خطوات حاسمة لإنهاء حرب الـ9 سنوات في اليمن
السياسية:
في الـ26 من مارس من العام 2015م ودون سابق إنذار أعلن السفير السعودي في واشنطن – آنذاك – عادل الجبير بدء الحرب على اليمن بما أسماها “عاصفة الحزم” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات وقرابة سبع عشرة دولة عربية وأجنبية في تحالف دولي وصف بأنه الأكبر تاريخيا تحت مبرر إعادة الرئيس المستقيل الفار عبدر ربه منصور هادي. وأعلن مجلس الأمن الدولي – حينها – وضع اليمن تحت البند السابع والقرار 2216 الذي يستبيح الأجواء والمياه والأراضي اليمنية ويجعلها تحت الوصاية الدولية ويجرم اي دولة تدخل لإنقاذ اليمنيين من ذلك التحالف الدولي الغاشم وذلك العدوان الكوني الذي يؤكد مؤرخون وعسكريون أنه لم يسبق مثله بالتاريخ.
وفي تلك الأثناء اعلن من يسمى “ناطق” تحالف الحرب على اليمن “العسيري” ان الحرب على اليمن لن تستغرق اياما قليلة وفي أكثر تقدير بضع أسابيع – حد قوله – وبدأت الحرب ليلة السادس والعشرين من مارس قبل ثماني سنوات وتم منذ الوهلة الأولى قصف المطارات والموانئ اليمنية وتدميرها بمختلف محافظات الجمهورية وفي مقدمتها العاصمة اليمنية صنعاء وتم تدمير منظومة الصواريخ والمطارات العسكرية وقصف قيادات المعسكرات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.
واستمرت عمليات القصف العدوانية النازية لتحالف العدوان الكوني على اليمن ليل نهار مخلفة جرائم يندي لها الجبين وسط صمت أممي ودولي معيب ومهين ووسط تخاذل المجتمع العربي والدولي.
وبعد انطلاق العدوان على اليمن هب اليمنيون هبة رجل واحد معلنين النفير العام والالتفاف خلف قيادتهم الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي حمل على عاتقه اعلان مواجهة ذلك العدوان، وتشكلت اللجان الشعبية والألوية العسكرية التي تكاتفت مع تلك اللجان الى جانب التلاحم الشعبي الكبير في دعم جبهات القتال ودعم الصمود اليمني الكبير الذي نكس رأس دول تحالف العدوان وأفشل مخططاتها في احتلال اليمن في غضون ايام كما كانت تعلن.
صمد اليمنيون لسنوات رغم العدوان والغارات والحصار البري والبحري والجوي وظلت دول تحالف العدوان تتخبط في مبرراتها ما بين التحجج بالقضاء على “إيران” باليمن وما بين إعادة ما اسمتها الحكومة المستقيلة التي احتجزت قياداتها بالرياض وما بين مبررات شتى باءت جميعها – حسب معطيات الواقع – بالفشل الذريع .
وبعد ثماني سنوات من العدوان والحصار تغيرت المعادلة واستطاعت صنعاء ان تغير تحول موقعها من الدفاع إلى الهجوم وباتت تمتلك القوة الصاروخية التي تحوي في طياتها – حسب خبراء عسكريين – صواريخ نوعية وطيرانا مسير “الدرونز” التي باتت تصل إلى العمق السعودي والإماراتي وأضحت تلك القوة قادرة على قصف المنشآت النفطية السعودية وبدقة عالية وهو الأمر الذي أجبر السعودية وبقية قادة تحالف العدوان على وقف هجماتهم الجوية على صنعاء.
وقبل عدة اسابيع، اتفقت المملكة العربية السعودية وإيران على استئناف العلاقات الثنائية، وإعادة فتح السفارتين والبعثات الدبلوماسية خلال مدة أقصاها شهران، حسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية وإيرانية رسمية. وذكرت العديد من المصادر الاخبارية، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني التقى وزير الدولة السعودي مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان في العاصمة الصينية بكين، حيث تم التوصل إلى الاتفاق. ولفتت تلك المصادر إلى أنه صدر بيان مشترك جاء فيه أن وزيري خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء. وأضاف البيان الذي نشرته “تسنيم” إن البلدين أكدا على “احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض”. وفي يناير/كانون الثاني عام 2016، قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد الاعتداء على سفارة المملكة وقنصليتها في إيران، وسط احتجاجات إيرانيين على قيام السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وعقب هذا الاتفاق ذهبت العديد من المؤشرات إلى أن الحرب في اليمن قاربت على وضع أوزارها بعد 8 سنوات عجاف ذاق خلالها مواطنو البلد العربي الفقير ويلات ربما تضيق مقامات الكتابة بسردها. وكان الاتفاق بين السعودية وإيران بمثابة حجر كبير ألقي في المياه الراكدة، في وقت تقود الأولى تحالفا عربيا دعما للجيش اليمني، لاستعادة مناطق من قبضة جماعة “أنصار الله”، المتهمة بتلقي دعم عسكري ومادي من طهران. وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت السعودية وإيران عقب مباحثات برعاية صينية في بكين استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين.
الهدنة “لحظة أمل”
ورغم انتهاء الهدنة في اليمن، إلا أن أطراف النزاع اليمني مستمرون في “تنفيذ الكثير من بنودها”، وفق ما صرح به أخيرا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ. وقال غروندبرغ، الأحد الماضي إن الهدنة التي بدأت مطلع أبريل/ نيسان 2022، وتم تمديدها حتى 2 أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه “مثلت لحظة من الأمل لكونها انفراجة نادرة في دورة من العنف والتصعيد استمرت تقريبا على مدى 8 سنوات”. وأدت الهدنة إلى خفض حدة التصعيد العسكري، وكذلك إعادة تشغيل الرحلات الجوية من مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة الخاضعين لسيطرة “أنصار الله”، فيما تواصل الأمم المتحدة والفاعلون الدوليون والإقليميون جهودا لاستئنافها والبناء عليها لتحقيق تسوية شاملة للنزاع
هدنة جديدة خلال يومين
أعلن مسؤول حكومي يمني رفيع، اليوم الجمعة التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة مع “أنصار الله” من ستة أشهر إلى سنة، يعقبها حوار سياسي مباشر لحل شامل لأزمة البلاد. وقال المسؤول ، إن “ان ماتسمى بالحكومة المستقيلة وجماعة انصار الله اتفقتا على تمديد الهدنة من ستة أشهر إلى سنة”، مشيرا إلى “إعلان الاتفاق رسميا خلال موعد أقصاه يومان”. لافتا إلى أنه: “تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة في اليمن حتى نهاية العام الحالي وتوسيعها لتشمل إجراءات إنسانية واقتصادية”. وأوضح أن بنود الاتفاق تشمل فتح الرحلات إلى مطار صنعاء الدولي بشكل أكبر، واستئناف تصدير النفط من الموانئ اليمنية، وفتح الطرقات في محافظة تعز (جنوب غرب)، وإطلاق سراح الأسرى الكل مقابل الكل، ونقل البضائع إلى ميناء عدن مباشرة”.
ومضى المصدر بقوله: “اتفق الطرفان أيضا على فتح حوار سياسي مباشر لحل الأزمة في البلاد وإنهاء الحرب” وأضاف المصدر، إن الهدنة الجديدة قد تتضمن عدة نقاط، من بينها استئناف تصدير النفط من جميع حقول النفط في الجنوب ومن مأرب في الشمال، ورفع كل القيود عن ميناء الحديدة وتوسيع رحلات مطار صنعاء، إضافة إلى فتح كل الطرق بين المناطق التي تسيطر عليها “أنصار الله” وتلك التي تسيطر عليها حكومة المستقيلة.
وأكد المصدر أن عدوان التحالف العربي بقيادة السعودية قد التزم أيضاً بدفع رواتب جميع الموظفين اليمنيين في مناطق سيطرة “أنصار الله” والمناطق الأخرى دون استثناء، وبدء تشكيل لجان لحصر الأضرار الناجمة عن الحرب ومعالجتها وتعويض المتضررين تحت إشراف الأمم المتحدة وضمانة دولية من دول كبرى. ومن المتوقع أن يتم توقيع الاتفاقية الجديدة بحضور دول كبرى، بما في ذلك روسيا.
مسودة سلام شاملة
لكن الحديث لا يدور عن مجرد توقيع اتفاقية هدنة جديدة بين “أنصار الله” والجيش اليمني المدعوم بتحالف العدوان بقيادة السعودية، بل عن مسودة سلام شاملة، وفق ما كشفه مصدر يمني مطلع. وقال المصدر إنه يتم حاليا وضع اللمسات الأخيرة على مسودة سلام شاملة للأزمة برعاية أممية. وأوضح أن المسودة تنقسم إلى عدة مراحل وفي مقدمها وقف شامل لإطلاق النار في البلاد، وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستكمال تبادل الأسرى والمعتقلين الكل مقابل الكل.
وفد سعودي عماني إلى صنعاء
وفي إطار السباق المفاجئ لإنهاء الحرب في اليمن كشفت وكالة “رويترز”، امس الجمعة ، أن وفدا سعوديا عمانيا يعتزم السفر إلى صنعاء للتوصل إلى اتفاق مع “أنصار الله” قبل عيد الفطر القريب. وقالت الوكالة نقلا عن مصدرين مطلعين إن “وفدا سعوديا عمانيا يعتزم السفر إلى العاصمة اليمنية صنعاء الأسبوع المقبل للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم مع مسؤولي (أنصار الله) وإنهاء الصراع المستمر منذ ثماني سنوات في البلاد”. وحسب المصدرين فإنه حال تم التوصل إلى اتفاق، فقد تعلن الأطراف المتحاربة في اليمن عن اتفاق قبل عطلة عيد الفطر التي تبدأ في 20 أبريل/ نيسان الجاري. وأكدا المصدران ما نقلته “سبوتنيك” عن المصدر اليمني، من أن المناقشات ستركز على إعادة فتح الموانئ والمطارات اليمنية بالكامل، ودفع أجور الموظفين العموميين، وعملية إعادة البناء، والانتقال السياسي.
*المصدر: موقع الوقت التحليلي
* الماده الصحفيه نقلت حرفيا من المصدر ولاتعبر عن رآي الموقع