السياسية:

من رحم المعاناة، يصنع اليمنيون الأمل ويخوضون غمار التحدي، معتمدين على تماسكهم وتكافلهم في قهر الصعاب وتوفير متطلبات الحياة الضرورية التي حاول العدوان حرمانهم منها باستهدافه للبنية التحتية وتدمير المنشآت الخدمية وكل ما يرتبط بمعيشة المواطن.

ففي العاصمة صنعاء، يتجلى الصمود اليماني والتلاحم الشعبي في أبهى صوره من خلال ماشهدته مديريات العاصمة من تنفيذ لعشرات المشاريع الخدمية والتنموية التي تشاركت فيها السلطة المحلية وأبناء المجتمع.

أثمرت جهود السلطة المحلية بالأمانة والإدارة العامة لتنفيذ مشاريع المبادرات المجتمعية ومساهمات المجتمع وتعاون المديريات، خلال 2022م في إنجاز 14 مشروعاً واستمرار العمل في تنفيذ 15 مشروعاً واستكمال إجراءات تنفيذ ثلاثة مشاريع بتكلفة مليار و900 مليون ريال.

وبحسب تقرير إدارة مشاريع المبادرات، تجاوز عدد المستفيدين من تلك المشاريع 103 آلاف مواطن بمختلف مديريات الأمانة .. مبيناً أن غالبية المبادرات ركزت على توفير وتوسعة خدمات المياه والصرف الصحي وترميم الشوارع.

تركز موجهات القيادة الثورية على أهمية استنهاض قدرات المجتمعات المحلية وتنميتها في ظل استمرار العدوان والحصار، وهذا ما جسده وعي وتفاعل أبناء وقاطني العاصمة كغيرهم من أبناء المحافظات المحررة، في تبني مبادرات وخيارات عملية لإحداث تنمية مستدامة وتعزيز التماسك المجتمعي والصمود في مواجهة العدوان.

تجسيد رؤية بناء الدولة:

بخطى وتوجيهات القيادة الحكيمة، وتجسيداً لأهداف الرؤية الوطنية لبناء الدولة، تحرص قيادة السلطة المحلية في أمانة العاصمة على استنهاض الجهد المجتمعي وتعزيز الشراكة مع المجتمع لما يمثله ذلك من أهمية في إسناد العمل الرسمي بتوفير وتحسين الخدمات الأساسية والتي كانت شبه منعدمة في سنوات العدوان الأولى وأصبحت اليوم تلبي الكثير من الاحتياج في العديد من المجالات.

ولتحقيق ذلك أنشأت أمانة العاصمة إدارة عامة لتنفيذ مشاريع المبادرات المجتمعية، تتولى التنسيق مع قيادة السلطة المحلية والمديريات وإعداد الدراسات والتصاميم الفنية، وحشد الجهود وتحفيز المجتمع للمساهمة في تنفيذ خارطة مبادرات ذاتية تهدف إلى توفير الخدمات والمشاريع التنموية ذات الأولوية بكافة المديريات.

توسيع خارطة الخدمات:

تضع قيادة السلطة المحلية في سلم أولوياتها دعم وتبني المبادرات المجتمعية في مختلف المجالات، وفق خطة إستراتيجية لتوسيع خارطة الخدمات الأساسية في جميع المديريات، تنفيذاً لموجهات القيادة الثورية وتوجيهات المجلس السياسي الأعلى، المتصلة بتحفيز وتفعيل دور المبادرات وحشد الجهود والتعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع لإنجاز مشاريع خدمية وتنموية تلبي احتياجات المواطنين وتسهم في التغلب على تحديات العدوان والحصار.

وفي إطار مصفوفة خطة المشاريع، توزعت المبادرات على 21 مشروع صرف صحي منجز وقيد التنفيذ بتكلفة مليار و219 مليون ريال، وستة مشاريع مياه شرب بتكلفة 275 مليوناً و563 ألف ريال، وأربعة مشاريع طرق بتكلفة 398 مليوناً و292 ألف ريال، ومشروع بناء بتكلفة 14 مليوناً و908 آلاف ريال.

وأوضح تقرير صادر عن إدارة مشاريع المبادرات المجتمعية بالأمانة، أن المشاريع شملت كافة المديريات، إلا أن مديرية شعوب جاءت في الصدارة بعشرة مشاريع منجزة وقيد التنفيذ بتكلفة 671 مليوناً و884 ألف ريال، تلتها مديرية السبعين بثمانية مشاريع بتكلفة 408 ملايين و378 ألف ريال، ومن ثم مديرية التحرير بأربعة مشاريع بتكلفة 366 مليوناً و624 ألف ريال.

وبلغ إجمالي تكلفة المشاريع بمديرية معين 244 مليوناً و397 ألف ريال، ومديرية الثورة بمبلغ 158 مليوناً و254 ألف ريال، وآزال بـ38 مليوناً و897 ألف ريال، والوحدة بـ19 مليوناً و301 ألف ريال.

وبين التقرير أن المشاريع المنجزة بمديرية شعوب، تضمنت توصيل شبكات الصرف الصحي بحي غول أحمد، وحارات الغريقة والبوش بالجراف الشرقي، وغرب جنوب جولة آية، ومشروع شبكة مياه سد الدربوح بالجراف الشرقي.

وأكد استمرار العمل بمشاريع ترميم عدد من الشوارع في حي هبرة بشعوب، وتوصيل شبكة مياه الشرب لحارة نوبة النص، وشبكات الصرف الصحي بحارتي المطلاع المرحلة الأولى، ومدرسة الأقصى، واستكمال ترتيب البدء بحارة الجوالب الشرقية في الحافة بمديرية شعوب.

وفي مديرية السبعين، تم إنجاز ثلاثة مشاريع صرف صحي لحارتي القشار والمهندسين بالأصبحي، وإعادة تأهيل وترميم وصيانة شارع المقالح، بينما العمل مستمر في خمسة مشاريع صرف صحي لحي العفيف وحارات وعر حنش والجرداء، والرحمن ونوبة معصار بحي عطان.

وبحسب التقرير، تم إنجاز مشروعين بمديرية معين في مجال الصرف الصحي لبعض شوارع حي غدر، وشارع خط الضغط بحي عصر، ويستمر العمل بتنفيذ مشروع الصرف الصحي لحارة جنوب كلية الطيران.

فيما شهدت مديرية التحرير تنفيذ مشروعي استبدال شبكة الصرف الصحي، ورصف عدد من شوارع حارة الشراعي، وكذا استمرار العمل بمشروعي خزان مياه “برجي” بحي القاع، والمركز الثقافي.

وذكر تقرير مشاريع المبادرات، أنه تم تنفيذ مشروع صرف صحي بحي عطان في مديرية الوحدة، ومشروع قيد التنفيذ لاستبدال شبكة مياه الشرب الخطوط الرئيسية والفرعية لحارة السد الشمالي بحي نقم بمديرية آزال.

المبادرات بارقة أمل:

تتجلّى ثمار هذه المبادرات والمشاريع، التي أنجزت والجاري تنفيذها بتمويل محلي ومساهمات المجتمع، في إحياء روح المبادرة والمسؤولية الجماعية لتطوير البنى الخدمية بالأمانة، والتي تجسد قدرة اليمنيين على النهوض من بين ركام تحديات العدوان والحصار.

ومثلت هذه المبادرات بارقة أمل مشجعة لتحقيق التطلعات في تلبية احتياجات أكثر من ثمانية ملايين إنسان يعيشون في العاصمة صنعاء وتشهد توسعاً عمرانياً كبيراً، والانطلاق نحو تحقيق متطلبات التنمية المحلية وقهر الصعاب.

وبهذا الصدد يؤكد أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة أمين جمعان، أهمية تحفيز المبادرات ومساهمات المجتمع في تنفيذ خطة توسيع الخدمات الأساسية للمواطنين بمختلف المديريات والتخفيف من معاناتهم في ظل استمرار العدوان والحصار.

واعتبر المشاركات المجتمعية إحدى الركائز المهمة لتحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالخدمات العامة والمجتمعات المحلية، وتخطي الصعاب والتحديات المتصلة بتوفير الدعم لتنفيذ كل المشروعات الخدمية والتنموية.

وأشار جمعان إلى حرص قيادة السلطة المحلية على استمرار دعم وتنفيذ المشاريع والمبادرات وتوفير وتحسين الخدمات للمواطنين، بما يترجم رؤى وتوجيهات القيادة ويحقق أهداف الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.

وأوضح أن السلطة المحلية بالأمانة حققت إنجازات ملموسة في تسخير الإمكانات المتاحة، واستنهاض قدرات المجتمع وتنفيذ مشاريع ذات أولوية، ساهمت جميعها في تحسين وتوسيع الخدمات وتوفيرها لعدد من الأحياء والحارات رغم العدوان والحصار.

تلاحم منقطع النظير:

بدوره أكد وكيل أول الأمانة خالد المداني، أن قيادة أمانة العاصمة سارعت في تنفيذ موجهات القيادة الثورية وتوجيهات المجلس السياسي الأعلى، بتفعيل دور المجتمع وإشراكه في التنمية المحلية وتنفيذ المبادرات والمشاريع الخدمية لتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة.

وأكد أن إنجاز كل هذه المشاريع بمساهمات مجتمعية، يعكس استجابة المجتمع لتوجيهات القيادة الحكيمة، في تعزيز التلاحم والاصطفاف الوطني والتماسك المجتمعي لكسر رهانات العدوان والحصار، وقهر الصعاب.

وعّد المداني هذه المبادرات التي فرضتها ظروف المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد، أحد خيارات الشعب اليمني في مواجهة تداعيات ومؤامرات العدوان، وتجسد الوعي والمسؤولية المجتمعية وتكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية للنهوض من بين ركام تحديات هذا العدوان.

كما أكد أن المرحلة تستدعي المزيد من التعاون والتلاحم والتكافل الاجتماعي وتقوية عوامل الصمود والثبات، والعمل الجماعي والتشاركي لإنجاح وإنجاز الكثير من الأعمال والمشاريع الخدمية وإفشال مخططات العدوان الرامية لحرمان المواطنين من أبسط الخدمات.

ودعا وكيل أول الأمانة، أبناء مديريات الأمانة العشر إلى مواصلة الدور والجهد المجتمعي وبوتيرة أكبر لتحقيق المزيد من النجاحات والانجازات في الجوانب الخدمية والتنموية.

وأشار إلى أن أمانة العاصمة تعمل على المسارات الخدمية والتنموية بشكل واسع بالتوازي مع مسار تعزيز الصمود والتحشيد لمواجهة العدوان والتصدي لمؤامراته ومساعيه لخلخلة الجبهة الداخلية والنسيج الاجتماعي.

وأفاد المداني بأن المبادرات المجتمعية التي شهدتها الأمانة والمحافظات الأخرى، مثلت دليلاً على أن الشعب اليمني لا يمكن أن يُقهر بفضل ما يتحلى به من تكافل وتعاون وروح مبادرة وعطاء، كانت كفيلة بتجاوز تحديات العدوان وما يمارسه من حرب اقتصادية على اليمن.

فيما تطرق مدير مشاريع المبادرات المجتمعية المهندس أحمد المشرقي، إلى آليات إعداد وإقرار مصفوفة مشاريع المبادرات المجتمعية وإجراءات دعمها وترتيب الطلبات بحسب الأولويات والاحتياج والكثافة السكانية وجمع مساهمات المجتمع.

وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة فنية لإعداد الدراسات والتصاميم لمشاريع المبادرات والتكلفة التقديرية والجدوى الاقتصادية للمشاريع المطلوب تنفيذها، وإشراك لجنة المستفيدين من المجتمع في متابعة تنفيذ المشروع وفقاً للمواصفات الفنية والفترة المحددة.

واعتبر المشرقي، نجاح مشاريع المبادرات المجتمعية نتيجة للتفاعل الإيجابي من قبل المجتمع، والذي ما يزال يتطلب تعزيز التوعية لاستنهاض قدراته وتعزيز إسهاماته في تحريك عجلة التنمية والبناء.

وبين أن قيادة السلطة المحلية بالأمانة وإدارة مشاريع المبادرات وضعت منذ العام 2021م، خطة استراتيجية لتفعيل دور المجتمع وإشراكه في التنمية وتحسين البنية الخدمية، والتي بدأ الجميع يلمس ثمارها من خلال ما تم تنفيذه من مشاريع أسهمت في معالجة بعض الإشكاليات، وطفح البيارات التي كانت تطفو في شوارع الأحياء والحارات، وكذا إيصال الخدمات لكثير من المناطق التي حرمت من المشاريع لسنوات طويلة.

سبأ