السياسية- متابعات:

يقول الكاتب، كيث لامب، في موقع “news.cgtn” الصيني، إنّ المؤسسات الإعلامية الكبرى في الغرب، تسرد حكايا مزيفة عن الأسباب الدافعة للصراع في أوكرانيا، وتقوم بطمس الحقائق حول التعقيدات الجيوسياسية والتاريخية، وهي كثيرة في هذه الحرب تحديداً، التي لم تعد تحتمل المزيد من سذاجة تفسيرات النخب الغربية، التي تلخّص المشهد الأوكراني بفظاظة، بـ “المعركة بين الخير والشر”، أضرمها رجل واحد هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

على هذا النحو، يغيبب المنطق عن تحليل الأحداث والأسباب التي أدت إلى نشوب الصراع في أوكرانيا. حتى أنّ وسائل الإعلام اليسارية في الغرب، تتناول بحياء الخلفية الفعلية للحرب المذكورة، من الانقلاب بقيادة واشنطن على الرئيس المنتخب في كييف، إلى دمج وحدات عسكرية للنازيين الجدد في الجيش الأوكراني، إلى الحرب الأهلية التي أسفرت عن سقوط 14000 ضحية، بعد إفشال متعمّد لـ”اتفاقيات مينسك” ، والأهم من ذلك دفع حلف “الناتو” نحو الحدود الروسية، الأمر الذي أثار قلقاً وجودياً في موسكو.

علاوةً على ذلك، يتم الترويج لأي محاولة لعقد اتفاق سلام على أنها غير منطقية، بمقابل ما تعتبره معظم دول العالم بأنّ الاعتراف بالحقائق وبمصالح جميع الأطراف، يمكنه الولوج إلى مفاوضات عقلانية تؤدي إلى الاستقرار المنشود. واستمرار الصراع يقوّض الأمن والتنمية العالمية.

 

الصراع الأوكراني خدمة لمن؟

لا شك، أنّ استمرار الصراع سيسمح بهيمنة رأس المال الأميركي على ضفتي الأطلسي، ويحقّق أرباحاً للشركات الأميركية على حساب الشركات الأوروبية. ويتضح هذا الأمر أكثر في ما كشفه الصحافي الأميركي الشهير سيمور هيرش، عن أنّ الولايات المتحدة هي التي دمّرت أنابيب “نورد ستريم” لإحكام الهيمنة على أوروبا الغربية، من خلال حرمانها من استقلال الطاقة والتكامل مع أوراسيا. كما أنّ الأمر يؤدي إلى زيادة أرباح موردي الطاقة الأميركيين وبيع الغاز بأسعار باهظة.

الحرب والموارد والأرباح مترابطة وتعمل جنباً إلى جنب مع الأهداف الجيوسياسية للهيمنة الأميركية. كما يتضح من تقرير حديث صادر عن “جامعة الرينمين” الصينية، وفيه تشريح إحصائي للمساعدات المالية لأوكرانيا، التي يذهب معظمها إلى خزائن المجمع الصناعي العسكري الأميركي.

هكذا، كان الحال في أفغانستان، وهو كذلك الآن في أوكرانيا، فالانتصار في الحروب بالنسبة للولايات المتحدة، يتعلّق بكسب أموال ضخمة. وكلما طالت مدة الحروب، زادت هوامش التربّح. فالسلام ليس خياراً في خطط واشنطن وأهدافها.

منذ أول العام الجاري، بلغ إجمالي المساعدات الأميركية التي تمّ التعهّد بها لأوكرانيا 76.8 مليار دولار. 5 في المئة منها فقط ذهبت (3.9 مليارات دولار) للشأن الإنساني، بينما حصدت “المساعدات” العسكرية 61 في المئة، و 34 في المئة تقديمات مالية.

تهدف واشنطن من مواصلة نهجها الحربي ضمان استمرار الأزمة الأوكرانية. وما “المساعدات”، في الواقع سوى قرض مالي لشراء سلع عسكرية أميركية، تمكّن المجمع الصناعي الحربي، من إعادة استثمار أرباحه الضخمة في تطوير برامج المعدات الحربية وتحديثها بعد بيعها القطع القديمة.

“الفوز” بالنسبة للولايات المتحدة، يكمن في استمرار الحرب أينما وقعت، في جبال أفغانستان، أو في سهول أوكرانيا.

 

  • المصدر: الميادين نت
  • نقله إلى العربية حسين قطايا
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع