فضل فارس

التحَرُّكاتُ الأخيرةُ في حضرموت والمهرة هي انتهاكٌ فاضحٌ لسيادة اليمنِ واستقلاله؛ فاليمن بلد مستقل ودولة مستقلة بقوانينَ وأُسُسٍ وحدودٍ جغرافية معلَنة ومتوافَقٍ عليها دوليًّا.
لكن هناك من يريد أن ينتهكَ تلك السيادة عبر مزاعمَ وذرائعَ تطلقها تلك القواتُ الأجنبيةُ؛ لتبرير تواجُدِها الملموس مؤخّراً بشكل علني مفضوح، مستغلةً في ذلك فترةَ (خفض التصعيد)، والسعيَ من قبل الأشقاء العمانيين؛ للوصول إلى حلول مُرضية.
وأمامَ كُـلّ تلك الأحداث والانتهاك الأمريكي احتلالاً وتصعيدًا، رسائلُ ناريةٌ لكل أُولئك المحتلّين سواء من قوى الارتزاق والنفاق أو من أسيادهم المستعمرين، سواء الأمريكي أَو البريطاني أَو غيرهم، صنعاء ليست غافلةً عما تعملون في المناطق المحتلّة، وتريدونه هناك، والمواجهة لكم طوال ثماني سنوات من العدوان هي تعبيرٌ صريحٌ ومقنعٌ لمن يكتفي بالإقناع (أن صنعاء لم ولن تغفلَ أَو تغضَّ النظرَ عما يحصل).
أيضاً صنعاء لن تكتفيَ بالمشاهدة والنظر من بُعد لكل ذلك الاحتلال والخطوات اللا مسؤولة؛ فصنعاءُ أَسَاساً إنما تعطي أولويةً للحل الإنساني، إن وجد بحلول مرضية وعادلة أَيْـضاً؛ تقديراً واحتراماً للجهود المبذولة؛ مِن أجل السلام من قبل الإخوة في عُمانَ، وإلا فما كان كُـلُّ ذلك الصائرِ ليصير.
وليعلم كُـلُّ من ينظرون للأرض والمياه اليمنية بأنها لقمةٌ سائغةٌ أنها فقط مسألة وقت؛ فحكومة صنعاء ومعها أبناءُ الشعب لن ترضى ببقاء أي محتلّ في الأراضي اليمنية، سواء طال الوقت أَو قصر، وأن المحتلّ سوف يرحلُ: إما راغباً أَو مكرهاً، وأما الخونةُ في المناطق المحتلّة فَـإنَّهم مهما كانوا مطايا للأمريكي فسينتهي المطاف بهم كمطايا الأمريكي في فيتنام وأفغانستان، وَهذا ما يقوله الرئيس المشاط.
وعلى المحتلّ بأية هُــوِيَّةٍ كان أن يضعَ في حساباته أن صنعاءَ النفَسِ الطويلِ لن تقبلَ ببقاء حالة اللاحرب واللاسلم، وهذا ما قد قيل سابقًا.
ورسائلُ قائد الثورة والقيادة السياسية في العاصمة صنعاء واضحةٌ جليةٌ، وقد سمعها الجميع، وعلى المحتلِّ أياً كان أن يرحَلَ قبلَ فواتِ الأوان.

  • ملتقى الكتاب اليمنيين