السياسية ـ متابعات:

خلال كل السنوات الماضية تعنت تحالف العدوان كثيراً في إنهاء عدوانه الظالم على اليمن واستمر تحالف العدوان السعودي بسياسة حصار الشعب اليمني براً وبحراً وجواً، حيث إن معظم المنافذ البرية ما زالت مغلقة إلى اليوم وكذلك أيضا المطارات غير مطار صنعاء والذي سمح له باستقبال بعض الرحلات المدنية والتي تعتبر محدودة جداً.
إن الماساة التي تسببت فيها السعودية في اليمن كبيرة جداً وهناك عشرات الآلاف من أبناء الشعب اليمني الذين هم بحاجة إلى السفر لتلقي العلاج في الخارج،من جهةٍ اخرى مازال التحالف السعودي الإماراتي يواصل منع دخول المشتقات النفطية إلي اليمن ليزيد بذلك معاناة الشعب اليمني، كل هذا يعتبر نقضاً واضحاً لبنود الهدنة اليمنية في اليمن والتي أعلنتها من قبل الأمم المتحدة في وقت سابق فقد كان من المقرر أن يتم دخول السفن النفطية إلى اليمن ، ولكن ما حدث هو العكس تماماً حيث إن التحالف السعودي لم يلتزم ببنود الهدنة المعلنة وخرق بنودها.

وفد سعودي يصل إلى صنعاء.. ما هي الدلالات؟

خلال الأيام الماضية أعلنت المواقع الإخبارية والقنوات الرسمية في اليمن عن وصول وفد الوساطة ‎العماني وأيضا والوفد السعودية المفاوض إلى اليمن، حيث وصل مساء السبت، وفد ‎السعودي المفاوض إلى العاصمة ‎صنعاء، بعد ساعات من وصول وفد الوساطة ‎العماني، للقاء قيادات في حكومة الإنقاذ الوطني وحركة انصار الله للتباحث حول إعلان تمديد الهدنة. وفي وقت سابق وصل الوفد العماني، إلى العاصمة صنعاء برفقة رئيس الوفد الوطني المفاوض، لبحث آخر مستجدات المفاوضات الجارية في مسقط مع القيادة في صنعاء.
وأفادت قناة المسيرة بوصول وفد الوساطه العماني برفقة رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام إلى مطار صنعاء الدولي.

وأكد رئيس الوفد الوطني المفاوض في تغريدة له على تويتر، مواصلة الجهود عبر المفاوضات لإنهاء العدوان ورفع الحصار، آملا في الله أن يتحقق ذلك وأن يُجبَر الضرر.
وأضاف عبدالسلام قائلا: “إن شاء الله تكلل الجهود باتفاق سلام يلبي مطالب شعبنا اليمني العزيز من صعدة إلى المهرة. في السياق نفسه شهدت الأيام الماضية عبر وسائل الإعلام العربية والعالمية العديد من التحليلات حول مصير الحرب في اليمن وخاصة أنه خلال الأيام تم لقاء يمني سعودي برعاية عمانية وفي ظل التحليلات السياسية التي ضجت بها وسائل الإعلام تم التصريح بوصول والوفد السعودي المفاوض إلى العاصمة اليمنية صنعاء بالتزامن مع وفد عماني.
في هذا السياق قالت مصادر عربية مطلعة، إن “هذه الخطوة تأتي لإعادة بناء الثقة بين الجانبين السعودي واليمني”.
والتقى الوفد السعودي الذي يزور صنعاء، بالرئيس المشاط، ونشرت صور للوفد السعودي خلال لقائه بالرئيس المشاط.

أكد مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، موقف جماعته الثابت “من السلام العادل الذي ينشده الشعب اليمني”.
جاء ذلك خلال استقبال الوفدين العُماني والسعودي، في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وخلال اللقاء، رحب المشاط، بالوفدين العُماني والسعودي، وفقاً لوكالة الأنباء “سبأ”، ، معبراً عن “امتنان اليمنيين لجهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عُمان، ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر وجهودها الرامية إلى تحقيق السلام”.
وقال المشاط، “إن الموقف ثابت من السلام العادل والمشرف الذي ينشده أبناء الشعب اليمنى ويحقق تطلعاتهم في الحرية والاستقلال”.
من جانبه، وجه رئيس الوفد السعودي، الشكر لسلطنة عُمان” على دورها المهم وجهودها الكبيرة في إطار إحلال السلام، وحرصهم على دعم السلام والاستقرار في اليمن”.
حضر اللقاء، رئيس وفد الوفد المفاوض، محمد عبدالسلام، وعدد من المسؤولين ومن المتوقع الإعلان عن اتفاق مرتقب لتجديد الهدنة لمدة ستة أشهر، تمهيداً لاتفاق سياسي شامل لإنهاء الصراع في اليمن.ِ

لا يخفى على أحد أن السعودية لا تلتزم أبدا بالاتفاقات التي توقع عليها، فخلال كل السنوات الماضية خرقت السعودية العديد من الاتفاقات، وحتى في ظل هذه الهدنة القائمة و التي ترعاها الأمم المتحدة عمل التحالف السعودي على احتجاز السفن النفطية ولم يسمح لها بالدخول إلى اليمن وهذا عمل على زيادة الاوضاع سوءاً على حياة المواطنين وخاصة في ظل الظروف التي تعيشها اليمن من انقطاع للتيار الكهربائي بسبب العدوان .

في هذا السياق فقد عاد المشاط وخلال لقائه الوفدين السعودي والعماني للتأكيد مجددا أن اليمن تتجه نحو السلام العادل الذي يضمن حقوق الشعب اليمني المتمثلة بخروج القوات الأجنبية من اليمن وإنهاء العدوان على اليمن بشكل كامل وصرف المرتبات وفتح المواني والمطارات، حيث إن موضوع مرتبات الموظفين من ضمن الأولويات فضرورة أن ترتبط عملية تمديد الهدنة بالجوانب الاقتصادية والمالية وبالأخص معالجة رواتب الموظفين المنقطعة منذ نقل وظائف البنك المركزي إلى فرعه في عدن، والذي فشل فشلا ذريعا في إدارة السياسة النقدية والوفاء بالتزاماته تجاه معظم موظفي الخدمة العامة.
من خلال تصريحات المشاط يتضح جلياً أن حقوق ومتطلبات أبناء الشعب اليمني وتطلعه لإنهاء العدوان ورفع الحصار وتحقيق السلام المشرف، الذي يحفظ لليمن أمنه وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه هي مطالب لا يمكن التنازل عنها ابداً.

في النهاية يمكن القول ان السعودية التي تكبرت في بداية عدوانها على اليمن ورفضت جميع المبادرات التي قدمتها حركة أنصار الله في اليمن ها هي اليوم ترسل وفداً سعودياً إلى العاصمة اليمنية صنعاء وبتنسيق من قبل حركة أنصار الله التي فرضت قوتها وأخضعت السعودية للقبول بالواقع وأن المعادلة تغيرت تماماً.
من جهةٍ أخرى لامجال للشك أن الهدف من الزيارة إلى صنعاء هذه المرة هو التوصل لإنهاء الحرب في اليمن و يبدو أن الانفراجات للوضع في اليمن والتحول نحو الحلول السياسة التي أمل الكثير بحصولها لإيقاف الحرب في اليمن باتت قريبة إذا أعلنت السعودية التزامها بالهدنة المرتقبة ، ويمكن القول إن نجاح تمديد الهدنة يعتمد بشكل أساسي على مدى التزام السعودية ببنود الهدنة المعلنة. فالأيام والاسابيع القادمة مهمة جداً اما أن تعود السعودية وتلتزم باتفاقيتها لحفظ ما تبقى لها من ماء الوجه أو ترفض الهدنة .

* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة الصحفية: تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع