حمّالة الحطب..!
السياسية – نصر القريطي :
هل علينا ان نقول بمرارةٍ ليت ان وجهتنا الوحيدة نحو العالم كانت مطاراً غربياً أو آسيوياً أو افريقي..!
ليس بالضرورة ان تقصفني طائراتك حتى اعتبرك جزءاً من منظومة هذا العدوان المجرم الغادر..
الشراكة في العدوان على اليمن لا تقتصر فقط على الجانب العسكري فالحصار بالدرجة الأولى وتشديد الإجراءات الروتينية والإنسانية والتجارية إقليمياً ودولياً هي ايضاً حربٌ مكتملة الأركان علينا..
أن التعاون مع الرياض وابوظبي في كل ما يلحق الضرر بهذا البلد وهذا الشعب المنكوب بجيرانه واشقاءه ناهيك عن مقاطعة صنعاء والتصويت ضدها في كل محفلٍ دولي وعربي واقليمي هو ايضاً عدوانٌ على اليمن..
تلك صورٌ قليلةٌ لبعض اشكال العدوان على بلادنا وللأسف الشديد هناك الكثير والكثير من الممارسات التي تقوم بها العديد من الدول العربية والإسلامية على هذا الصعيد..
إن الحرب العسكرية هي احد أركان قائمة العدوان على بلادنا لأن من يعتدي علينا بصورٍ مختلفة غير الحرب العسكرية لا يعتبر نفسه عدواً لنا لكنها ليست الحقيقة على الإطلاق..
إن الأثار السلبية والدور المؤلم والمؤثر جداً لشركاء العدوان غير العسكري على اليمن يجعل من هؤلاء أعداء حقيقيين للشعب اليمني الذي يوشك ان يفتح الصفحة التاسعة من صفحات سنيِّ هذه الحرب الاجرامية على بلادنا..
من فتح الأجواء والبحار لطائرات العدو وسفنه لاستهدافنا.. الى تسخير المطارات والإمكانات لجيش العدوان ومنحه قواعد عسكرية للتدريب والانطلاق للاعتداء علينا.. وصولاً الى الاسهام المباشر في الحصار على اليمن تلعب الكثير من الدول دوراً اجرامياً في الاعتداء على اليمنيين..
تأتي في مقدمة الدول التي تلعب هذا الدور اللا انساني ــ بوعيٍّ أو بغير وعي ــ المملكة الأردنية الهاشمية التي لا ندري كيف ارتضت لنفسها بهذه المكانة وهذا الدور الذي ليست مجبرة عليه على الإطلاق..
لربما حصلت عمّان على الكثير من الاغراءات للعب هذا الدور اللا انساني غير المقبول لكن ذاك لا يفسر على الاطلاق ما نراه من حماسةٍ اردنية للتطوع في ايذاء اليمنيين في عقر دار المملكة التي يفترض بها انها المنفذ الوحيد للمسافرين اليمنيين نحو الخارج..
نتحدث هنا عن آلاف المرضى الذين يعانون من الامراض المزمنة والقاتلة الذين تتعامل معهم السلطات الأردنية بلا إنسانية أقل ما يمكن ان توصف به تلك الإجراءات المشددة وغير المبررة على المسافرين اليمنيين انها جريمة حربٍ لا تقل في آثارها عن ما تمارسه قوى العدوان من قتل للأطفال والنساء والشيوخ..
وفاة احد المسافرين ذوي الامراض المزمنة لأنه لم يتمكن من الصمود وهو يصارع لحظاته الأخيرة بعد الإجراءات التعسفية التي استحدثتها السلطات الأردنية على المسافرين القادمين من اليمن للعلاج يضع علامة استفهام كبيرة امام الضمير الأردني الإنساني ناهيك عن الالتزام الأخلاقي أمام العالم كله..
هل يعقل ان تطلب من مريضٍ على وشك الموت انتظر لسنين ان ينتظر أكثر لكي يجتاز اجراءات مستحدثة جديدة ناهيك الإجراءات التعسفية السابقة والفحوص غير المطلوبة في أيٍّ من مطارات العالم ومواطنيه..
ما يقوم به الأردن هو ممارسةٌ تدين جبين الضمير الأردني الذي لا نرغب في اتهامه باللا إنسانية لإرضاء غريزة التعطش لدماء الأبرياء التي تعصف بأمراء الحرب السعوديين والاماراتيين..
ما يؤلم أكثر ان كانت تلك الإجراءات اللا إنسانية المستحدثة تطوعاً رخيصاً من شخصيات في دوائر القرار الأردنية للتقرب ممن لا يستحقون ان يتقرب منهم احد..
يضع الأردن نفسه تطوعاً في خانة أعداء اليمن في الوقت الذي وضعه التاريخ أمام التزامٍ انسانيٍّ وأخلاقيٍّ وديني يفترض أن يضعه في خانة أول أصدقاء اليمنيين..
التشديدات الأخيرة ليست وحدها ما تقوم به سلطات مطار الملكة عليا بحقنا فلطالما اشتكى المسافرون اليمنيون من التمييز والمساءلة غير المبررة التي يتعرضون لها هناك طيلة سنين العدوان..
لقد شاهدنا في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لا أخلاقية ولا إنسانية لمرضى يمنيين كتب عليهم حظهم العاثر ان يقعوا فريسةً اجباريةً لمطارٍ عربيٍّ وكل ذنبهم ان عدوهم سعوديٌ كان أو إماراتي لا يعرف إنسانية ولا دين..
لقد اختارت الأقدار هذا البلد العربي ليكون الوجهة الوحيدة المتاحة لهذا الشعب المظلوم أمام العالم خصوصاً أن أغلب ان لم يكن كل المسافرين هم مرضى من ذوي الامراض المستعصية والقاتلة..
لقد اضطر هؤلاء للسفر في مثل هذه الظروف لتلقي العلاج في الخارج أملاً في الحفاظ على حياتهم التي لم تسرقها منهم طائرات العدوان ونيرانه طيلة سنين الحرب..
دولةٌ شقيقةٌ يفترض انه ليس بيننا وبينها الا الخير حتى وإن تعرضت لضغوط دول العدوان وإغراءاته إلّا أنها بهذه الممارسات غير المبررة بحق المسافرين اليمنيين تدفعنا لنقولها بصوتٍ عالٍ:
(( هل حظنا العاثر هو من جعل دولةً عربيةً مسلمةً البوابة الوحيدة لليمنيين نحو العالم وهم المحاصرين منذ ثمانية أعوام..!))
هل كان علينا ان نرفض ان تكون دولةً عربيةً مسلمةً بوابتنا الوحيدة نحو العالم الخارجي..!
انها الحقيقة المُرّة التي تجعل من بورصة اعداءنا ترتفع فالظلم والقهر والعدوان وآثاره القاتلة بحق هذا الشعب ليست بلا ثمنٍ ولا بد ان يكون لها ردّ فعلٍ متوقعٌ ولو بعد حين..!
سبأ