عبدالعزيز الحزي

في خطوة يبدو أنها تنطوي عليها تغيرات إقليمية ودبلوماسية، استؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية التي كانت مقطوعة بين البلدين منذ عام 2016 الامر الذي يعني “خفض التصعيد” وتعزيز الدبلوماسية والحوار في المنطقة .

ولطالما شجعت اليمن الحوار والدبلوماسية للمساعدة على خفض التوتر وتقليل أخطار النزاع ورسم خارطة طريق للمساعدة في إنهاء الصراع وتهدئة التوتر في المنطقة لكن تحت شعار “لا ضرر ولا ضرار”.

فهل تكون عودة العلاقات بين السعودية وإيران مقدمة للاستقرار في المنطقة في وقت يشهد فيه العالم كثيرا من الاضطرابات” خاصة في أوكرانيا؟!

ويتساءل مراقبون ما الذي تعنيه عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران على مسار وقف العدوان على اليمن؟ الذي بدأ في مارس 2015 والذي أودى بعشرات آلاف اليمنيين وتسبب بأزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم مع نزوح ملايين الأشخاص.

ولقد لعبت الصين دورا بناء بين الجانبين في استضافة المباحثات بين السعودية وإيران ونجحت في التوسط بينهما لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وتفعيل التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي وعلاقات حسن الجوار وهو أعتبر من وجهة نظر بعض المراقبين “تحول جيد” وإشارة واضحة نحو إنهاء العدوان على اليمن وتكهنات بشأن انسحاب السعودية والإمارات نهائيا من اليمن وتسوية المسائل العالقة .

وكما جاء في البيان المشترك عقب الإعلان عن عود العلاقات بين الرياض وطهران اتفقا في المحادثات، التي أجريت بين 6 و10 مارس، على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

ويرى مراقبون أن الاتفاق بين الرياض وطهران “نوعا ما يمهد الطريق للقوتين في المنطقة لبدء تحديد وحل خلافاتهما” ونهاية للحرب في اليمن.

ويعتبر المراقبون أن الاتفاق سوف ينعكس إيجاباً على جملة من الملفات التي تؤرق حكومات وشعوب المنطقة والعالم وسيفضي الاتفاق بين قطبي السياسة والاقتصاد في العالم الإسلامي والمنطقة، واللاعبان البارزان في منظمة “أوبك” للدول المنتجة للنفط، حسب رأي المحللين، إلى استقرار أسعار النفط، واطمئنان سلاسل الإمداد العالمي، ودوران عجلات الاقتصاد بوتيرة أقل ارتباكاً مما كانت عليه في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا والتصعيد.

وفي المقابل “إسرائيل” لم يعجبها اتفاق استئناف العلاقات بين إيران والسعودية لأنها لا تريد استقرارا في المنطقة ولا سلاما، بل تريد إشعال المنطقة وأثارة المخاوف من إيران تجاه دول الجوار، فقد آثار الإعلام الصهيوني ضجة هيسترية، وابدى قلقا عميقا ومخاوف كبيرة من عودة العلاقات السعودية الإيرانية، واصفا التوصل إلى اتفاق بين إيران والسعودية بمثابة فشل صهيوني.

وهاجم المسؤولون الاسرائيليون رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو واعتبروا أن “تجديد العلاقات بين السعودية وإيران تطور خطير لإسرائيل، وانتصار سياسي لإيران وفشل مدو وإهمال وضعف من حكومة نتنياهو” . وقالوا أيضا أن “دول العالم والمنطقة تراقب إسرائيل في صراع مع حكومة غارقة في تدمير ذاتي ممنهج. وفي هذا الوقت تختار تلك الدول طرفا فاعلا للعمل معه”. واصفين الاتفاق بأنه “فشل كامل وخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية، وانهيار لجدار الدفاع الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران حسب قولهم.

وأمريكيا، هناك توجس عبر تصريحات مسؤوليها حيث قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي إن واشنطن كانت على علم بالتواصل بين الرياض وطهران لكنها لم تلعب دوراً في الاتفاق بينهما.

وأعلن المتحدث ، ردا على اتفاق إيران والسعودية على استئناف العلاقات، أن أي جهد للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات في المنطقة والدبلوماسية إلى جانب الردع. هي الركائز الأساسية للسياسة التي رسمها جو بايدن خلال رحلته إلى المنطقة.