يحيى صالح الحَمامي

العدوانُ لا يزال باقياً وسوف يستمر الحرب في اليمن، سواءً بالحرب المباشرة أَو بالحرب البادرة، حَيثُ ستظلُّ هذه الأنظمة تعملُ على بقاء الفوضى في اليمن، ونجدها من تعمل على بقاء المعاناة في اليمن وهذه هي سياسة الغرب، وما يتحقّق لقوى الشر والشيطان الأكبر أمريكا وبريطانيا إلا من هذه السياسة الشيطانية لكن في اليمن ستضع العديد من المكائد والعراقيل الكثيرة، والغرض من هذه المكائد الحفاظ على قرارها السياسي في الدول الخليجية ومن خلال الحروب وزعزعة الأمن الدولي تجني أرباحاً وأموالاً طائلة، ونجد مساعيها.

فهي تعمل حَـاليًّا على عدم الاستقرار في اليمن وما نراه منها في ظل الهُدنة، فهي من تقف أمام السلام في اليمن وتعترض على ما تم الاتّفاق عليه بين قيادة صنعاء وبين المملكة السعوديّة، ومن أولويات الموافقة على الهدنة هو معالجة الملف الإنساني أولاً وتسليم المرتبات وفتح المطار وفتح ميناء الحديدة، كُـلّ هذه المطالب إنسانية، ولكن نتساءل مع هذه الأنظمة الاستكبارية ومع منظمة الأمم المتحدة من المسؤول عن الرعاية والحماية لهذه الحقوق الإنسانية! هي الأمم المتحدة، لكن عندما اتضحت الحقيقة فَــإنَّها تعمل في الجانب السياسي مما أصبحت الحقوق الإنسانية ملفات سياسية قابلة للنقاش ونجد أن مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية والذي قد صرح في مجلس الشيوخ أن مطالب صنعاء للحقوق متطرفة، وكما نجد الاستحالة من تسليم الحقوق الإنسانية من قبل من يمثل الأمم المتحدة وبالرغم من موافقة أمريكا على الهُدنة وقد باركت عملية السلام في اليمن لكن لم نعلم مَـا هو السلام التي تريده أمريكا، حَيثُ ونجدها من تدفع بالمملكة العربية السعوديّة إلى الحرب، حَيثُ إن المملكة العربية السعوديّة خسرت المعركة في اليمن رغُم القوة والمال والقرار.

المملكة العربية السعوديّة قد أصبحت الحليف الخاسر وقد أصبحت تتسول عن أمن المنطقة وعن ما يؤمن قلقها، حَيثُ إن أسرة آل سعود لا تستطيع أن تعود للحرب مرةً ثانية في اليمن وَحقيقة مملكة آل سعود هم عبارة عن جنود لأمريكا لحماية مصالح أمريكا وبريطانيا في أرض العرب، كما أن بريطانيا من تبنت هذه الأسرة كما تبنت إسرائيل وهي تحمي عرش آل سعود مقابل هذه المهمة لحماية مصالحها في الكثير من البلدان العربية.

بريطانيا أحتلت جنوب اليمن لعقودٍ من الزمن لكن أبناء اليمن رفضوا الاحتلال مما خرجت بريطانيا من جنوب اليمن مطرودة من بعد التنكيل بجيشها وخرجت مدحورة صاغرة، ولكن ظلت اليمن تحت الاستعمار من خلال الوصاية السعوديّة والتي هي مفروضة على آل سعود من مخطّطات العجوز الشمطاء بريطانيا، وأمريكا هي التي تظهر في الشاشة الدولية والمقابل لآل سعود تداول السلطة بينهم وبقائهم في الحُكم، كما أن بريطانيا لا تزال من يسيل لُعابها على اليمن فهي تطمع بالسيطرة الكاملة على البر والبحر اليمني وبقوة الله خابت آمالها وفشلت بالسيطرة على احتلال اليمن وقد خرجت من اليمن من بعد احتلال لمدة 128 عاماً، كما أن بريطانيا قد أخطأت بالقرار العسكري في اليمن وقد ظلت تعيش مع الكابوس الذي رافق القيادة البريطانية وحل في جيشها، حَيثُ لم تجف دماء جيشها طيلةَ هذه السنوات، ولم تجف دماء أحرار اليمن.

عظمة إمبراطورية المملكة البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس لكن في اليمن تحطمت عظمتها وكبريائها أمام القوة والبأس اليماني، كما نجد بريطانيا ونجد من خلال مفهومها السياسي فهي الدولة الحرباء من بين الدول الأوروبية فهي تتلون وتتخفى حسب طبيعة المكان، وهذه هي حقيقة سياستها الملعونة وهي تظل متخفية، بالرغم أنها من توجد الفوضى والحروب ومن أطماعها الأولى السيطرة على اليمن على أية حال، حَيثُ لا تمتلك القدرة ولا القوة وليس لها الجرأة على إعادة التجربة بالقرار العسكري في احتلال اليمن.

  • المصدر: صحيفة المسيرة
  • المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع