت منصة التحقيقات العربية “إيكاد”، استخدام ميليشيات الدعم السريع لطائرات مسيّرة في 13 يونيو، ونجاح الجيش السوداني في إسقاط مسيّرتين أثناء استهدافهم سلاح المدرعات.
وقالت المنصة، إنها تحققت من الهجمات المسيرة لقوات الدعم السريع وتوصلت إلى دليلين أكدا صحة هذه الهجمات، أولهما صورتان صحيحتان نُشرتا في اليوم ذاته (الثلاثاء 13 يونيو) لمسيّرات أسقطها الجيش في أماكن مختلفة بالخرطوم، والدليل الثاني كان انتشار تغريدات كتبها شهود عيان عصر الثلاثاء، أكدوا فيها رؤيتهم لمسيّرات حلقت صباحاً قرب سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة.
في اليوم ذاته أيضاً، نشر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية فيديو، كشف فيه قيام الجيش السوداني بعملية نوعية في منطقة المدرعات في حي الشجرة.
وعقب يوم واحد، وتحديدا الأربعاء 14 يونيو، نقلت قناة العربية عن مصادر عسكرية أن المسيّرات استهدفت رئاسة سلاح المدرعات في الخرطوم، كما تم استهداف المستشفى الملحق برئاسة سلاح المدرعات، ما أدى لسقوط أطباء ومرضى.
وأوضحت المنصة، أنها عثرت في 14 يونيو على دلائل تؤكد ما نقلته العربية، فقد أشارت بعض التغريدات إلى وفاة أشخاص في مستشفى سلاح المدرعات، ووجود منشورات كُتبت عصر الثلاثاء لنعي أفراد سقطوا خلال استهداف المستشفى ذاته.
وحول كيف تم الحصول على هذه المسيرات، وما هو نوع ذخيرتها، توصلت المنصة إلى أنها ترتبط بجهة واحدة، مشيرة إلى أنها حللت صور الذخيرة التي حملتها المسيّرات والتي انتشرت صورها على مواقع التواصل، ليتبيّن أنها ذات نوعية الذخيرة التي ظهرت في أبريل الماضي، حينما استولى الجيش السوداني على أسلحة للدعم السريع.
وبتحقيق سابق لفريق إيكاد، تبيّن أن الذخائر صُنعت بواسطة شركة “Yugoimport” الصربية، وقد كُتب على صناديقها اسم دولة الإمارات، وصُممت ليتم قذفها من المسيّرات.
وبحسب ما كشفه موقع “ميدل إيست آي” عام 2015، فإن الإمارات تحصل على الأسلحة والذخائر بموجب عقد قيمته 200 مليون دولار، وقَّعته شركة “Yugoimport” الصربية وشركة الإمارات للأبحاث المتقدمة والتكنولوجيا القابضة “EARTH”.
وأشارت المنصة، إلى أنها تقصت عن نوعية هذه الطائرات وإذا ما كانت ظهرت في ساحات قتال أخرى، وتوصلت إلى أن صوراً للمسيّرة ذاتها نُشرت في أكتوبر 2021، حين استخدمها الجيش الإثيوبي خلال النزاع في إقليم تيغراي، كما وجدت صوراً لها أيضاً في اليمن بعد إعلان جماعة الحوثيين إسقاطها عام 2021.
وأكدت المنصة، أن كل الطائرات التي ظهرت في اليمن أو إثيوبيا أو السودان تتشابه كلياً. وبحسب موقع “المها oryx” المتخصص بالتحليلات العسكرية، فإن الطائرة تم تعديلها بإضافة أنبوبين حتى تستطيع حمل القذائف، وتقوم برميها بشكل مشابه للقنابل الغبية، وهي تقنية تتطلب تواجد المسيّرة على ارتفاع منخفض، ما يجعل المسيّرة عُرضة للنيران الأرضية.
ووفقاً لموقع “المها oryx” فإن هناك جهة ما تقوم بتعديل المسيّرات التي يُرجح أنها من أصل صيني، ليتم تزويدها بقذائف الهاون، مرجحاً أن تلك المسيّرات كانت غالباً مع قوات تدعمها أبوظبي في اليمن، ثم نقلت أبوظبي النوعية نفسها إلى إثيوبيا، ما يعني أن الإمارات تقف خلف هذا التعديل، وفق منصة “إيكاد”.
وأكدت المنصة، أنه بالاستناد لكل ما سبق ذكره، يؤكد أن قوات الدعم السريع استخدمت مسيّرات في استهداف السودانيين، وأن تلك المسيّرات استخدمت ذخائر كُتب عليها الإمارات، كما أنها سبق أن رُصدت في اليمن وإثيوبيا عبر الإمارات، ما يعني أن أبوظبي متورطة في إيصالها للدعم السريع.
* المصدر: موقع اماراتي ليكس
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر