السياسية:

رشيد الحداد*


في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الإسرائيلي برعاية أمريكية وفرنسية، اتجهت الأنظار إلى جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة. وعلى مدى الساعات الماضية تزايدت التساؤلات عن مصير تلك الجبهة وعن وحدة الساحات، حيث حاولت بعض الأطراف المعادية لحركة «أنصار الله» بث إشاعات حول توجّه الحركة إلى وقف التصعيد مع الكيان الإسرائيلي مقابل صفقة مع السعودية في شأن «خارطة الطريق» الأممية للسلام، على أن تتولى الأخيرة التفاوض مع الولايات المتحدة ودول أخرى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهي الإشاعات نفسها التي وقفت وراءها قوى موالية لدول التطبيع مع الكيان خلال الأسابيع الماضية.

إلا أن الرد جاء من قبل حكومة صنعاء، تأكيداً لاستمرار عمليات الإسناد اليمنية لغزة من دون توقّف، وتواصل التنسيق مع محور المقاومة.

وأعلنت الحكومة في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» - نسخة صنعاء، أمس، استمرار «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس» إسناداً لشعب فلسطين وحتى وقف العدوان على غزة، مؤكدة أن موقفها «التضامني مع الشعب اللبناني والمقاومة الإسلامية في لبنان سوف يستمر إيماناً منا بوحدة الساحات»، ولافتة إلى أن «مصير المنطقة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير فلسطين وتحرير القدس».

وعبّرت عن ثقتها في قيادة «حزب الله» في مواجهة غدر العدو الإسرائيلي في أي لحظة، معتبرة أن «مسارعة النازحين إلى العودة إلى منازلهم وقراهم في جنوب لبنان، تدل على فشل محاولات العدو في كسر إرادة الشعب اللبناني الذي وقف إلى جانب المقاومة، وأحبط مخطّطات الاحتلال في جنوب لبنان».

ورغم عدم تعليق القوات المسلحة في صنعاء على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، إلا أن التوقّعات تشير إلى أن تلك القوات ستمضي نحو مرحلة جديدة من التصعيد.

ووفقاً لمراقبين، فإن قادم العمليات اليمنية سيكون ضعف ما كان عليه قبل وقف إطلاق النار في لبنان وإن مزاعم الكيان عن تحييد جبهة الإسناد اللبنانية عن غزة ستُقابل بتكثيف العمليات من جبهات الإسناد الأخرى ومنها الجبهة اليمنية للضغط على العدو لوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يندرج في إطاره تصعيد العمليات العسكرية المشتركة بين قوات صنعاء و«المقاومة الإسلامية في العراق»، في ظل تأكيد مصادر مطلعة في صنعاء استمرار التنسيق العراقي - اليمني على أعلى مستوى.

وعلمت «الأخبار»، من أكثر من مصدر، أن «عمليات الإسناد اليمنية ضد الكيان الإسرائيلي، ولا سيما البحرية على امتداد نطاق عمليات قوات صنعاء الجوية والبحرية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر العربي، ستأخذ في التصاعد خلال الأيام المقبلة».

ولم تستبعد المصادر في المقابل، تصاعد الهجمات ضد صنعاء من قبل الولايات المتحدة التي أعلنت دخول سفن حربية جديدة وطائرات حديثة نطاق عملياتها في الشرق الأوسط، إلا أنها ذكّرت بأن كل الهجمات الأمريكية والبريطانية فشلت خلال الأشهر الماضية في وقف عمليات جبهة الإسناد اليمنية، أو الحد من قدراتها العسكرية.

وكانت «القيادة المركزية الأمريكية» أكدت استخدامها طائرات »F-35C«، في الضربات الجوية الموجهة ضد صنعاء، الشهر الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن توقفت منذ أكثر من أسبوع بشكل شبه كلي.



* المادة نقلت من الاخبار اللبنانية بتصرف