الهجمات السيبرانية.. معركة شرسة باتت تقض مضاجع العدو الصهيوني
السياسية / تقرير: مرزاح العسل
يبدو أن تصاعد الهجمات السيبرانية خلال الآونة الأخيرة باتت معركة حامية الوطيس تقض مضاجع كيان العدو الصهيوني المتغطرس، ولا تقل سخونة ولا أهمية عن المعارك العسكرية المُعتادة، فمع اشتداد الحرب السيبرانية تتكشف لنا أوجه متعددة لمواجهة هذا الكيان الغاصب، كما تتبين هشاشته وضعفه.
وفي أحدث الهجمات السيبرانية المتواصلة التي باتت تقض مضاجع كيان العدو، كشفت وسائل إعلام العدو الصهيوني اليوم السبت، أن هجوماً إلكترونياً استهدف الموقع الإلكتروني لشركة (إيفيجيلو) الصهيونية المتخصصة في تشغيل الإنذارات، بالإضافة إلى موقع (آي دبليو آي) المتخصصة في تصنيع الأسلحة.
وتعرضت الكثير من المواقع الصهيونية منذ بداية شهر أبريل الجاري لهجمات إلكترونية، نفذها هاكرز متضامنون مع فلسطين وقضيته العادلة.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد تسبب الهجوم في تعطيل مواقع عشر جامعات صهيونية بعد تعرضها لهجمات إلكترونية من قبل مجموعة تسمي نفسها “أنونويموس السودان” التي أوضحت بأن الهجوم انتقاما لفلسطين.
كما تمكن هاكرز الأسبوع المنصرم، من اختراق صفحة رئيس حكومة العدو الصهيوني المتطرفة بنيامين نتنياهو على موقع “فيسبوك”.
وأفادت القناة السابعة الصهيوني بأن هاكرز تمكنوا من اختراق حساب رئيس الحكومة نتنياهو عبر فيسبوك وانستغرام ونشروا عليه نصوصا ومقاطع فيديو باللغة الفارسية، ضمن حرب السايبر التي تصاعدت في الأيام الأخيرة.
وتواصل مجموعة هاكرز “أنونيموس سودان” لليوم الثالث على التوالي، هجماتها السيبرانية على مواقع صهيونية من بينها مواقع حساسة تابعة لأجهزة أمنية لدى كيان العدو.
وبحسب تقارير إعلامية صهيونية.. فقد هاجمت “أنونيموس سودان” مواقع شركة “موانئ إسرائيل” و”ميناء حيفا”، كما هاجمت عدة مواقع صهيونية على الشبكة العنكبوتية وتسببت بإلغاء عمل تلك المواقع.
وأشارت “أنونيموس سودان” إلى أن هجماتها تأتي ردا على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وذلك عشية احتفال كيان العدو الصهيوني بذكرى ما يسمى “يوم الاستقلال” الذي احتلت فيه قوات العدو الأراضي الفلسطينية عام 1948.
وكشفت مواقع تابعة للعدو الصهيوني، أن هذه المنظمة تستخدم روبوتات في جميع أنحاء العالم، وكذلك لدى كيان الاحتلال لإنشاء ضغط واكتظاظ على الشبكات والتسبب في عدم توفر الخدمة.
ويُذكر أن المجموعة نفسها هاجمت خلال الأسبوع الجاري موقع “الموساد” و”التأمين الوطني”، ومجموعة كبيرة من المواقع بلغت أكثر من 15 موقعا شملت شركتي الاتصالات سلكوم وبارتنر وموقع جامعة “تل أبيب”، وشركة مكوروت وصحيفة “جيروزالم بوست” والتي توقفت مواقعها عن الخدمة بعد أن استهدفت بهجوم من نوع “منع الخدمة”.
كما أعلنت مجموعة القرصنة هذه أنها أوقفت خدمة موقع هيئة البث الرسمية “كان”، وشركة المواصلات “إيجد”، و”بنك ديسكونت”.
واعتبرت صحيفة “معاريف الصهيونية أن مجموعة الهاكرز هذه، باتت تلعب مؤخراً دوراً ناشطاً في هجمات سيبرانية ضد كيان العدو الصهيوني، وتعمل إلى جانب مجموعتي “هاكرز” روسيتين، ومجموعة هجوم ماليزية، ومجموعة هجوم إندونيسية، وعدد من المجموعات الصغيرة الأخرى.
وهكذا تتوالى الهجمات السيبرانية على كيان العدو الصهيوني الغاصب من كل حدب وصوب، وأدوات الحرب المستخدمة اليوم، لم تعد كتلك التي في الماضي، إذ تحوّل المجال السيبراني، أحد ميادين التنافس الجديدة، إلى سلاح فعال كالأسلحة العسكرية، وبات يشكّل تهديداً لأمن الدول القومي.
ويؤكد المدير العام لمديرية السايبر الصهيونية (INCD) غابي بورتنوي، أنه على الرغم من وجود الكثير من الشركات الصهيونية التي تعمل في مجال السايبر، إلا أنّ “تل أبيب” لم تستطع مواجهة الهجمات السيبرانية التي تضاعفت في الآونة الأخيرة.
وذكر موقع “تيك مونيتور” الصهيوني أنه خلال الربع الأول من العام الماضي، قفزت محاولات الهجوم السيبراني ضد كيان العدو الصهيوني بنسبة 137 في المائة، وحدد جيش العدو، زيادة بنسبة 70 في المائة في “النشاط العدائي السيبراني” في السنوات الأخيرة.
وأكد أن هذا الارتفاع الهائل في عدد الهجمات السيبرانية، دفع مديرية السايبر الصهيونية (INCD)، إلى بدء العمل على شبكة نظام إلكترونية شبيهة بنظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية”.
وقال بورتنوي” إنّ ما يسمى بـ”القبة السيبرانية”، هي أمر “أساسي لصد الهجمات الإلكترونية المدعومة من إيران”.. بحسب زعمه.
وأضاف: “لكن “القبة السيبرانية” وحدها لم تنجح بالدفاع عن الكيان وتوالت الهجمات.. ولذلك، عملت الاستخبارات الصهيونية على توسيع “الوحدة 8200″، وهي وحدة في الاستخبارات الصهيونية مسؤولة عن التجسس الإلكتروني.
وبحسب إعلام العدو الصهيوني فقد باتت معركة السايبر تشكل تهديداً حقيقياً ومساساً للاقتصاد الصهيوني، الذي ذكر مؤخراً، أنّ هناك مخاوف من محاولة الجهات المختلفة وعلى رأسها إيران استهداف الجبهة الداخلية بالهجمات السيبرانية، بحال نشوب حرب ومواجهة مباشرة.
وعلى ما يبدو أن العدو الصهيوني يواجه حرباً جديدة، تختلف هذه المرة عن سابقاتها من الحروب، أي أنها ليست ذات طابع عسكري، فهي معركة لا قتال فيها ولا صواريخ ولا ما شابه، لكنها لا تقل أهمية عن الحروب العسكرية التقليدية.
ويشار إلى أن الحرب التكنولوجية الإلكترونية استطاعت التفوق على العديد من القدرات العسكرية القتالية، حيث تُشكل أجهزة الحاسوب ولوحات المفاتيح فيها أحدث ساحات المعارك ضد الكيان الصهيوني، فهي تُعد من أكثر المعارك تكلفة وخسائر بسبب استهدافها مؤسسات حيوية واستراتيجية في الكيان.
واستطاع “الهاكرز، والهجوم السيبراني، وأنونيموس… وغيرها من المسميات المجهولة” استهداف كيان العدو الصهيوني المحتل، بُغية ضرب جميع مقومات الحياة فيه من خلال استغلال الثغرات الأمنية في البرامج والأنظمة والمواقع الإلكترونية التابعة له.
وشهدت الآونة الأخيرة العديد من عمليات الاختراق في منظومة أمن الكيان الصهيوني، وشكلت التهديدات السيبرانية خطراً على جميع مرافق البنى التحتية لديه، بما في ذلك استهداف مواقع أمنية وحكومية من بينها جهاز الموساد ومؤسسة التأمين الوطني الصهيوني، واختراق آلاف الحواسيب، ومراكز القيادة والسيطرة بهيئة المياه والكهرباء والبنوك والمصارف والجامعات.
الجدير ذكره أن كيان العدو الصهيوني يتعرض لهجمات كثيرة ومتعددة من أطراف في محور المقاومة، حيث هاجمت دائرة الأمن السيبراني في كتائب القسام في وقت سابق بشكل واسع قواعد ومواقع عسكرية ومنشآتٍ أمنية وأهداف حساسة لدى هذا الكيان المحتل، واخترقت هواتف العديد من الجنود الصهاينة، وتمكنت من تحديد طُرق مبتكرة لتجاوز وتعطيل “القدرات الأمنية الصهيونية” بُغية الوصول إلى المعلومات العسكرية المهمة عبر الجنود.
وأفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني، بتضرر أكثر من 60 موقعاً للكيان الغاصب على مدى يومين فقط في هجوم سيبراني، هو الأكبر خلال سنوات.
ودائماً ما يوجّه كيان العدو الصهيوني أصابع الاتهام إلى إيران في ضلوعها وراء الهجمات السيبرانية المتصاعدة ضدها.. لكن في المقابل، كشف الإعلام الصهيوني، أنّ جماعة تدعى “أنونيموس سودان” نفّذت هجوماً سيبرانياً واسعاً ضد عدة مواقع إلكترونية حكومية صهيونية على رأسها الموقع الإلكتروني لجهاز “الموساد”.
وبحسب الإحصاءات، ذكرت دراسة حديثة أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحتل المركز الأول في عدد الشركات التي تعمل في مجال السايبر، إذ تحتوي على 354 شركة، تليها الشركات الصهيونية وعددها 42 شركة، ثم الشركات البريطانية ويبلغ عددها 21 شركة، وذلك بحسب دراسة أعدتها مجلة “سايبر سيكيورتي فانترون”.
وأوضحت الدراسة أنه بالإضافة إلى الشركات الصهيونية الـ42، يوجد 40 شركة صهيونية مسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب ضريبية، وبذلك يصبح عدد شركات السايبر الصهيونية الفعلي 82 شركة من أصل 500، أي ما نسبته 16.4 في المائة.
وعلى الرغم من العدد الكبير للشركات الصهيونية التي تعمل في مجال السايبر، إلا أنّ “تل أبيب” لم ولن تستطع مواجهة الهجمات السيبرانية التي تضاعفت في الآونة الأخيرة.
سبأ