إيناس عبدالوهاب *

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(يَوْمَ تَرَى الْـمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

جدير بالإنسان أن يفكر ملياً
في أي موكب سيكون ! ومع من سيصعد؟ وإلى أين سيؤول مصيره ؟

قد يتوقع كل مسلم بأنه من أصحاب هذا الموكب موكب النور مع المؤمنين الذين يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم وأنه ممن سيبشرهم الله بالجنة وأن هذه هي النهاية الحتمية لحياته ، وأنه سيحظى بالعزة والمقام الرفيع مطمأن بنجاته من النار .

متناسي أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حدد المؤمن من غيره، مشيرًا وموضحًا ومتحدثًا عن علاقتك برجل واحد ، إنه الإمام علي (عليه السلام) بقوله عنه : [لايحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ]

إلى هذه الدرجة الإمام علي (عليه السلام) يمثل الفارق !

نعم لتعرف مقدار الأهمية في أن تكون مع من أحبهم الله .

ولابد أن يعرف المنافق كيف ستكون حالة البؤس والظلمة والرعب والحسرة التي سيعيشها في ساحة المحشر بعد محاولاته المتكررة في الصعود مع من يسعى نورهم من بين أيديهم ، لكن دون فائدة فالملائكة تدفعه وتبعده عن المؤمنين ويضرب عليهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ، ليكتشف المنافق أن لا نور له يوم القيامة وأن مصيره إلى العذاب ، ليحكي الله حاله وحال المنافقين بقولة تعالى: (يَوْمَ يَقُولُ الْـمُنَافِقُونَ وَالْـمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)

إذا أنت تريد أن تعلم مع من ستكون !فلتعود لتبحث في قلبك عن
– الإمام علي- (عليه السلام)
ماذا يعني لك ؟ هل وصل مقامه في نفسك لدرجة أنك ستستبصر به ، ليكون لك قدوة بقوة إيمانه وعظيم أخلاقه، ليقودك في نهاية المطاف لتكون ممن تشملهم رحمة الله لتكون من أصحاب موكب النور لتضيء لنفسك الطريق الذي سيصل بك إلى الجنة.

لا عيب أن تقول أنا مع الله أنا مع القرآن ،
ولكن من العيب أن لا تعرف حديث عن رسولك ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي يقول فيه : [علي مع القرآن والقرآن مع علي]
[علي مني كمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي]

قد لا يروق لك هذا الكلام ، لتقول يكفيني أني مع الله ومتولي لرسوله ،
أوصيك أن تشد الهمة وتبحث مابن أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المتواترة الصحيحة لتجد قوله : (صلوات الله عليه وآله)
[ من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله]

وأنا أقول بدوري خُذلنا وانحرفنا عن الطريق من اليوم الذي أُقصي فيه الإمام علي ( عليه السلام) عن الساحة الإسلامية من بعد الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله )
من بعد أن عُصي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
ليأتي اليوم الذي يُقتل فيه الإمام علي ليسقط شهيدا على أرض محسوبة على الإسلام وبسيف محسوب على الإسلام ،
ليزداد الوجع والقهر لما أل إليه الإنحراف لأمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يُقتل الإمام علي غدرًا في مسجده وعلى منبره وفي محرابه.

يا للعجب أحداث من قبل ألف سنة تكتب للأمة مصيرها و تحدد لها توجهها ، وعبر تاريخ الأمة كل ما كانت الموالاه للإمام علي (عليه السلام) حقيقية كل ما كتب الله النصر على الطواغيت وبأيادي الموالين للإمام علي (عليه السلام) وكل ما كانت الأمة بعيدة عنه كلما استحكمت قبضة الطواقيت على رقاب الناس .

يقول الله تعالى: ( وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
إن عصيان الرسول ضياع للدين والقرآن ويؤدي إلى فشل وتنازع بين أبناء الأمة ،
فمن يعصي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
لن تكون المعصية محدود جزاءها على شخصه فقط بل هو من سيجني على نفسه وعلى الأمة ، وكل ماكان للأمة رصيد من الأحداث والدروس والعبر ، كل ما كان الجزاء أعظم من الله ،

فليسأل كلًا منا نفسه حتى يعرف أين هو من دين الله وهل هو في موكب النور ،
ماذا يمثل لي الإمام علي ( عليه السلام ) ؟

*المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع